جدة ـ سعيد الغامدي
أكد مجلس الوزراء السعودي، أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، موجهة الى الحكومة القطرية لتصحيح مسارها، مشددا على أن "الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية". وتطرق المجلس في الجلسة التي عقدها اليوم الاثنين برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام في جدة ، إلى البيان المشترك الذي أصدرته السعودية والإمارات والبحرين ومصر بعد استلام الرد القطري من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وجدد المجلس "الشكر والتقدير لأمير دولة الكويت الشقيقة على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع الحكومة القطرية، في إطار حرصه على وحدة الصف الخليجي والعربي". وشدد على ما اشتمل عليه بيان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "من مضامين"، مؤكدا أن "الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية". وذكر أن "الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها".
وفي بداية الجلسة، رحب خادم الحرمين الشريفين بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بمناسبة اختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيراً للدفاع، واستمراره فيما كلف به من مهام أخرى، متمنياً له التوفيق والسداد، كما أعرب عن خالص الشكر والتقدير للأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود على ما قدمه من جهود مباركة لخدمة الدين والوطن. كما الملك بالأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية متمنياً له وللأمراء والوزراء، الذين صدرت الأوامر الملكية بتعيينهم في مناصبهم الجديدة التوفيق والسداد.
وعبر عن الشكر والثناء لله عز وجل على ما من به على المسلمين من إتمام صيام وقيام شهر رمضان المبارك، وعلى إتمام ملايين المعتمرين أداء مناسك العمرة خلال الشهر الكريم، وحمد الله عز وجل على توفيقه للمملكة العربية السعودية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، وتسخير كل الإمكانات والجهود في سبيل راحتهم وأدائهم لشعائرهم ومناسكهم في أجواء آمنة مطمئنة، ووجه شكره وتقديره لمختلف القطاعات الحكومية والأهلية على ما بذله منسوبوها من جهود مباركة لتمكين ضيوف الحرمين الشريفين من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. وأطلع الملك سلمان المجلس على فحوى الاتصالات الهاتفية التي جرت خلال الأيام الماضية مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة والعالم.
وأوضح وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور عصام بن سعد بن سعيد في بيانه لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة أن مجلس الوزراء ثمن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد قمة سعودية أفريقية في المملكة العربية السعودية نهاية هذا العام 2017م أو بداية عام 2018م، التي نقلها وزير الخارجية عادل الجبير لرئيس القمة الأفريقية العادية التاسعة والعشرين التي عقدت في أثيوبيا. كما قدر مجلس الوزراء ترحيب قادة الدول الأعضاء في قمة مجموعة العشرين باستضافة المملكة لأعمال القمة عام 2020م، الذي جاء بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، وبدأ العمل من الآن لتنظيم الاجتماع بمتابعة من صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وأعرب المجلس في هذا السياق عن شكره لما أبداه المشاركون في القمة من تقدير لجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، مجدداً التأكيد على أن مكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز قيم الاعتدال، مسؤولية دولية تتطلب التعاون والتنسيق الفاعل بين الدول، حيث إن الإرهاب لا دين له، وهو جريمة تستهدف العالم أجمع ولا تفرق بين الأديان والأعراق، معرباً عن الشكر والتقدير لجمهورية ألمانيا الاتحادية ممثلة في دولة المستشارة أنجيلا ميركل على حسن التنظيم وإدارة العمل في قمة قادة مجموعة العشرين.
وأوضح الدكتور عصام بن سعد بن سعيد أن مجلس الوزراء، نوه بموافقة الملك على تبنّي أن تكون الصحة العامة سياسة وأولوية في جميع الأنظمة والتشريعات لمكافحة الأمراض والوقاية منها، مما يجسد حرص القيادة واهتمامها بصحة المواطنين وتوفير الرعاية الطبية لهم، والدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الصحي، لتحقيق الاستفادة المثلى في تجويد وتحسين الخدمات الصحية، ورفع كفاءة الأداء في المرافق الصحية.
ورفع مجلس الوزراء الشكر والتقدير الى خادم الحرمين الشريفين لتوجيهه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالاستجابة العاجلة لمكافحة واحتواء وباء الكوليرا في اليمن، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، على توجيهه للمركز بتقديم 66,7 مليون دولار استجابة من سموه لنداء منظمة الصحة العالمية، ونداء منظمة اليونسيف لمكافحة وباء الكوليرا، ودعم المياه والإصحاح البيئي في اليمن للتخلص من مسببات الوباء.
وثمن مجلس الوزراء تمكن الجهات الأمنية يوم الثامن والعشرين من شهر رمضان من إحباط عمل إرهابي وشيك، كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين من قبل مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع، والقبض على خمسة من عناصر الخلية الإرهابية، معبراً عن الاستنكار الشديد لهذا المخطط الإرهابي، الذي تجاوز كل الحرمات باستهداف أقدس البقاع وأطهرها، كما استنكر المجلس الاعتداءات الإرهابية بواسطة مقذوفات متفجرة التي استهدفت دوريات أمن بمحافظة القطيف، ونتج عنها استشهاد رجلي أمن وإصابة آخرين، مشدداً على أن الجهات الأمنية في المملكة قادرة بإذن الله على مواجهة هذه المخططات الإجرامية والإطاحة بالمتورطين فيها، وستتصدى بحزم لكل من يعتدي على استقرار الوطن وأمن المواطنين وسيحاسب كل من يحاول العبث بأمن واستقرار المملكة.
وتطرق مجلس الوزراء إلى البيان المشترك الذي أصدرته المملكة والإمارات والبحرين ومصر، بعد استلام الرد القطري من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، مجدداً الشكر والتقدير لأمير الكويت على مساعيه وجهوده لحل الأزمة مع الحكومة القطرية، في إطار حرص سموه على وحدة الصف الخليجي والعربي، مشدداً على ما اشتمل عليه البيان من مضامين، وأن الشعب القطري جزء أصيل من المنظومة الخليجية والعربية، وأن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع، موجهة للحكومة القطرية لتصحيح مسارها الساعي إلى تفتيت منظومة مجلس التعاون الخليجي والأمن العربي والعالمي وزعزعة استقرار دول المنطقة والتدخل في شؤونها.
وأعرب مجلس الوزراء عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا شمال سيناء بمصر، وللهجوم الذي وقع على مخيم للنازحين بمحافظة الأنبار العراقية، معرباً عن العزاء والمواساة لحكومتي مصر والعراق وشعبيهما ولأسر الضحايا، والتمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مجدداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر والعراق، ومؤكداً مواقفها الثابتة ضد الإرهاب والتطرف.