عدن - صالح المنصوب
تزداد كل يوم الأمور تعقيدًا في اليمن, وتتجه إلى منحى خطير بعد أن أصبح الرئيس اليمني المخلوع علي صالح في مصيدة جماعة الحوثي، ولم تعد تجديه كل الحيل الذي استخدمها طوال حكمه، فالحليف الذي شاركه الانقلاب بدأ ينقض عليه، وأصبحت كل الطرق والأفكار مغلقة عليه ويبحث عن مخرج يجد فيه الأمان، وقع الاتفاق في المساء مع الجماعة وفي الظهيرة انهالوا على محاميه الخاص المسوري ضرباً وأصابوه بكسور كبيرة, حالة ارتباك يعيشها صالح والمحيطون به من حلفاء وأصدقاء سنوات العسل أصبحوا عاجزين عن فعل شيء، السلاح بيد الحوثيين والكلام لصالح، الذي تصور أنه سينقض عليهم فهاهم اليوم ينقضون عليه، حتى أنهم جعلوه في نظر أنصاره ضعيفاً.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى مقربة من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أن الأخير طلب من رئيس ما يسمى بـالمجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، وهو قيادي حوثي، بالتدخل لإنهاء التوتر الذي تشهده صنعاء منذ أسبوع. وقالت المصادر إن علي صالح لجأ للمناورة السياسية مع حلفائه الحوثيين، عبر الدفع بوفد من جناحه في حزب المؤتمر، لتوقيع اتفاق إزالة أسباب التوتر معهم برعاية الصماد وقيادة المجلس السياسي المشكل مناصفة من الطرفين.
وبعد ساعات من توقيع ورقة جديدة بين الحوثيين وصالح عادت أجواء التوتر من جديد إلى شوارع صنعاء، خصوصًا المربعات التي يعتقد أن صالح يقيم فيها وأقاربه وسط صنعاء، في وقت تعرض محاميه للاعتداء والضرب من قبل مسلحين حوثيين، تسببت في كسور بيديه ورجله، الثلاثاء. حسبما ذكرته المصادر. وأشارت المصادر إلى أن صالح أصبح مرتبكًا والقيادات الموالية له، بعد انهيار خطته التي حضّر لها منذ أشهر لإعادة رسم موازين القوة بينه وحلفائه الحوثيين بدعم من دولة الإمارات، عبر بوابة "الحشود الموالية له، التي وصلت إلى ميدان السبعين، للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر، الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر، أن جماعة الحوثيين المدعومة من إيران أدركت مبكرًا خطة "صالح"؛ ولذلك سارعت للإعلان عن "مواجهة التصعيد بالتصعيد، عبر الانتشار المسلح في العاصمة صنعاء، والتمركز في المعاقل التقليدية للرجل والدائرة المحيطة به في منطقة حدة وشارع الخمسين"، إضافة إلى إبعاد ضباط كبار موالين لصالح من مناصب قيادية في وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة الإنقاذ غير المعترف بها. وأكدت المصادر أن تصعيد الحوثيين بلغ ذروته ضد علي صالح قبيل مهرجان السبعين، لقياس قوة حليفهم الذي قد يتحول إلى عدو في أي لحظة؛ ولذلك تدخل "حزب الله" اللبناني للتهدئة، والسماح لأنصار حزب المؤتمر بالاحتشاد في صنعاء؛ نظرًا لعلاقات تاريخية تربطه بصالح منذ ثمانينات القرن الماضي. وبحسب المصادر، فإن الحوثيين اكتشفوا أن علي عبدالله صالح لم يعد ذلك "الفرعون" الذي خيّل لهم؛ ولذلك استمروا في الضغط عليه؛ لاكتشاف ما تبقى لديه من أوراق خفية.
وأوضح المصدر، أن الخطر الحوثي لم يعد يلاحق "علي صالح" شخصيًا، بل وصل الدائرة القريبة جدًا من صالح، في الاشتباكات التي اندلعت بين نجله "صلاح" ونقطة أمنية تابعة لسلطة الحوثيين يوم السبت الماضي، وفقد خلالها الرجل خيرة رجاله خالد الرضي"، وكاد يفقد نجله، لولا تدخل قيادات بارزة من الطرفين واحتواء المواجهات. وذكرت المصادر أنّ صالح وجه ما يشبه التوسل السياسي" للمجلس السياسي الذي يشترك حزبه في تركيبته؛ "لاحتواء الخلاف، ومنع تمدده"، بعد اشتباكات مساء السبت. فيما بدا لجماعة الحوثي جنوح حليفهم نحو هذا الاتجاه بأن "الخطة "أ" نجحت في إفشال تحركات الرجل الأخيرة، التي كانت هاجسًا رفعت الجماعة تأهبها للدرجة القصوى، وفقا للمصادر.
وأفادت بأن الجماعة تسعى لإخضاع صالح أيضا؛ للقبول بـ"إعلان حالة الطوارئ"، التي قدم صيغتها وزير الشؤون القانونية في حكومة الشراكة بينهما؛ لإقرارها من قبل مجلس النواب الذي يشكل حزب صالح أغلبية فيه. وأكدت المصادر أن الحوثيين باتو مسيطرين أمنيا وعسكريا على صنعاء، مرجحة أن ينحني علي صالح للعاصفة التي يقودها الحوثيون، وسيخلق فرصا للتهدئة معهم؛ حتى يتمكن من استعادة حضوره. وتحالف الطرفان في الاستيلاء على صنعاء وعدد من محافظات البلاد، خريف عام 2014، ما أشعل حربا مع أنصار الحكومة الشرعية، شهدت تدخلا عسكريا من التحالف العربي بقيادة السعودية، عام 2015.
وكتب الكاتب الكبير والوزير السابق خالد الرويشان في منشور له بصفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن الإنفجار الكبير سيحدث عاجلاً أم آجلاً بين المخلوع صالح و الحوثيين، مثلما حدث في عام 2011م بينه وبين آل الأحمر. وقال الرويشان في منشورة، يجب على صالح أن يدرك أن الوقت أمامه ينفد فلا يضيع وقته بحسن نصر الخميني يتوسط له عند عبدالملك الخميني فكلاهما عبدان ناصيتهما بيد الخميني هناك في ايران، ولا يمتلكان أي قرار. وأكد أنهُ أمام صالح اوراق كثر وجميعها في الوقت الضائع. وقال الرويشان مخاطباً المخلوع علي عبدلله صالح، عليك ياصالح حتى تستطيع انقاذ مايمكن انقاذه التواصل مع اخوانك وابناء عمومتك في مأرب ووجه اعضاء النواب بمغادرة صنعاء وغيرها والتوجه إلى عدن لعقد جلسة مجلس النواب. وتابع الرويشان فالحوثي هو عدو مشترك للجميع، انه عدو للحياة، انه يحمل مشروع طائفي قذر سيحرق اليمن من اجل تحقيقه”، معللاً “انه عبد للخميني ولا غرابه في ذلك”.
وحذّر الرويشان بالقول صالح الحذر الحذر انت قريب من مصير القذافي انت تعرف ان المجوس الحوثيين لم يغفروا لمعاوية قبل اكثر من 1400 سنه وانت قتلت سيدهم المجوسي حسين؛ فالحذر الحذر الوقت امامك ضيق تحرك بذكاء. وأشار بالقول الحوثيين اوهن من خيط العنكبوت ليس لهم عهد ولا ميثاق مثلهم مثل اليهود.