القوات الحكومية السورية

 لاتزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين القوات الحكومية السورية  وعناصر تنظيم "داعش"، على محاور في الريف الجنوبي لبلدة دير حافر، حيث تمكنت القوات الحكومية بغطاء من القصف الروسي المدفعي والجوي وقصف من الطائرات السورية الحربية، من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على قريتي زبيدة وخساف وتل خساف القريب من القرية، وأسفرت الاشتباكات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف طرفي القتال. وكانت القوات الحكومية تمكنت في ساعات الليلة الفائتة من تحقيق تقدم في قرية الحرمل الجنوبي بريف دير حافر، وتسعى هذه قوات الى تحقيق مزيد من التقدم في ريف دير حافر، للالتفاف على البلدة ومحاصرتها مع قرى قريبة منها، وإجبار تنظيم "داعش" على الانسحاب من البلدة، في محاولة القوات الحكومية تحقيق تقدم أكبر بخسائر أقل في صفوفها وبأقل قدر من المواجهات العسكرية بين عناصرها والمسلحين الموالين لها والتنظيم.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أمس، أن القوات الحكومية بقيادة "مجموعات النمر" التي يقودها العميد سهيل الحسن المعروف بلقب "النمر"، أنهت الشهر الثاني لهجومها المعاكس الذي بدأته بعملية عسكرية واسعة النطاق مدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية وبقوات النخبة من "حزب الله" اللبناني، وبإسناد من المدفعية الروسية والطائرات الحربية الروسية والتابعة للجيش السوري والمروحية، تمكنت فيها القوات السورية من استعادة السيطرة على أكثر من 150 قرية وبلدة في ريفي حلب الشرقي والشمالي من أبرزها الخفسة وعران وتادف ومحطة مياه الخفسة.

كما لاتزال المعارك العنيفة مستمرة بين القوات الحكومية و تنظيم "داعش"، والتي امتدت إلى مشارف ومحيط بلدة دير حافر التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها، فيما وصلت من محور أقصى ريف حلب الشرقي، إلى مطار "الجراح" العسكري الذي تمكن تنظيم "داعش" من طرد القوات الحكومية منه بعد تمكن الأخير من الدخول إليه والبدء بتمشيطه في الـ 9 من آذار / مارس الجاري، في محاولة للسيطرة على المطار الذي شهد في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2014، تحليق طائرة حربية امتلكها التنظيم من أصل 3 طائرات، حيث شوهدت تحلق حينها على علوٍ منخفض، في أجواء المنطقة، بعد إقلاعها من مطار الجراح العسكري، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها أن تنظيم "داعش" أصبح يمتلك 3 طائرات حربية قادرة على الطيران والمناورة، يعتقد أنها من نوع ميغ 21 وميغ 23، حيث يشرف ضباط عراقيون من الجيش العراقي المنحل، وهم عناصر من تنظيم "داعش"، يشرفون على تدريب، المزيد من عناصر التنظيم أصحاب الخبرات، على قيادة هذه الطائرات، من خلال دورات تدريبية، في مطار الجراح العسكري، أو ما يعرف بمطار كشيش العسكري، الواقع في ريف حلب الشرقي، والذي يعد أهم معسكرات التنظيم في سورية.

وقد سجلت الساعات الماضية قيام القوات الحكومية بنقل محور القتال الرئيسي إلى محيط دير حافر، بعد فشله في تحقيق تقدم في محور مطار الجراح العسكري، واستطاعت القوات النظامية مدعومة بنخبة "حزب الله" تحقيق تقدم في المنطقة والسيطرة على 9 قرى هي حميمة كبيرة وحميمة صغيرة وحزازة وأم زليلة وتلة أيوب والقرين ورسم العبود وتل أحمر والعاصمية في ريفي دير حافر الغربي والجنوبي الغربي، موسعة نطاقها في ريف دير حافر وفي محيط سبخة الجبول، ولا تزال قوات النظام مستمرة في تمشيط المنطقة، وسط استمرار الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محاولة من الأخير استعادة ما خسره من مناطق.

وشهد الريفان الشرقي والشمالي الشرقي لحلب، عمليات قصف مكثف بآلاف القذائف المدفعية والصاروخية والضربات الجوية من المدفعية الروسية وقوات النظاموالطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، بيدَ أنَّ تنظيم "داعش" الذي خسر عشرات القرى والمزارع والبلدات في ريفي حلب الشمالي الشرقي، منذ الـ 17 من كانون الثاني من العام الجاري، إثر عملية عسكرية أطلقتها القوات النظامية، إضافة الى خسارته عشرات القرى والبلدات والمدن في ريف حلب الشمالي الشرقي لصالح قوات عملية "درع الفرات"، لا يزال يسيطر على بلدتي دير حافر ومسكنة وقرى أخرى بريفيهما، وعلى الرغم من تقلص السيطرة وانهيار تنظيم "داعش" بشكل متلاحق في الريف الحلبي، إلا أن التنظيم لا يزال يهدد القوات الحكومية في مدينة حلب، عبر عزلها الشريان الرئيسي الذي يوصل مدينة حلب بمناطق سيطرة النظام في بقية المحافظات السورية، حيث يمكن لتنظيم "داعش" قطع هذا الطريق الواصل بين مدينة حلب وأثريا بريف حماة عبر منطقة خناصر، في حال تنفيذه هجوم على هذا الطريق الاستراتيجي والذي تعرض في وقت سابق لهجمات، الأمر الذي سيعود على النظام بعواقب وضائقات اقتصادية كبيرة في مدينة حلب، ويثير استياء المدنيين الذي لم ينطفئ حتى الآن بفعل عمليات التعفيش التي يمارسها المسلحون الموالون للحكومة السورية بعد أن أثير استياؤهم مؤخراً بسبب انقطاع المياه عن مدينة حلب لنحو شهرين قبل عودتها الى المدينة أمس.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان حتى الآن مقتل 42 شخصاً غالبيتهم من المواطنين المدنيين، جراء المجزرة التي نفذتها الطائرات الحربية التي استهدفت مسجداً في قرية الجينة الواقعة في جنوب غرب بلدة الأتارب في الريف الغربي لحلب، فيما لا يزال عدد الشهداء مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى والمفقودين، حيث لا تزال بعض الجرحى حالاتهم خطرة، في حين لا تزال مستمرة عمليات البحث عن مفقودين وجثث وناجين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الذي استهدف المسجد من طائرات مجهولة.

يشار إلى أن الطائرات الحربية صعَّدت اليوم الخميس الـ 16 من آذار / مارس الجاري، من ضرباتها الجوية على مناطق في ريف حلب الغربي، مستهدفة الأتارب ومعارة الأتارب وكفركرمين والشيخ علي وإبين ومناطق أخرى في الريف الغربي لحلب، ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين بجراح.

وفي محافظة حماة، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في بلدة طيبة الإمام وقرية المصاصنة، كذلك قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة طيبة الإمام وقريتي ولحايا والمصاصنة في الريف الشمالي لحماة وقرية البانة في ريف حماة الغربي، أيضاً استهدف الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة أماكن في منطقة الزوار في ريف حماة الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.

أما في محافظة حمص، فقد قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة السعن الأسود بريف حمص الشمالي، كما تدور اشتباكات في محور جبورين بريف حمص الشمالي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في حين تتواصل المعارك في محيط منطقة تدمر وطريق تدمر - السخنة بريف حمص الشرقي، بين هذه القوات والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، تترافق مع قصف جوي وصاروخي مستمر ومكثف على محاور القتال بالإضافة لدوي انفجارات يرجح أنها ناجمة عن تفجير عربة مفخخة على الأقل في محور وادي الأحمر، كما تمكنت القوات الحكومية من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على نقاط شمال منطقة تدمر.

وفي محافظة درعا، قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة الغارية الغربية بريف درعا الشرقي، كذلك استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة مناطق في بلدتي علما واليادودة بريف درعا، ولم ترد معلومات عن إصابات، في حين قضى مقاتل من الفصائل خلال اشتباكات مع "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم "داعش" بريف درعا الغربي.

وفي محافظة دير الزور، تدور اشتباكات عنيفة في محيط مطار دير الزور العسكري، بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، إثر هجوم عنيف ينفذه الأخير على المنطقة بغية تحقيق تقدم فيها، وسط تفجير التنظيم مفخخة في محور تل الرادار جنوب دير الزور، حيث تترافق المعارك مع قصف واستهدافات متبادلة بين الطرفين بالإضافة لقصف طائرات حربية مواقع الاشتباكات ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف طرفي القتال، كذلك تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في حيي الحويقة والرشدية بمدينة دير الزور، تترافق مع قصف الطيران الحربي مناطق في المدينة ومناطق أخرى في الجبل المطل على مدينة دير الزور، فيما سقطت قذائف أطلقها التنظيم على مناطق في حيي الجورة والقصور بمدينة دير الزور، كما تم توثيق استشهاد 4 أشخاص من بلدة صبيخان جراء انفجار ألغام بهم على طريق الحسكة - دير الزور، واتهمت مصادر "قوات سورية الديمقراطية" بإطلاق النار عليهم عقب انفجار اللغم ما أدى لاستشهاد عدد منهم.

أما في محافظة الرقة فقد نفذت طائرات حربية يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي ضربات مكثفة على مناطق في قرية الشاهر ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" بريف الرقة الشرقي، ولا معلومات إلى الآن عن خسائر بشرية.