الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح

استحوذت جماعة "الحوثي" على جميع الوثائق المهمة التي تحتوي على أسرار خطيرة, وبدأت تهديد الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، بها. وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن الأسباب التي دفعت بالرئيس المخلوع إلى الإذعان والاستسلام لمليشيا "الحوثي"، رغم الاستفزازات الكبيرة التي تقوم بها تجاهه، إلى جانب ما تمارسه من اعتداءات وانتهاكات في حق أنصاره، مؤكدة أن قيادات مليشيا "الحوثي" استحوذت عند اجتياحها مؤسسات الدولة في صنعاء على جملة من الملفات السرية الخطيرة، الخاصة بطبيعة الممارسات والسياسات الخفية التي كان يقوم بها نظام المخلوع في السابق، ومن بينها معلومات عن جرائم خطيرة وعمليات اغتيالات وتصفيات لشخصيات سياسية وعسكرية كبيرة، الى جانب مراسلات بين نظام المخلوع وعدد من الجهات والأطراف الخارجية.

وأشارت المصادر إلى أن من بين تلك الملفات، التي حصل عليها "الحوثيون" من أرشيف الأمن السياسي والقومي، وبعضها سلمت للجماعة من قبل ضباط كبار من الموالين للمخلوع، معلومات ومخططات عن حروب صعدة الست، مشيرة الى أن قيادة الجماعة صارت تهدد المخلوع بين الحين والآخر بكشفها ونشرها في وسائل الإعلام، مبينة أن قيادة مليشيا الحوثي استخدمت تلك الملفات في الفترة الماضية للضغط على المخلوع، وإجباره على تسليم الترسانة الحربية للجيش إليها، إلى جانب إرغامه على الدفع بوحدات قوات الحرس الجمهوري للقتال في صفوف المليشيات وتحت إمرتها. ووفق المصادر، فإن قيادة مليشيا "الحوثي" هددت حليفها صالح بفتح تلك الملفات ونشرها في وسائل الإعلام إذا انقلب عليها، مؤكدة أن من بينها تسجيلات صوتية ومرئية وبعضها مرتبط بقضايا أخلاقية يتورط فيها العديد من رموز النظام السابق، وبينهم شخصيات مقربه من المخلوع. وسبق أن قال  القيادي "الحوثي" محمد عبد القدوس، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، الخاضعه لسيطرة "الحوثيين" في صنعاء، في تغريدات على موقع "تويتر": "سنفتح ملفات الحروب الست، وملفات السجون والفساد، سنفتح ملف ترسيم الحدود، سنفتح ملفات اغتيالات الضباط الجنوبيين في صنعاء". كما توعد القيادي الحوثي بفتح ملف اغتيال الرئيس اليمني الأسبق، إبراهيم الحمدي، في العام 1977، وحرب صيف 1994، وحروب المناطق الوسطى في أواخر سبعينيت القرن الماضي.

وأضاف، مخاطبًا مؤيدي وأتباع المخلوع: "سنفتح ملفات لم تتخيلوا يوما أنها قد تقع بين أيدينا، لذا اخرسوا وابتلعوا ألسنتكم وتوقفوا عن توجيه أبواقكم بالتشويه".  وتأتي هذه المعلومات لتؤكد صحة التأويلات التي عبر عنها العديد من المراقبين والمهتمين في الآونة الأخيرة، بشأن الأسباب الخفية التي جعلت الرئيس المخلوع يستسلم ويذعن لجماعة "الحوثي" ويظهر بذلك الشكل الذليل، الذي لم يعهده أحد منه طيلة فترة حكمه السابقة لليمن، والممتدة لـ33 عامًا.