صنعاء - حسام الخرباش
يعيش أطفال اليمن تحت رحمة أمراض الحرب وانهيار البنية التحتية مثل مرض الكوليرا، بسبب سوء التغذية الذي تفاقم بالبلد الفقير جراء ثلاث سنوات من الصراع المسلح الذي انعكس سلباً على الوضع الأقتصادي لسكان اليمن.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسف" أن الأطفال تحت 15 سنة يمثلون قرابة 50% من إجمالي حالات الاشتباه بوباء الكوليرا الذي ضرب 22 محافظة يمنية.
وذكرت المنظمة الأممية في تغريدة لها عبر صفحتها الرسمية بموقع "تويتر"، إن تلك الفئة من الأطفال يمثلون أيضاً 32% من إجمالي الوفيات، التي وصلت لنحو 2150 حالة وفاة.
وأشارت إلى أن تلك النسبة سُجلت في ظل تراجع معدل الإماتة من الوباء. وخلال الأسابيع الأخيرة تراجعت حدة الوفيات بشكل ملحوظ، حيث أنه خلال الأسبوع الماضي توفي قرابة 10 أشخاص، بينما كان متوسط الوفيات يوميا خلال شهور مايو/أيار ويونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضية، يصل إلى 27 حالة وفاة يومياً.
وفي وقت سابق،قالت منظمة رعاية الأطفال أن حالات الكوليرا في اليمن ستتجاوز المليون حالة بنهاية العام 2017م، وفقا للمعدلات الحالية، بينهم 600 ألف طفل. وأكدت المنظمة في بيان أن وباء الكوليرا تفشى في اليمن أكثر من أي وقت مضى منذ بداية السجلات الحالية ويعتبر التفشي الأكبر في التاريخ الحديث.
وبينت أن السجلات تشير إلى أن هناك حوالي أربعة آلاف حالة اشتباه تسجل كل يوم، يشكل الأطفال دون سن الثامنة عشرة أكثر من نصف الحالات، والأطفال دون سن الخامسة 25 بالمائة منها.
وحسب البيان فإن منظمة الصحة العالمية أبلغت عن 815 ألف و314 حالة اشتباه وألفين و156 حالة وفاة في اليمن منذ 27 أبريل من العام الجاري؛ ما يعني أن عدد الحالات خلال أقل من ستة أشهر تجاوز عدد الحالات المسجلة في هايتي خلال سبع سنوات والتي بلغت 815 ألف حالة.
وأظهرت دراسة جديدة لمنظمة رعاية الأطفال أن هناك أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة مصابون بسوء التغذية الحاد ويعيشون في مناطق موبوءة بالكوليرا على أعلى المستويات، في حين أن أمراض الإسهالات تعتبر من الأسباب المؤدية إلى سوء التغذية مما يزيد مخاوف دفع الأطفال إلى المجاعة في حال نجاتهم من وباء الكوليرا.
وفي هذا الصدد، قال المدير القطري لمنظمة رعاية الأطفال في اليمن تامر كيرولوس: "إن وباء الكوليرا موجود في اليمن منذ فترة، إلا أننا لم نرَ تفشياً بهذا الحجم والسرعة، وهو ما يحدث عندما تكون البلاد منهكة من الصراع في ظل تهالك النظام الصحي؛ حيث يتضور الأطفال جوعاً، ولا يستطيع المواطنون تلقي الرعاية الصحية التي يحتاجونها".
وأوضح كيرولوس أن هذه الأزمة هي من صنع الإنسان، ولا يظهر وباء الكوليرا إلا إذا كان هناك انهيار كامل في خدمات الصرف الصحي.. حاثا كافة أطراف النزاع على تحمل مسؤولية حالة الطوارئ الصحية هذه.
وأضاف : "من غير المقبول أن يُحَاصر الأطفال في دائرة المجاعة والمرض".. لافتا إلى أن المنظمة تتعامل مع هذا الواقع المروع الذي لا يضع الأطفال في مواجهة سوء التغذية فحسب وإنما أمام وباء الكوليرا أيضاً.
وقال كيرولوس: " إن مأساة سوء التغذية والكوليرا هذه سهلة العلاج ما إن استطاع الفرد الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، بيد أن المستشفيات قد دمرت، وأكثر من 30 ألف عامل صحي حكومي لم يتقاضوا رواتبهم لقرابة العام، وهناك عراقيل تجاه إيصال المساعدات الإنسانية الحيوية". وشدد على أهمية أن يتفاعل العالم لمنع وفاة المزيد من الأطفال بسبب أمراض يمكن علاجها.