صنعاء-اليمن اليوم / عبدالغني يحيى
وصل محافظ عدن الجديد عبدالعزيز المفلحي بعد ظهر اليوم السبت، إلى المدينة اليمنية الجنوبية آتيًا من العاصمة الرياض اليوم السبت. وقالت مصادر محلية إن مسؤولين حكوميين وقيادات أمنية وأعدادًا من المواطنين تجمعت في مطار عدن لاستقبال المحافظ المفلحي.
وكانت مصادر مطلعة قد ذكرت في وقت سابق إن محافظ عدن الجديد غادر العاصمة السعودية الرياض متوجهًا إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن. ونشرت وسائل إعلام محلية صورا من داخل مطار عن الدولي أثناء وصول المفلحي.
وكانت اللجنة الشعبية للدفاع عن قضية شعب الجنوب، أصدرت بيانًا حذرت فيه من السعي إلى تمرير أجندات سياسية من خلال الزج بالشيخ عبدالعزيز المفلحي، لتحدي إرادة الجنوبيين المعبر عنها في مليونية إعلان عدن التاريخي التي شهدتها الخميس الماضي.
وقالت اللجنة في بيانها إن ذلك الإعلان التاريخي عبر عن الرفض المطلق للقرارات الرئاسية الأخيرة وأي قرارات لاحقة، وحملت الحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عما سيترتب على هذا التصعيد الخطير على حد قولها. ودعا البيان دول التحالف العربي إلى التدخل الفوري لوقف هذا التصعيد الذي قالت إنه سيخلق مزيدًا من تأزيم الوضع في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.
وباركت قيادات في المقاومة الجنوبية وأخرى من الحراك الجنوبي، ومنظمات المجتمع المدني في المحافظات الجنوبية، إعلان عدن التاريخي. وتوافدت قيادات في المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني إلى منزل الزبيدي، الجمعة، لتأييد بيان إعلان تأسيس كيان سياسي جنوبي بقيادة الزبيدي. وأعلنت القيادات تأييدها الزبيدي لتحقيق أهداف الثورة الجنوبية وتطلعات الشعب الجنوبي.
وأعلن وزير النقل اليمني مراد الحالمي، تأييده ودعمه لـ"إعلان عدن التاريخي"، الذي قضى بتفويض اللواء عيدروس الزبيدي، لرئاسة الكيان السياسي الجنوبي. والحالمي، هو أول وزير يمني يعلن تأييده للإعلان الذي صدر الخميس، عن حشد جماهيري نُظم في ساحة العروض في منطقة خور مكسر في مدينة عدن.
ورأى الحالمي في بيان، أن الإعلان خطوة على الطريق الصحيح، ومن شأنه إعادة وهج القضية الجنوبية ومطالبها العادلة، ويؤسس لمرحلة جديدة تكون فيها القضية الجنوبية حاضرة في المحافل الدولية والإقليمية.
وختم حديثه، قائلًا "نؤكد وقوفنا إلى جانب جهود القائد الزبيدي، الهادفة للم شمل شعب الجنوب بكيان سياسي واحد، وبمعطيات جديدة تستوعب واقع اليوم، وتأخذ بعين الاعتبار البعد الدولي والإقليمي وتتمسك بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره". وفوضت حشود جماهيرية كبيرة، محافظ عدن المقال، الزبيدي، بتشكيل قيادة سياسية لإدارة مناطق جنوب اليمن.
وأجرى هادي، الخميس الماضي، تعديلًا وزاريًا في حكومة أحمد بن دغر، شمل إعفاء هاني بن بريك وإحالته للتحقيق، فيما أقال اللواء عيدروس الزبيدي، من منصب محافظ عدن، عقب خلافات كبيرة منذ أشهر.
وكانت العاصمة المؤقتة في اليمن "عدن"، احتضنت الخميس، حشدًا جماهيريًا، والذي اعتبره البعض امتدادًا للنضال السلمي للحراك الجنوبي. وصدر عن الفعالية بيان إعلامي جاء نصه في الآتي "إن عاصفة الحزم والأمل قد شكّلت منعطفًا جديدًا في تاريخ المنطقة، وخلقت واقعًا إيجابيًا في أرض الجنوب كنتاج للمساهمة الفاعلة للمقاومة الجنوبية بكل أطيافها بتحقيق النصر، بمساندة ودعم دول التحالف العربي في تحرير مناطق الجنوب، والتصدي وطرد مليشيات الغزو الحوثي العفاشي، إلا أن تلك الانتصارات لم تشفع للمقاومة الجنوبية أن تكون شريكًا فاعلًا في العملية السياسية، بل تم إقصاؤها وتهميشها والتآمر عليها والتنكر لدورها، واستثمار تلك الانتصارات من قبل قوى الإرهاب السياسي المهيمنة على سلطة القرار والمعادية لتطلعات شعب الجنوب".
وأضاف البيان، أنه وصل الأمر بإصدار قرارات العقاب السياسي والتحقيق مع أبرز رموز المقاومة، مما يعني الانقضاض على الشراكة السياسية لشعب الجنوب مع الشرعية المختطفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين. وأشار البيان إلى أنه "لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل بلغ أعلى مراتب القهر الاجتماعي والعقاب الجماعي للحاضن الشعبي للمقاومة في الجنوب، عقابًا جماعيًا ممنهجًا وتدشين حرب الخدمات في الجنوب، وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية، وقطع المرتبات خصوصًا مدينة عدن عاصمة وحاضرة الجنوب".
وسمى البيان هذا القرار (إعلان عدن التاريخي)، ويحمل القوة القانونية للنفاذ المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية. وأكد البيان تفويض عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته. كما خوله بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان.
وجدّد البيان، التأكيد على أن الجنوب كوطن وهوية في حاضره ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وإن جنوب ما بعد 4مايو/آيار2017م ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية. وأشار البيان إلى أن الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق متانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي، وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ممهورة بالدم المشترك والتضحيات المستمرة وصولًا للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية، لإنجاز الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي، ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة.
وأكد البيان، للمجتمع الدولي والعربي والعالمي وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية التزامه التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يجدد مناشدته إلى المجتمع الدولي إلى مساعدة شعب الجنوب وتخفيف معاناته بتحقيق تطلعاته القانونية المشروعة. ويُعمل بهذا الإعلان منذ صدوره الخميس 4 مايو/آيار 2017م .
وذهب البيان إلى انتقاد تهميش الشرعية للمقاومة الجنوبية عقب الحرب وهنا أظهر الجنوبيون كموظفين وتابعين للشرعية وموظفين لديها ينتظرون الفتات وليس أنداد وأصحاب حق وقوة. ورفض البيان نتاج الشرعية لكنه فشل في رفض اعترافه بشرعية هادي وهذا وحده تأكيد على الاعتراف الضمني بها والخلاف مع مخرجاتها بحسب الصحافي فتحي بن لزرق.