زعيم الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران عبدالملك الحوثي

أقرَّ زعيم الميليشيات الانقلابية المدعومة من إيران، عبدالملك الحوثي، بانهيار صفوف ميليشياته وتقهقرها الميداني وفرار عدد من مقاتليه من على الجبهات وخصوصاً في مدينة الحديدة الجنوبية، لكنه رأى أن "المسار العسكري" هو الحل، في محاولة جديدة منه لوأد مفاوضات الحوار المرتقبة برعاية دولية، حتى قبل تحديد موعدها.

وجدَّد  الحوثي تأكيده في كلمة متلفزة اليوم الخميس، بأن "الجميع معنيون في الجانب العسكري والأمني، والجميع معنيون بدعم المسار العسكري، لأن هذا المسار مسار رئيسي اليوم وفاصل وأساسي، ولا خطورة علينا إلا من التفريط والتخاذل ولا خطورة علينا إلا من الإهمال والتنصل عن المسؤولية". وفُسِّر كلامه هذا بأنه "رسالة مشفرة إلى بعض القيادات في مناطق الانقلاب"، التي باتت تدرك أن المشروع الإيراني لم ولن يجلب للبلاد إلا الدمار والفوضى، وتسعى إلى الخروج من الأزمة بحل سلمي يجنب اليمن المزيد من الكوارث.

اعتراف بالهزائم

وتضمنت كلمة الحوثي إشارات واضحة إلى الانهيارات التي تشهدها صفوف ميليشياته وفرار المئات من على الجبهات، وذلك حين قال: "عاد الكثير منهم لظروف معينة أجبرتهم على العودة أو أثرت عليهم في المرابطة، وأتوجه إلى الجميع اليوم بالقول نحن معنيون بالتحرك الجاد للتصدي لهذا العدوان في الساحل والحدود وسائر الجبهات والمحاور".

وأقر الحوثي أيضا، وإن على استيحاء، بتكبد ميليشياته هزائم كبيرة على مختلف الجبهات، وقال "معنيون أيضاً بالصمود والثبات، إذا تمكن العدو من اختراق هنا أو اختراق هناك، سيطر على منطقة هنا أو منطقة هناك، لا يعني هذا نهاية المعركة أبداً، بل يعني هذا أن المعركة أوجب وأن التحرك أوجب وأن القتال أوجب وأن الدافع أكبر..".

وتقول التقارير إن "الخلافات تعصف بين الحوثيين وحلفائهم والنخب التي دفعها الأمر الواقع إلى التعامل مع الميليشيات التي نهبت ثروات البلاد، وسخرت المرافق العامة لخدمة أنشطتها الإرهابية تنفيذا للأجندة الإيرانية، ما دفع البعض إلى المجاهرة بضرورة حل النزاع وعودة الشرعية. كما تشير التقارير الواردة من المناطق التي تحلتها الميليشيات الإيرانية إلى تصاعد الغضب الشعبي، لاسيما في صنعاء التي شهدت في الأسابيع الماضية انتفاضة نسائية قابلها الحوثيون بحملة قمع أثارت غضب واستنكار مشايخ القبائل.

وخسرت الميليشيات الحوثية، في الأيام الماضية، مواقع استراتيجية في جبهات صعدة والبيضاء والساحل الغربي، وسط تقدم واضح للشرعية ممثلة بالقوات المشتركة والجيش الوطني، بدعم جوي من التحالف العربي بقيادة السعودية.

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، قال، الشهر الماضي، إن "الأمم المتحدة تأمل في استئناف المشاورات بحلول نوفمبر/تشرين الثاني الجاري". إلا أن رد الميليشيات سرعان ما جاء على لسان زعيمهم بعد أن تلقى، على ما يبدو، أمر عمليات جديد من طهران.