عدن _صالح المنصوب
تنتظر العاصمة صنعاء، ساعات عصيبة، وشبح الخوف يستشري في الأحياء والأزقة، وحالة استعداد لمواجهة شوارع بعد أن انتقلت الأمور من التهديد إلى المواجهة.
فقد دخل تحالف الحوثي وصالح مرحلة المواجهة المسلحة, بعد أيام من مهرجان السبعين, والتهديدات المتبادلة بين الطرفين, بعد الاستنفار والحصار تأكد حديث نشوب الانفجار, ليلة دامية كانت في شوارع العاصمة صنعاء بين أطراف الانقلاب وانتقلت المعركة إلى عمق أهم المناطق التي يسيطر عليها المخلوع صالح, حيث سقط اهم المقربين وذراعه الأيمن مدير مكتب نجله خالد الرضى. حيث تعيش العاصمة اليمنية صنعاء في هذه الساعات، هدوءًا حذرًا عقب اشتباكات مسلحة بين أنصار صالح والحوثيين في منطقة المصباحي مساء السبت، أسفرت عن قتلى وجرحى بين الطرفين.
ويشهد محيط المقر السياسي لحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه صالح، توترًا كبيرًا وتحشيدًا لمقاتلين من الطرفين، في مشهد ينذر بتجدد اشتباكات، قد تكون شرارة معركة العاصمة بين الحوثيين وأنصار صالح، لا سيما بعد أنباء عن مقتل شقيق مدير مكتب نجل صالح المقدم خالد الرضا في الاشتباكات جنوب صنعاء. ويُعد الرضا من أبرز القادة المقربين لصالح، وهو أيضاً رئيس اللجنة الخاصة بالعلاقات الخارجية لحزب المؤتمر الشعبي العام.
وقالت مصادر مطلعة، إن صالح دفع بالعشرات من المقاتلين لتأمين مقر حزب المؤتمر من أي اعتداء محتمل من قبل مليشيات الحوثي. ويأتي ذلك وسط توتر بين الحليفين، منذ عدة أيام، يوصف بأنه الأعمق منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين. ولم يصدر أي تعليق رسمي حول الحادثة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكان قد تحالف الطرفان في الاستيلاء على صنعاء وعدد من محافظات البلاد، خريف عام 2014، ما أشعل حربًا مع أنصار الحكومة الشرعية، شهدت تدخلًا عسكريًا من التحالف العربي، بقيادة
السعودية، عام 2015. وأكدت مصادر في العاصمة صنعاء مقتل القيادي في حزب صالح، العقيد خالد الرضي، خلال الاشتباكات التي اندلعت بين مسلحين حوثيين وآخرين يتبعون صالح في جولة المصباحي جنوب صنعاء، مساء السبت. وقال الإعلامي في مكتب صالح، نبيل الصوفي، إن العقيد الرضي يشغل أيضا نائب رئيس دائرة العلاقات الخارجية في المؤتمر قُتل، فيما أكد نجل شقيق الرضي مقتله في المواجهات التي دارت أثناء اعتراض إحدى النقاط التابعة لجماعة الحوثي موكب صلاح نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
أصدروا بيانًا باسم وزارة الداخلية التابعة لهم في صنعاء، ووصف ما حدث بـ"الاعتداء" وأعلن مقتل اثنين من عناصر اللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، ولم يذكر مقتل الرضي. وتشهد صنعاء توترًا غير مسبوق بين طرفي الانقلاب الحوثيين وصالح، منذ أسابيع، بسبب ما يقول الحوثيون إنها بوادر خيانة من صالح وأنه ينسق مع التحالف للتعاون ضد الجماعة.
وذكر بيان داخلية الحوثيين أن قوات أمن العاصمة والأمن المركزي تدخلت لاحتواء الموقف، وأن لجنة مشكلة من المجلس السياسي باشرت التحقيق. وشهدت بعض أحياء صنعاء انتشارًا كثيفًا لمسلحي جماعة الحوثي تزايدت عقب اشتباكات "جولة المصباحي". وفيما تنادي أصوات من الحوثيين بحسم الأمر مع صالح وإنهاء خطره المحتمل، ويطالب كوادر من حزب صالح بإنهاء الشراكة مع الحوثيين والاستعداد لمعركة معها في قلب العاصمة التي تمثل عمقًا للطرفين في مواجهة قوات الحكومة الشرعية القريبة من صنعاء.
صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للانقلابيين في اليمن، أصدر قرارًا بعزل 29 ضابطًا من أنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في وزارتي الدفاع والداخلية وفي أمن المحافظات، الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وتشير هذه الخطوة إلى عمق الصدع في جدار تحالف الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح. وقد أمر الصماد بتعيين ضباط من الموالين لحركة تمرد الحوثي بدلًا عن المقالين.
وشملت التعيينات رؤساء دوائر في الداخلية والدفاع ومديري أمن المحافظات، ورؤساء هيئات ومؤسسات أمنية وعسكرية. وسبق هذه التطورات تحركات في اتجاهات مختلفة لميليشيات الحوثي، سعيًا منها لتضييق الخناق الأمني على
أنصار صالح في صنعاء بالتزامن مع حملة اعتقالات طالت العشرات من نشطاء حزب المؤتمر الشعبي في أمانة العاصمة وعدد من المحافظات الأخرى. وتزامنت التحركات مع اشتباكات استمرت نحو ساعتين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم العقيد خالد الرضي، مسؤول التسليح في الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع.