عدن ـ عبدالغني يحيى
استقبل رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم الإثنين, السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تستو, لمناقشة علاقات الصداقة بين البلدين والدور الفرنسي الداعم للشرعية وأمن واستقرار ووحدة الشعب اليمني في مختلف الظروف والمراحل، بما في ذلك المستجدات الجارية على الساحة الوطنية في إطار الموقف الدولي الموحد للوصول إلى حل سياسي وفقاً للقرارات الدولية الملزمة بما يؤدي إلى عودة الشرعية وإنهاء الانقلاب ووضع حد لمعاناة اليمنيين.
كما تم التطرق إلى الرؤى المشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والشعبين الصديقين والدور المعول على الأصدقاء الفرنسيين في مرحلة إعادة الإعمار، ودعم جهود الحكومة الشرعية في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة بالإستناد إلى ما تم إنجازه من تقدم ملموس في هذا الاتجاه أخيرا.
وثمَّن رئيس الوزراء عاليا دعم القيادة والحكومة والشعب الفرنسي لليمن، والذي يأتي مجسداً للعلاقات التاريخية المتميزة القائمة بين البلدين، مشيراً إلى جهود الحكومة للتغلب على التحديات الماثلة التي فرضتها حرب مليشيا الحوثي وصالح وانقلابهم على السلطة الشرعية ورفضهم الانصياع للارادة الشعبية والقرارات الدولية. وأشاد بالموقف الصادق لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات، واستجابتهم لنداء إخوانهم والقيام نيابة عن المجتمع الدولي بالمساعدة في التخلص من أخطر انقلاب دموي وطائفي في تاريخ البلاد، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الملزمة الصادرة تحت الفصل السابع.
ولفت الدكتور بن دغر إلى ما حققته الحكومة من نجاحات على صعيد تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة في الجوانب الأمنية والخدمية، والحاجة الملحة للإسناد الدولي من شركاء اليمن في التنمية من الدول والمنظمات المانحة، معربا عن ثقته في دعم الأصدقاء الفرنسيين لخطط الحكومة لديمومة الخدمات الاساسية للمواطنين وتخفيف معاناتهم الإنسانية جراء الحرب وتبعاتها الثقيلة على كافة المستويات الاقتصادية والمعيشية والخدمية.
وجدد حرص الحكومة الشرعية على السلام وحقن دماء اليمنيين، وما قدمته من تنازلات في سبيل ذلك يقابلها في كل مرة تعنت ورفض الطرف الآخر بتوجيهات من داعميه في إيران، التي كانت ولازالت سبب أساسي في كل هذا الدمار والخراب الذي لحق باليمن وما يعانيه شعبها من نزيف مستمر في الدماء والكارثة الانسانية الاسوأ في العالم.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن جدية المجتمع الدولي الذي كان ولا يزال موقفه موحدا في إجماع تاريخي غير مسبوق لدعم الشرعية اليمنية، يتطلب مزيد من ممارسة الضغوط على إيران واجبارها على الكف عن تزويد الانقلابيين بالسلاح والمال والخبراء لتطويل امد الحرب والتمرد على المجتمع المحلي والدولي.
وأشار إلى أن الدور التخريبي الإيراني في المنطقة وأطماعها التوسعية لم تعد سرية، أو بحاجة إلى دليل لإثباتها، فقادة طهران ومع تساهل المجتمع الدولي أصبحوا يتباهون بما يقومون به من دور سلبي يقوض أمن واستقرار المنطقة والإقليم والعالم أجمع، وتهديد الملاحة الدولية في باب المندب أهم ممر مائي عالمي.
وأوضح الدكتور بن دغر أن الشعب اليمني وحكومته الشرعية لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول إطلاقا بالتخلي عن النظام الجمهوري والتفريط بالوحدة والقبول بحكم أسرة أو سلالة تدعي الحق الإلهي في السلطة، مشيراً إلى أن اجماع الشعب اليمني هو بناء يمن اتحادي جديد، وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي كان الانقلابيون جزءًا منه وموقعين عليه، لكنهم انقلبوا بعد ذلك خدمة لأهداف ومصالح إيران وأطماعها في المنطقة وابتزاز العالم.
بدوره جدد السفير الفرنسي، موقف بلاده الداعم والمؤيد للحكومة اليمنية الشرعية، وحرصها على الحل السياسي القائم على المرجعيات المدعومة دوليا، مؤكداً دعم فرنسا لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن والأمم المتحدة، وأنها لن تدخر جهدا في ممارسة الضغوط لوضع حد لمعاناة اليمنيين، بما في ذلك رفضها الكامل لتهريب الأسلحة للانقلابيين.
وأثنى السفير الفرنسي، على ما تقوم به الحكومة اليمنية من جهود لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وتخفيف المعاناة القائمة جراء الحرب، لافتا إلى أن بلاده تبذل قصارى جهدها لمساعدة اليمن وشعبها في الظروف الراهنة. وحضر اللقاء أمين عام مجلس الوزراء حسين منصور والمتحدث الرسمي باسم الحكومة راجح بادي.