الأمم المتحدة

حذّرت الأمم المتحدة من أن قافلة المساعدات الإنسانية التي دخلت الجمعة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة "معرضة للخطر" جراء تجدّد القصف على المنطقة رغم "ضمانات" قدمتها الأطراف المعنية وبينها روسيا، وقال الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سورية ومنسّق الشؤون الإنسانية علي الزعتري إنّ "القصف قرب دوما في الغوطة الشرقية اليوم، يعرض قافلة المساعدات المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري للخطر، على رغم ضمانات السلامة من الأطراف وبينها روسيا".

وتعرضت أطراف مدينة دوما، أكبر وأضخم مدينة مأهولة بالسكان في الغوطة، لخمس غارات على الأقل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد وقت قصير من دخول قافلة المساعدات إلى الغوطة الشرقية، وجددت الأمم المتحدة وفق الزعتري "الدعوة إلى وقف الأعمال القتالية في المنطقة، وإلى التهدئة في كافة أنحاء سوريا بحيث يمكن إيصال المساعدات بأمان إلى الأشخاص المحتاجين".

وتضاربت الأنباء بشأن المساعدات، ولم يتضح على الفور ما إذا كان الصليب الأحمر قد تمكن من تفريغ كل المساعدات، وأوضح المدير الإقليمي للصليب الأحمر، روبرت مارديني، في تغريدة على تويتر أن القافلة "تفاجأت بتجدد العنف" وأضاف "ندعو الأطراف المتناحرة لهدنة إنسانية فورية للسماح" للصليب الأحمر والأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري بتوصيل المساعدات الضرورية للناس في الغوطة الشرقية، في حين أكدت إنجي صدقي المتحدثة باسم الصليب الأحمر أن الفرق "مازالت بالداخل وتقوم بكل ما في وسعها لتفريغ الشاحنات المتبقية." ولم تدل بمزيد من التفاصيل.

وطالبت منظمة "أطباء بلا حدود" الجهات المتنازعة بالسماح بإدخال إمدادات طبية دون عوائق، وعدم إزالة المواد الضرورية من قافلات المساعدات المتوجهة إلى الغوطة الشرقية، كما حذرت المنظمة من كارثة شنيعة وطويلة المدى بسبب استمرار استهداف مرافق طبية عديدة بالقنابل والمدافع، الأمر الذي يجعلها خارجة عن الخدمة لتلبية حاجيات سكان المدينة.

وتحدثت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق عن 67 استهدافا لمنشآت طبية وعاملين فيها خلال الشهرين الماضيين، وهو ما يعادل نصف الهجمات في العام الماضي بأكمله، وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أعلنت في وقت سابق الجمعة، أن قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 13 شاحنة دخلت إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، لإيصال مواد غذائية تعذر تسليمها مطلع الأسبوع جراء كثافة القصف.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة في دمشق إنجي صدقي لوكالة فرانس برس "دخلت القافلة الآن.. وسنقوم بإيصال ما تبقى من المساعدات التي لم يتم تسلميها من القافلة السابقة"، الاثنين، جراء كثافة القصف، وبالتزامن، أفاد المرصد السوري أن ضربات جوية استهدفت مدينة دوما في الغوطة في الوقت الذي كانت قافلات الإغاثة تتجه لتسليم مساعدات غذائية للمدينة، كما ذكر أحد سكان دوما  أن الطائرات لا تزال تحلق في الأجواء.

ووصفت "اليونيسف"، الوضع في الغوطة بأنه "جحيم على الأرض"، منذ بدء الهجوم البري والجوي الذي شنته القوات الحكومية السورية ، منذ أكثر من أسبوعين ضد فصائل المعارضة المسلحة في الجيب الأخير لها قرب دمشق، وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود الخميس أن الهجوم البري الذي شنته القوات الحكومية السورية منذ أكثر من أسبوعين أودى بحياة 1005 أشخاص وتسبب في إصابة 4829 آخرين. في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 915 مدنيا خلال الثمانية عشر يوماً الماضية منهم 91 سقطوا الأربعاء، وفي توصيف "مؤلم" لما يجري في الغوطة، قالت هنرييتا فوري المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الخميس إن منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة في سوريا أصبحت "جحيما على الأرض" للأطفال وإن المساعدة مطلوبة بشكل عاجل.

وأضافت في مقابلة مع رويترز "لا يتوقف القصف مطلقا تقريبا وحجم العنف يعني أن الطفل يرى العنف ويرى الموت ويرى بتر الأطراف. والآن هناك نقص في المياه والغذاء ولذلك ستنتشر الأمراض"، وقال المرصد إن المعارضة بدأت في قصف قريتين خاضعتين للقوات الحكومية، تحاصرهما قوات المعارضة في شمال سورية مما أسفر عن مقتل طفلين، وكانت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت الخميس أنه تأجل دخول قافلة مساعدات للغوطة كما كان مقررا، وأوضحت هنرييتا فوري أنّ "القوافل بحاجة للدخول بالغذاء والإمدادات وأقرب قافلة لم تفرغ سوى نصف حمولتها".

وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص محاصرون في مدن وبلدات الغوطة الشرقية التي تفرض القوات الحكومية السورية، حصارًا عليها منذ سنوات والتي كانت إمدادات الغذاء والدواء فيها توشك على النفاد بالفعل قبل الهجوم، وحققت القوات الحكومية السورية، تقدماً ميدانياً جديداً الأربعاء في الغوطة الشرقية المحاصرة، لتستعيد بذلك أكثر من نصف مساحة المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل، وذلك بعد سيطرتها الأربعاء على بلدتي الأشعري وبيت سوا وعدد من المزارع في وسط وشمال المنطقة"، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأعلن قائد عسكري في تحالف القوات الحكومية السورية الخميس أن القوات الحكومية السورية توشك على شطر الغوطة الشرقية إلى قسمين عندما تلتئم قواته المتقدمة من الشرق مع القوات المنتشرة عند مشارف الغوطة من الغرب، وأعلنت فصائل المعارضة التي تتهم القوات الحكومية السورية بانتهاج أساليب "الأرض المحروقة" أنها تلجأ إلى نصب كمائن أكثر فيما فقدت السيطرة عليه من أراض".