عدن- صالح المنصوب
مارثون سياسي جديد تعيشه عدن , بعد عودة قيادات ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" من الخارج , في ظل تراشق اعلامي بين الحكومة والمجلس المذكور, بعد هدوء عاشته عدن طول فترت الغياب. وهناك مخاوف من الإنزلاق نحو العنف بعدما اشتدت حملات الصراع الذي يبدو حتى الآن انه اعلامي في مواقع التواصل يخشى أن يتطور الى المواجهة , من خلال سعي بعض اطراف الشرعية السياسية ممثلة بحزب "الاصلاح" الى تأجيج الصراع بين المجلس الانتقالي والحكومة من خلال حملات التحريض والتشكيك والتضليل الذي يقودها "الاخوان المسلمين" في اليمن , بعد حصار نشاطهم في محافظات الجنوب .
ويرى مراقبون ان السعي للحشد السلمي في 7\7 المقبل سيكون مثل كل مرة , توجية الرسالة للعالم الذي تبدوا انها ستنتهي بسلام . كما يرى المراقبون ان التصعيد يقف وراه حزب الاصلاح , فهو المستفيد من ذلك لأنه يسعى للوصول الى السلطة الا ان الحراك الجنوبي في الجنوب والحوثيين في الشمال يقفون حائل أمامه , لكنهوصل به الأمر الى التغلغل في مؤسسة الجيش. ويقول محللون انه قد يفتعل احداثًا في عدن كون لدية الوية مواليه له , ويجر الأمور الى صدام وهذا أمر خطير , قد يدفع الامور الى التعقيد , في ظل تسريبات لصالح ان هناك مواجهات قد تحدث ويتم الحشد والاتجاه نحو عدن .
ويقول السياسي الجنوبي عبدالكريم قاسم فرج إن "شرعية تمثيل الجنوب لن تأتي الا بتمثيل شعبي عبر إستفتاء شعبي, وأن أي حزب أو تنظيم أو هيئة سموها ما شئتم ينحصر عملها في الترويج للقضية اعلاميا وسياسيا حتى يأتي يوم الإستفتاء على مصير الجنوب".
واضاف فرج أن كل هذه الأحزاب و المكونات و الكيانات السياسية عليها أن تتفرغ لكتابة مشاريعها السياسية للنهوض بالجنوب ,و تدخل بها للتنافس في الإنتخابات التشريعية لاحقا. واوضح ان "مجلس عيدروس و غيره من المجالس إن تشكلت، عليها أن تعي ذلك جيدا و أنصحها أن لا تتناحر على إغتصاب الجنوب بالقوة ,كما حصل بعد الإستقلال من بريطانيا، فإن نتيجة التفكير بإغتصاب الجنوب من قبل أي طرف معروفة ,وهي حرب أهلية كما حدث في 1966 وما بعدها بين التحرير والقومية".
اما القيادي والاعلامي الجنوبي احمد حرمل فيقول ان "الحراك ايام الحرب الاخيرة انقسم لى ثلاث كتل , الكتلة الأولى هم معظم قيادات الحراك هؤلاء كانوا ينتظرون انتصار الحوثيين ليسلموهم الجنوب ,والكتلة الثانية هم شباب الحراك وهم الغالبية العظمى من جمهوره, هؤلاء انخرطوا في جبهات القتال بعضهم وجدو في هذه الجبهات قيادات حراكية وقاتلو تحت قيادتها ,وهؤلاء يمثلون اليوم القوة الحقيقية للقضية الجنوبية, وآخرين وجدو في الجبهات التي يقاتلون فيها قيادات سلفية تمتلك المال والسلاح وقاتلوا تحت قيادتها.
ومع انتهاء الحرب تغيرت أهدافهم وولاؤهم للقيادات السلفية ,والبعض وجدوا قيادات قاعدية في الجبهات التي يقاتلون فيها وهي الأخرى تمتلك المال والسلاح وقاتلوا تحت قيادتها وهؤلاء يمثلون خطرًا حقيقيًا على الجنوب.
ويضيف حرمل: أما الكتلة الثالثة فقد تفاجأوا بالحرب وبعاصفة الحزم وبسبب الضبابية في لمشهد السياسي التي كانت قائمة حينها ظلو متفرجين على امل انهم سيركبون بالقرب من الناج.٠ واشار الى ان هذا التشظي هو من سهل لهادي تمزيق ما تبقى من الحراك ,ومن المقاومة فهل يستطيع المجلس الانتقالي أن يلم شعث الحراك ويعيده كتلة واحدة كما كان قبل الحرب لكي يتمكن المجلس من كسب ثقة الشعب الجنوبي, وبالتالي يمنحه ثقة قيادته بعد أن حصل الزبيدي على ثقة جماهير الحراك بمنحه صلاحية تشكيل كيان سياسي لتمثيلهم في الداخل والخارج. فإن حدث هذا فإن المجلس سيتحول من ممثل "للقضية الجنوبية إلى ممثل لشعب
المجلس الانتقالي هو الأخر وبعد منشور لرئيس الحكومة الشرعية احمد عبيد بن دغر, وذلك في صفحاته في مواقع التواصل الإجتماعي، عبر عن الأسف قائلا انها رسائل اظهرت النهج السلبي لحكومته تجاه المتاعب التي يعاني منها الجنوب والعاصمة عدن ,على وجه الخصوص وكذلك ما حملته من تشكيك واضح في قدرات دول التحالف العربي في حماية المنجزات التي تحققت. وقال المجلس ان المقولة المشهورة التي كتبها ابراهام لينكون الرئيس الأميركي السادس عشر والتي قال فيها (يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت) لهي مقولة تليق بشكل كبير على شخصية أحمد عبيد بن دغر عند القراءة الدقيقة لرسالته الأخيره.
واوضحوا ان بن دغر تناسى ان الصراع هو صراع بين الحق والباطل، بين الإرهاب والحياة، بين الحرب والسلام. فلم يعد قادراً على التفريق بين من يحارب الإرهاب ومن يدعمه وربما تعمد ذلك بن دغر تطبيقاً لقاعدة المناورة السياسية التي تقول "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تنسى ذاكرتك انها كذبه فتصدقها". وافاد بأن على بن دغر ان يتذكر ان دماء رجال أبين والضالع ولحج وشبوة وعدن وحضرموت والمهرة وسقطرى قد سالت دفاعاً عن الكرامة واختلطت فداء للوطن الجنوبي الكبير، لذلك فان الضرب على وتر المناطقية الذي يمارسه بن دغر قد يتوجب عقاباً لا يتمناه أحد، فمن يهاجمهم بن دغر هم انفسهم من دمروا القبضة الحديدية لقوى الشر المتحالفة منذ 1994م.
وبينوا ان بن دغر يحدد المسافة بين عدن والحوثيين مؤكداً على قدرتهم للعودة اليها منتقصاً من قدرة التحالف والمقاومة، ليظهر بن دغر حقيقة غيبتها نفسه واظهرها تسرعه مفادها ان الحوثيين اداة من ادوات المتشرعنين زوراً وكذباً. وما من تهديد امام هادي وشرعيته كتهديد رجال المخلوع وازلام الإخوان حين يجتمع فكر القاعدة وداعش واهداف الأشرار لتشكل صورة جليّة من صور الدفاع عن الإنقلابيين والترويج لقدراتهم العسكرية. وقال المجلس الانتقالي ان الرسالة التي نشرها بن دغر دليل على فشل الحكومة وافلاسها ولجوئها الى التحريض واثارة الصراعات السياسية والاجتماعية والمذهبية ,والتخلي من التزامها الاخلاقي تجاه قوات التحالف العربي التي قدمت الدماء والمال لبناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وفيها دعوة لتحميل مسؤولية الأمن على عاتق الأطراف التي طالما خذلتها الشرعية وحاولت إقصائها.
وكان رئيس الحكومة اليمنية الدكتور احمد بن دغر، قد نشر مقالاً عن عودة قيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الى عدن، ضمنه عدة رسائل وتهديد صريح على خلفية التحركات والتحشيد لتظاهرة 7 يوليو التي يقوم بها المجلس الذي اعتبرته اوساط في الشرعية اليمنية انقلاب اخر مماثل لما قامت به مليشيات الحوثي وصالح، ويهدف الى انفصال الجنوب. رئيس الحكومة في مقاله قال أما وقد عدتم، فقد أصبحت أمامكم مسؤولية وطنية، ولاعتبارات كثيرة، أنتم شركاء في الإحتفاظ بحالة الإستقرار في عدن، أمن عدن الذي حرصنا عليه طوال الفترة الماضية غدوتم في هذه الساعات شركاء فيه، كما كنتم دائماً. وحياة الناس التي تمضي شيئاً فشيئاً نحو الأفضل أنتم معنيين باستمرارها. والأمر يعني الآخرين بنفس القدر. واضاف في مقاله انه لا يمكن لأحد ملكٓ السلاح والمال والرجال والدعم أن يتهرب من مسؤولية الحفاظ على الأمن. الكل يغدو في هذا الظرف الحرج وربما المتفجر مسؤولاً أمام مواطني عدن، ومعنياً بأمن مواطني لحج وأبين والضالع، بل وبأمن اليمن عموماً. واكد بن دغر ان المشاعر متأججة، وهناك من لا يدرك خطورة الوضع، والعدو الحوثي وصالح يدفع باتجاه الصدام بين طرفي الصراع التقليديين.
العداوة والبغضاء والكراهية بعثت من جديد وبصورة أبشع، والصراع على النفوذ في عدن يمضي نحو الذروة. واوضح ان صراع نفوذ جولة جديد من الصراع الغبي يجري التحضير لها، فإما أن تساعدوا على لجمها وإما أن تكونوا أداتها وحطبها وضحيتها. لا يلقي بيده للهلاك إلا جاهل، ولا يسكب الزيت على النار إلا من فقد عقله. ولا تنسوا أن الكل في حالة حرب مع الإرهاب.
لماذا الصراع على النفوذ في عدن مع إمكانية تحقيق الشراكة، والتوفيق بين المصالح المتعارضة، فكما للضالع حق في التواجد في عدن، وفي ممارسة السلطة الحق ذاته لأبين. ولأبناء عدن أيضاً المنسيين دائماً وكذلك القادمين من محافظات أو مديريات أخرى.وقال بن دغر مخاطبا المجلس الانتقالي في التحضير لمهرجان 7\7 لنقرأ بعض تفاصيل المشهد، كلما حاولتم أضعاف الشرعية في عدن، أو النيل من الرئيس المنتخب، كلما مهدتم الطريق لعودة الحوثيين وصالح منتصرين، وبذلك تكونوا قد خدمتم أعداء الأمة، وتكون طهران قد ربحت الحرب في اليمن دون طلقة. هاهم (الحوثيون وصالح) على بعد مئة وخمسين كيلومترا من عدن، وهم أيضاً لازالت لديهم بعض القدرة على خوض المعركة. ولاعذر لمن لم يتعض من ماضية. رشدوا برامجكم يوم الجمعة المقبل، وامنعوا الطائشين من استفزاز الآخرين، واختتم مقال بقوله احفظوا الدماء، واسلموا الأرواح، وتقبلوا الاختلاف. حافظوا على عبدربه، حتى ييسر الله لليمن مخرجاً مما هي فيه، فهو الرابط المتبقي في مجتمع يتفكك، ويفقد كل يوم شيئاً من أمنه وسلامه، وتمهلوا حتى يحقق التحالف والشرعية الأهداف المتوخاة من العاصفة، أو ابشروا بعبدالملك يطرق الأبواب.