عدن - عبد الغني يحيى
قرَّرت الحكومة اليمنية تقديم شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي بتهمة تهريب الأسلحة إلى "الحوثيين" فيما يتصاعد القتال على الشريط الحدودي الفاصل بين اليمن والمملكة العربية السعودية ومختلف الجبهات الداخلية وخصوصًا في تعز. وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي من نيويورك، إن بلاده بصدد تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد الحكومة الإيرانية، متهما إياها باستمرار تهريب الأسلحة الى الحوثيين، موضحًا أن هناك أسلحة جديدة وصلت هؤلاء وضبطت أثناء المواجهات في الحدود مع المملكة العربية السعودية.
وجزم المخلافي بأنه لا يمكن إخفاء حقيقة أن تهريب السلاح لا يزال قائما من إيران. وأكد أن الشكوى ستكون مصحوبة بالأدلة لأن ما تقوم به طهران يخالف القرار الأممي 2216، الذي يحظر على الدول ليس فقط أن تقوم بتزويد "الانقلابين" بالسلاح، ولكن يلزم ايضا هذه الدول بألا يقوم أحد من رعاياها أو على أراضيها بنقل السلاح لـ"الانقلابيين".
وفي تعز، كشفت مصادر عسكرية في مدينة المخا غرب تعز عن قيام ميليشيات "الحوثي وصالح" بزراعة كميات كبيرة من الألغام على امتداد ساحل المدينة خلال الأيام القليلة الماضية. وأرجعت المصادر أسباب قيام الميليشيات بزراعة الألغام في شواطئ المخا إلى مخاوفهم من إنزال بحري لقوات التحالف العربي في شواطئ المدينة الواقعة شمال باب المندب، وذلك بعد رصد تحركات كثيفة لقطع بحرية تابعة للتحالف خلال الأيام الأخيرة.
واستعادت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية الموالية للحكومة، اليوم الأحد، إحدى التلال بمحافظة الجوف شمال البلاد، من سيطرة ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وأفادت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، نقلا عن مصدر عسكري، بأن قوات الجيش الحكومي مسنودة بمسلحي المقاومة شنت هجوما عنيفا على معسكر "حام" التابع للحوثيين وصالح، في محافظة الجوف المحاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية، شمال البلاد.
وذكر المصدر بأن الهجوم أسفر عن تحرير قوات الجيش والمقاومة لإحدى التلال المجاورة لمعسكر "حام"، مشيرا إلى أن سبع آليات عسكرية تابعة للحوثيين وصالح شوهدت تفر من المعسكر بعد الهجوم.
وكانت مصادر امنية أفادت بمقتل القيادي الحوثي علي عبدالله القوسي وعدد من مرافقيه بغارة لطائرات التحالف في صعدة شمال اليمن. ويأتي مقتل القيادي القوسي ضمن عدة عمليات قام بها التحالف العربي مؤخراً خسرت على إثرها الميليشيات عدداً من قياداتها الميدانية خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبحسب مراقبين فإن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تتكتم على خسائرها في محاولة للحفاظ على الروح المعنوية لعناصرها الذين يواجهون انهيارات كبيرة.
وكانت غارة أخرى قتلت حسن الملصي، اللواء في قوات الانقلابيين، وهو كان يعتبر اليد الطولى للمخلوع صالح في فترة اندلاع الثورة اليمنية. والملصي الذي يعتبر خسارة كبيرة للميليشيات خطط ونسق للعديد من الجرائم لصالح الرئيس المخلوع، منها الاعتداءات التي نفذت ضد المعتصمين في صنعاء عام 2011، وتفجير ميدان التحرير عام 2014.
وتشير المعلومات إلى أن الملصي عراب التحالف بين صالح والقاعدة، وأنه همزة الوصل والمنسق والمشرف على كل النشاطات وأوجه التحالف من عمليات إرهابية وغيرها، بحكم عمله كقائد كتيبة مكافحة الإرهاب.
وفي عدن، التقى نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح اليوم الأحد بنائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري وعدد من أعضاء الحكومة وكادرها، وتدارس معهم الأوضاع والمستجدات السياسية والميدانية. ورحب نائب رئيس الجمهورية بعودة الحكومة وأعضائها إلى أرض الوطن عقب تحرير أجزاء واسعة من أراضيه بدعم ومساندة كبيرة من دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وتضمن الوفد الحكومي إلى جانب نائب رئيس الوزراء، وزير الشباب والرياضة نايف البكري، ووزيرة الشؤون القانونية الدكتورة نهال العولقي ،ووزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى عثمان مجلي ،ووكيل وزارة النفط والثروة المعدنية شوقي المخلافي نووكيل وزارة المغتربين أحمد النسي، وعضو الهيئة الاستشارية عضو مجلس النواب عبدالله شرف النعماني.
و ثمن نائب الرئيس عودة الحكومة واضطلاعها بمهامها الميدانية، مشدداً على تلبية متطلبات المواطنين في مختلف مناحي الحياة وتلمس احتياجاتهم بما يعكس صورة إيجابية لتواجد الدولة في الأراضي المحررة ويدفع لتحرير بقية المناطق التي لا تزال تحتلها ميليشيا الانقلاب وتمارس فيها مختلف الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين من قتل واختطاف وتعذيب ونهب للممتلكات العامة والخاصة.
وأشار الفريق الركن محسن إلى القرار الجمهوري الذي أصدره فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يقضي بإعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي ونقل مقره إلى العاصمة المؤقتة عدن..مؤكداً إن القرار كان مطلباً ملحاً وضرورة وطنية اقتضتها المصلحة العامة تهدف إلى رفع المعاناة عن المواطنين وتخفيف الأزمة الاقتصادية تجاههم، بعد أن استنزف الانقلابيون الاحتياطي النقدي والخزينة العامة للدولة ونهبوا رواتب موظفي الدولة ونقلوا مبالغ مالية منها إلى كهوفهم بمحافظة صعدة فيما اقتسموا الجزء الآخر بينهم وسخروا أجزاء منه لقتل اليمنيين.
وهنأ نائب الرئيس الوفد الحكومي بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة التي تحرر فيها اليمنيون من أعتى نظام جثم على صدور اليمنيين وجسده الانقلابيون كونهم امتداد تاريخي وسلالي لذلك النظام. وقال الفريف الركن علي محسن إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ماضون في استعادة الشرعية بشكل كامل وإن الوضع الميداني في تحسن مستمر، مؤكداً على أعضاء الحكومة العمل في إطار تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وأهمها بناء الدولة الاتحادية المكونة من ستة أقاليم، باعتبارها المخرج الوحيد والآمن لليمن واليمنيين.
وأكد نائب رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة على جاهزيتهم لتنفيذ المهام الموكلة إليهم والتي تحملوا مسؤوليتها في هذه الفترة الحرجة، مشيرين إلى الجهود التي بذلت من أجل استعادة الشرعية ومؤسسات الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار.