فيروس كورونا

تُعتبر قم، وهي العاصمة الدينية لـ"الجمهورية الإسلامية" الإيرانية، بؤرة انتشار فيروس كورونا في إيران الذي انتقل لاحقاً منها إلى محافظات إيرانية عدة وعدد من دول الجوار.ولم تفصح السلطات الإيرانية عن الأرقام الحقيقية للوفيات بكورونا في بعض المدن، ومنها العاصمتان السياسية طهران والدينية قم.

وفي نفس السياق، نشرت وكالة "إرنا" الإيرانية للأنباء اليوم إحصائيات عن تفشي فيروس كورونا، مبنية على تقارير لجامعات الطب الإيرانية. إلا أن عدد الوفيات في ثلاث محافظات تفشى فيها فيروس كورونا بشكل أوسع من سائر المحافظات، وهي طهران وقم وجيلان، غير مدرج في هذه الإحصائيات.

كما لا تشير الإحصائيات الرسمية اليومية التي تقدمها وزارة الصحة الإيرانية إلى عدد الوفيات في هذه المحافظات بتاتاً. وتحوم تساؤلات حول أسباب التكتم على إحصائيات انتشار الفيروس في إيران وبؤرته الأولى، أي مدينة قم.

وفي هذا السياق، قال النائب عن مدينة تبريز (عاصمة إقليم آذربيجان إيران)، شهاب الدين بي‌ مقدار، في مقابلة أجراها مع وكالة "إيلنا" شبه الرسمية أمس الثلاثاء: "التأخير في البدء بالإجراءات الوقائية كان أحد الأخطاء التي ارتكبها المسؤولون. لو تم فرض الحجر الصحي على مدينة قم، لما انتشرت العدوى بهذا الشكل".

وشدد بي مقدار على أن "فيروس كورونا انتشر في المحافظات الإيرانية ودول الجوار انطلاقاً من مدينة قم". وأكد تصريحات بي مقدار، نائب رئيس البرلمان ووزير الصحة الإيراني الأسبق الدكتور مسعود بزشكيان، الذي قال في مقابلة مع موقع "إنصاف نيوز" الناطق بالفارسية: "لو كنت مكان وزير الصحة لفرضت الحجر الصحي على مدينة قم منذ اليوم الأول".

وأشار بزشكيان إلى أن الإحصائيات التي تُنشر حول تفشي فيروس كورونا في إيران "لا تعكس الأرقام الحقيقية"، على حد قوله.

يذكر أن مدينة قم، التي تضم "مرقد السيدة معصومة بنت الإمام موسى الكاظم" بالإضافة إلى ثاني أهم الحوزات الدينية للمذهب الاثني عشري من بعد النجف في العراق، يسكنها كبار مراجع مذهب السلطة في نظام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" والذي يؤكد أنه "يأخذ شرعيته" من هذا المذهب. لذا فإن قرار فرض الحجر الصحي على العاصمة الدينية لإيران، ليس بيد السلطة التنفيذية المستقرة في العاصمة السياسية طهران.

وتفشي كورونا سريعًا في إيران كشف عن الاختلالات في النظام الإيراني، ما أجبر السلطات على إعلان مدينة قم كمصدر لانتشار الفيروس في إيران. وقد أكد مسؤولو وزارة الصحة الإيرانية في مناسبات عدة أن الأشخاص المصابين في أجزاء أخرى من إيران مرتبطون بطريقة أو أخرى بمدينة قم.

وعاد بعض سكان الخليج وعدد من البلدان العربية بعد زيارة لهذه المدينة إلى بلدانهم ناقلين معهم الفيروس، ومنها الكويت والعراق والبحرين وسلطنة عمان وقطر ولبنان.

وعلى الرغم من التحذيرات، لم تجد المطالبات الرسمية والشعبية بفرض الحجر الصحي على قم صدى يذكر. وعارضت شخصيات دينية بارزة، بمن فيها محمد سعيدي سادن "مرقد السيدة معصومة"، إغلاق المراقد الدينية في قم، لكن السلطات قررت رغم ذلك تعليق صلاة الجمعة في مختلف المدن الإيرانية.

وفي هذا الصدد أيضاً، أصدر موقع "مرقد السيدة معصومة" مذكرة تنتقد قرار مجلس محافظة قم بتعليق صلاة الجماعة وإجراءات تعقيم ضريح المرقد، زاعماً أن "هيكل الضريح مضاد للجراثيم وهو حاجز قوي لوباء كورونا".

وتعليقاً على هذه الإجراءات الوقائية التي أتت متأخرة جداً، قال محمد سعيدي: "العدو يخطط لتشويه سمعة مدينة قم ولن يتم إغلاق الضريح على الإطلاق". ولم تكشف السلطات الإيرانية عن انتشار فيروس كورونا في وقت مبكر، بل أعلنت عنه بعد وفاة شخصين في مدينة قم قبيل تنظيم الانتخابات البرلمانية في 21 فبراير/شباط الماضي.

وقبل ذلك، وتحديداً في 11 فبراير/شباط، كانت إيران على موعد مع الذكرى السنوية الـ41 للثورة. ويرى بعض المراقبين أن المناسبتين (الانتخابات وذكرى الثورة) كانتا السبب وراء عدم الإعلان عن انتشار كورونا في إيران، حيث النظام كان بحاجة ماسة لإثبات شرعيته الشعبية من خلال مشاركة أكبر عدد ممكن من المواطنين في المسيرات والانتخابات، الأمر الذي دفع السلطات إلى إخفاء الحقائق حول انتشار العدوى في البلاد.

وتأتي حاجة النظام الإيراني للشرعية بعد المظاهرات الشعبية الواسعة التي عمت البلاد في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود، والاحتجاجات على خلفية إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير/كانون الثاني الماضي، وهما أزمتان وضعتا شرعية وشعبية النظام على المحك.

وتعيش إيران هذه الأيام ظروفا في غاية الدقة والخطورة، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم الأربعاء أن عدد المصابين بفيروس كورونا بلغ 2922 (في ارتفاع بواقع 586 شخصاً عن أمس) والمتوفين 92 (في ارتفاع بواقع 15 شخصاً عن أمس).

الصحة الجزائرية

في ذات السياق، أعلنت وزارة الصحة الجزائرية، أمس الأربعاء، تسجيل 5 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، مما يرفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 17. وفي وقت سابق الأربعاء تم تحويل مضيف طيران بالخطوط الجوية الجزائرية إلى المستشفى بعد الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا.

وكان هذا المضيف على متن رحلة جوية قادمة من بكين الاثنين. وكان مدير الخطوط الجوية الجزائرية قد وصف هذه الرحلة بـ"الخاصة"، موضحاً أنها هدفت لإعادة جزائريين من الصين، غير أن عدة جهات انتقدت قرار استئناف الرحلات باتجاه الصين في عز تفشي الفيروس.

تحذيرات مغربية

في سياق آخر، أعلنت وزارة الداخلية المغربية عن رصدها مؤخرًا لتنامي نشر حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري "أخبارا تضليلية وزائفة"، منسوبة إلى مؤسسات رسمية مغربية، حول الإجراءات الاحترازية المتخذة من طرف السلطات المغربية، في سياق محاربة فيروس كورونا المستجد.

وشددت وزارة الداخلية المغربية في بيان على أن "الإجراءات المتخذة" ضد فيروس كورونا المستجد، يتم الإعلان عنها من طرف "المؤسسات المختصة" من خلال "بلاغات عبر القنوات الرسمية"، وطالبت المواطنين بـ"ضرورة توخي الحذر" أمام "ترويج أخبار كاذبة ووهمية" منسوبة إلى جهات رسمية.

ونبهت الداخلية المغربية إلى "اتخاذ جميع التدابير القانونية" من قبل السلطات المختصة لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الترويج لهذه الأخبار الكاذبة. ويأتي هذا البيان بعد يوم واحد من تكذيب وزارة التربية والتعليم المغربية لما تم تداوله بشأن تعليق الدراسة في المغرب.

وانتشرت صورة لخبر عن تعليق الدراسة في المغرب، بعد تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا في المغرب.

تونس تعلّق عمل العبارات مع شمال إيطاليا

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التونسية، أمس الأربعاء، أن 996 شخصًا يخضعون للحجر الصحي الذاتي، للاشتباه بإصابتهم بفيروس كورونا. ويتعلق الأمر بالأشخاص الذين كانوا على متن الباخرة التي أقلّت التونسي المصاب بالفيروس من إيطاليا، ومحيطه العائلي كذلك.

وأعلنت تونس الاثنين تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا على أراضيها، لمواطن تونسي قادم من إيطاليا، التي انتشر فيها الفيروس بشكل واسع. وفي هذا السياق، قررت تونس إيقاف الرحلات البحرية القادمة من مدينة جنوة الإيطالية، وتقليص بقية الرحلات القادمة من شمال إيطاليا.

ويتفشى فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في الصين خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، في أنحاء العالم، مودياً بحياة أكثر من 3000 شخص من أصل حوالي 90 ألف مصاب. وباتت أوروبا بؤرة تفشي الوباء في أوروبا. وفي إجراء وقائي آخر، ستستخدم الرحلات الجوية القادمة من شمال إيطاليا صالة بخاصة في مطار تونس لإبقاء الركاب منفصلين قبل خضوعهم لعملية فحص.

وقال المكي في مؤتمر صحافي، بالإضافة إلى ذلك سيتم منع مشجعي كرة القدم الأجانب من حضور المباريات التي تقام مع نوادٍ محلية. ومن المقرر أن يقابل فريقان تونسيان ناديين من المغرب ومصر في الأيام المقبلة.

رسالة مؤثرة من الإمارات

أعلنت الإمارات، أمس الأربعاء، توليها مهمة إجلاء ورعاية 215 شخصاً (عرباً وأجانب) كانوا عالقين في الصين، حيث يتفشى فيروس كورونا المستجد، إلى أبوظبي، وذلك على متن طائرة مجهزة بخدمات طبية.

وبعث ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، برسائل مؤثرة، إلى عدد من هؤلاء الأشخاص، ومنهم أحمد ورقية وياسر ووجدان، وجاء في نص الرسائل:

"ابني، ندرك صعوبة مغادرة مكان كان لك دارا آمنة، خاصة أنك تغادره بسبب أزمة غير متوقعة، إلى أرض جديدة قد لا تعرف فيها أحدا، ولهذا أحببنا أن نرحب بك شخصيًا’ في الإŽمارات. نريدك أن تطمئن إلى أنك بين أهلك وأصدقائك وأنك ضيف عزيز مكرم. سنوفر لك الرعاية الصحية الكاملة، وكل ما يلزمك لمتابعة الرحلة إلى وطنك متى ما كان ذلك آمنا لك. حللت أهلا ونزلت سهلاً، محمد بن زايد آل نهيان"

وأوضحت الإمارات في بيان رسمي أنه سيتم وضع هؤلاء في الحجر الصحي في أبوظبي لمدة لا تقل عن 14 يوماً. وأكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات أنه تابع ملف إجلاء العالقين إلى الإمارات.

وقال الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، الأربعاء: "تابعت باهتمام إجلاء العالقين من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية إلى الإمارات". وأضاف أن هؤلاء "سيحظون برعاية صحية شاملة للتأكد من سلامتهم قبل عودتهم إلى بلدانهم".

وشكر الحكومة الصينية على تعاونها، مضيفاً: "نثمن جهود أبنائنا المتطوعين في هذه المهمة. إيماننا راسخ بوحدة المصير الإنساني".

وكانت الإمارات قد أعلنت رسمياً، الأربعاء، أنها أجلت "رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة" من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد، "وذلك بناءً على طلب حكوماتهم". وتم نقل هؤلاء إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي.

وأوضحت الإمارات أن هذه الخطوة تأتي "في إطار النهج الإنساني الذي تنتهجه الدولة في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء ومد يد العون والمساعدة لهم في الظروف الصعبة".

 

وفي التفاصيل، قامت طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة بعملية الإجلاء، والتي ضمت 215 شخصاً من "رعايا دول عربية وصديقة". وشارك في عملية الإجلاء "فريق الاستجابة الإنساني الذي تضمن فريقاً من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري".

وتم تجهيز "المدينة الإنسانية" في أبوظبي بكافة التجهيزات والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم، ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً، حيث ستوفر لهم منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر، وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية إلى حين التأكد التام من سلامتهم.

وقامت وزارة الخارجية الإماراتية وسفارة الإمارات لدى الصين بالتنسيق مع سفارات الدول المعنية، لتنظيم عملية الإجلاء.

صحة دبي

وفي السياق ذاته، أعلنت هيئة الصحة في دبي، عن اكتشاف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لفتاة في السادسة عشرة من عمرها وهي طالبة في إحدى المدارس التي تقدم المنهاج الدراسي الهندي في دبي.

وأكدت الهيئة في بيان أنه تم اتخاذ التدابير الفورية اللازمة بالتنسيق مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وجرى عزل الطفلة وأسرتها، كما تم تعليق الدراسة في المدرسة وإخلائها للقيام بعمليات التعقيم الشاملة لكافة منشآتها وأبنيتها ومرافقها، وجارٍ إجراء الفحوصات الطبية والمخبرية اللازمة لكل من خالطتهم الفتاة من طلاب ومعلمين وأطقم مساعدة في المدرسة وفق البروتوكولات المعتمدة في مثل هذه الحالات، وضمن الجهود الحثيثة للوقاية من الفيروس وفق المعايير الدولية والتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.

وبحسب البيان فقد اتضح أن إصابة الطفلة بالفيروس كانت نتيجة انتقاله إليها من والدها الذي أصيب به خلال سفره إلى الخارج، بينما لم تظهر عليه أية أعراض للمرض إلا بعد مرور خمسة أيام على وصوله.

يأتي هذا في الوقت الذي تتواصل فيه جهود هيئة الصحة في دبي بالتنسيق مع وزارة الصحة وكافة الأجهزة المعنية من أجل تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة، وتوفير مختلف أشكال الدعم للحفاظ على صحة وسلامة طلاب المدارس في كافة المراحل التعليمية وكذلك أسرهم وعائلاتهم، وجميع أفراد المجتمع بكافة شرائحه ومكوناته، وهو ما يمثل أولوية قصوى في كافة الأوقات.

عدد وفيات كورونا في أميركا

ارتفع إلى 11 عدد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة بعد إعلان وفاتين جديدتين الأربعاء، في وقت وافق البرلمان على الإفراج عن أكثر من 8 مليارات دولار بهدف احتواء هذا الفيروس.

وتوفي شخص جديد ب"كوفيد-19" في ولاية واشنطن حيث كانت سجّلت غالبية الوفيات حتى الآن والعائدة إلى مسنين أو ممن يعانون من وضع صحي متدهور.

وكان حاكم ولاية كاليفورنيا أعلن صباح الأربعاء وفاة مريض بهذا الفيروس في مقاطعة بلايسر قرب ساكرامنتو، وهي أول وفاة تسجّل خارج واشنطن.

وقال غافين نيوسم في بيان إنّ كاليفورنيا "تعمل مع السلطات الفدرالية من أجل تقفي أثر الأشخاص المحتمل أنّهم أصيبوا بهدف معالجتهم وحماية الصحة العامة"، من دون إعطاء تفاصيل حول الضحية.

وسجّلت أمس الأربعاء، ست إصابات جديدة في لوس أنجليس حيث يسكن نحو 10 ملايين شخص، مقابل أربع في نيويورك (أكثر من 20 مليون شخص) كانوا على صلة بمصابين.

وأعلنت رئيسة البرلمان نانسي بيلوسي أنّ "اتفاقا بين الحزبين وغرفتي" الكونغرس جرى التوصل إليه بين النواب الجمهوريين والديموقراطيين من أجل توفير تمويل إضافي من 8,3 مليارات دولار لمكافحة الفيروس.

ومن المقرر أن يتم تبني الاتفاق في مجلس النواب بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي، والخميس في مجلس الشيوخ. وبعدما ارتفع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في أميركا ، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، أن بلاده قد تمنع السفر لمناطق تفشي فيروس كورونا المستجد.

وسجلت الولايات المتحدة، الاثنين، وفاة بفيروس كورونا في ولاية واشنطن، فقد توفي رجل سبعيني جراء إصابته بالفيروس المستجد في منطقة سياتل بالولايات المتحدة، على ما أعلنت السلطات الصحية هناك.

وأعلنت السلطات السبت وفاة رجل في الخمسينات من العمر، كان وضعه الصحي هشاً حتى قبل أن يصاب بالفيروس. كما سجلت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في نيويورك، بحسب ما أعلنت السلطات الصحية، مشيرة إلى أن المصابة امرأة في الثلاثين من العمر أقامت بالآونة الأخيرة في إيران، وقد وضعت في الحجر بمنزلها.

إلى ذلك، أعلنت وكالة الصحة بمدينة نيويورك أنها حددت الأشخاص الذين تواصلت المرأة معهم، والذين قد يكونون تعرضوا للفيروس.

مستعدون لأسوأ السيناريوهات

يأتي هذا في وقت أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي للجنة متابعة كورونا في البلاد قبل يومين أن الولايات المتحدة مستعدة أتم الاستعداد لأسوأ السيناريوهات حتى.

وأعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، مساء الأحد، أن الولايات المتحدة ستجري اختبارات سريرية على لقاح لعلاج كورونا خلال 6 أسابيع.

وأكد بنس أنه على الرغم من أن أغلب الأميركيين ليسوا في خطر داهم بسبب الفيروس، إلا أنه من الممكن أن يعلن في الأيام المقبلة عن مزيد من الوفيات في الولايات المتحدة.

ثاني حالة وفاة في العراق

أعلنت السلطات العراقية، أمس، عن ثاني حالة وفاة جراء كورونا في البلاد، فيما كشفت هيئة المنافذ الحدودية العراقية عن حزمة من القرارات لدخول الوافدين العراقيين والتبادل التجاري مع إيران والكويت للوقاية من فيروس كورونا، وفق ما أوردته وكالة الأنباء العراقية على "تليغرام".

وسمحت الهيئة للعراقيين المقيمين في إيران بالعودة إلى العراق لغاية 15 مارس/آذار كموعد نهائي، على أن يتم استقبالهم في منفذي مطاري بغداد والبصرة. كما قررت إيقاف حركة التبادل التجاري بين العراق والجارتين إيران والكويت من 8 مارس وحتى 15 مارس.

وأكدت وزارة الصحة والبيئة العراقية، الأربعاء، إصابتين بكورونا في محافظة ديالى وأخرى في محافظة النجف الأشرف، مشيرة إلى تنفيذ الحجر الصحي على المصابين والملامسين في مؤسسات وزارة الصحة. وفي وقت سابق، أفادت مصادر في إقليم كردستان العراق بتسجيل أول حالة وفاة بالفيروس لمصاب كبير بالسن من محافظة السليمانية.

من جانبه، قال الناطق الرسمي للصحة في السليمانية، ياد نقشبندي، لوسائل إعلامية كردية، إن "الوضع الصحي للمصاب السبعيني لم يكن مستقراً، وخضع للعناية الطبية المشددة، إلا أنه لم يتحمل أعراض المرض وفقد على إثرها حياته"، إلا أن وزارة الصحة عادت وقالت إنه لم يتم التأكد من إصابة الشخص المتوفى بكورونا.

وعلى أثر ذلك، قرر علماء الدين في محافظة السليمانية، الأربعاء، تعليق أداء إقامة صلاة الجمعة. من جهتها، أعلنت صحة النجف أن خلية الأزمة في النجف قررت تأجيل الدوام في الجامعات والمدارس إلى إشعار آخر.

وأكد العراق اكتشاف 31 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن وهم طالب إيراني عاد لبلده بعد ذلك، و30 عراقيا زاروا جميعا إيران في الآونة الأخيرة، وذلك قبل الحالات المكتشفة والمعلنة الأربعاء.

وأصدرت وزارة الصحة والبيئة بيانًا منفصلاً في وقت سابق طلبت فيه من العراقيين تجنب أي تجمعات سواء كانت مظاهرات أو مناسبات اجتماعية لتفادي التقاط فيروس المرض.

 

وحظر العراق، التجمعات العامة ومنع دخول المسافرين القادمين من الكويت والبحرين ومنع السفر من وإلى 9 دول. وكانت أول حالة إصابة في العراق لطالب إيراني أُعيد بعد ذلك إلى بلده. والمصابون الباقون عراقيون كانوا قد زاروا إيران.

تعليق العمرة مؤقتًا

أعلن مسؤول في وزارة الداخلية السعودية، أمس الأربعاء، تعليق العمرة وزيارة المسجد النبوي للمواطنين والمقيمين مؤقتاً، وذلك لتفادي تفشي الفيروس.

وبحسب ما جاء على وكالة الأنباء السعودية "واس"، أوضح المسؤول أن هذه الخطوة تأتي "انطلاقاً من حرص حكومة المملكة على دعم الجهود العالمية والمنظمات الدولية وبالأخص منظمة الصحة العالمية لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد (19-COVID) ومحاصرته والقضاء عليه، وامتداداً لقرارها القاضي بتعليق الدخول لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً من خارج المملكة، وقرارها تعليق الدخول بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكل انتشار فيروس كورونا الجديد منها خطراً، وتعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة".

وأضاف أن هذا القرار جاء بناءً على "على توصية اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الوضع لفيروس كورونا الجديد". وسيتم تعليق العمرة مؤقتاً للمواطنين والمقيمين في السعودية "على أن يتم مراجعة هذا القرار بشكل مستمر وإيقاف العمل به متى ما انتفت الأسباب التي دعت إليه"، حسب ما أكد المصدر المسؤول.

وتابع أن هذا القرار الوقائي يأتي "ضمن التدابير الاحترازية التي دأبت حكومة المملكة على اتخاذها للحد من انتشار وباء فيروس كورونا ومنع وصوله إلى الحرمين الشريفين اللذين يشهدان تدفقاً دائماً وكثيفاً للحشود البشرية، مما يجعل من مسألة تأمين تلك الحشود أهمية قصوى. كما يأتي اتساقاً مع الإجراءات الاحترازية التي تتخذها السلطات السعودية لمنع انتشار الفيروس في المملكة، واستكمالاً للجهود التي تم اتخاذها، والرامية إلى توفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين".

من جهتها، أكدت وزارة الحج والعمرة أن "السعودية تحرص على سلامة وأمن ضيوف الرحمن من فيروس كورونا"، موضحة أن "هذه الإجراءات اتخذت لمنع وصول فيروس كورونا إلى مكة المكرمة". وكشفت الوزارة أنها تعمل "على تسهيل عودة المعتمرين إلى بلادهم في أقرب وقت".