السلطات المغربية

قرَّرت السلطات المغربية تسليم رجل الأعمال اللبناني المعروف قاسم تاج الدين، المقرَّب من "حزب الله" اللبناني، إلى الولايات المتحدة الأميركية، في إطار تطبيق اتفاقية التعاون القضائي في الميدان الجنائي الموقعة بين البلدين في(28 يونيو/حزيران 2000) . وقاسم تاج الدين كان تمَّ اعتقاله في مطار الدار البيضاء، على خلفية أمر دولي بإلقاء القبض عليه صادر عن السلطات القضائية الأميركية في واشنطن.

وحسب مصدر أمني  رفض ذكر اسمه ، أن توقيف تاج الدين الذي يحمل جنسيتي سيراليون وبلجيكا، قد حل في مطار الدار البيضاء، آتيًا من مطار كوناكري في غينيا، حيث كان يستعد لمواصلة رحلته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، ولدى مروره على الناظم الآلي، تبين لرجال الأمن  أنه موضوع أمر دولي بإلقاء القبض عليه والصادر عن السلطات القضائية الأميركية بناءً على الاتفاقية الدولية الموقعة بين المغرب والولايات الأميركية المتحدة تحت رقم 1.98.10  .ليتمَّ  الاتصال على الفور بالجهات المختصة حيث جرى نقله مساء يوم الأحد الماضي إلى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية المتواجدة في شارع الروداني في الدار البيضاء، حيث وضع تحت الحراسة المشددة ، استعدادًا للبت في قانونية تسليمه للسلطات الأميركية. وحسب نفس المصدر فقد تمَّ إشعار عائلته في لبنان طبقا للقانون، وهو يتمتع بكل الحقوق المخولة له قانونيًا.

كما أن السلطات الأمنية المغربية تنتظر رد منظمة "الأنتربول" من أجل ترحيله الى لجهات المختصة وفي الغالب حسب مصدر أمني إلى لبنان . وإلى حدود اليوم الجمعة لم يتوصل المغرب بأي قرار من واشطن أو الأنتربول بهذا الخصوص.

وينحدر الحاج قاسم من بلدة حناويه الجنوبية ، وقام مع شقيقيه ببناء شبكة عالمية من شركات تجارة المواد الغذائية والعقارات في لبنان وصلت الى افريقيا التي ينشط في بناء مشاريع في دول عديدة هناك. لكن واشنطن اتهمته بتبييض الأموال واستخدامها في دعم نشاطات إرهابية وإدارة العديد من الشركات التي تغطي أعمال حزب الله في أفريقيا.وبهذا الاعتقال تكون أهم شبكة مالية ممولة لـ"حزب الله" قد انهارت.

وحسب جريدة "العرب" القطرية، يعتبر تاج الدين واجهة مالية لـ"حزب الله" من خلال إدارته لشركات عابرة للقارات لها فروع في أفريقيا. لكن بعض المصادر المقربة من الحزب اشارت إلى أن تاج الدين غير مطلوب في المغرب، وأبدت تخوفها من أن يكون قد خطف من قبل CIA..

وكشفت مصادر إعلامية مغربية أن تاج الدين معتقل في سجن "سلا" على خلفية صدور مذكرة بحث دولية بحقه تصنفه في لائحة الإرهابيين الخاصة بوزارة العدل الأميركية. وقد أكدت وزارة الخزانة الأميركية، عام 2009 أن آل تاج الدين يديرون شركات وهمية تعمل لحساب "حزب الله" في أفريقيا. وسبق وأن أوقف من قبل السلطات البلجيكية في العام 2003 بتهمة تبييض الأموال وتهريب الألماس. كما اتخذت واشنطن عام 2010 عقوبات اقتصادية بحق شركات منها مجموعة “تاجكو”. وعام 2011 جمدت أنغولا جميع اعمال عائلة تاج الدين.

وبحسب CNN بالعربية، فقد أفادت بأن "رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، لايزال رهن الاحتجاز في المغرب، منذ اعتقاله في مطار محمد الخامس في الدار البيضاء يوم 12 مارس/آذار الجاري”، وأضافت أنه "على ضوء مذكرة اعتقال صادرة بحق تاج الدين من جهاز الشرطة الدولية "الانتربول"، يوجد تاج الدين حاليا في سجن رقم 2 بمدينة سلا، لكونه المكان الأقرب لمحكمة النقض بالرباط التي تتولى النظر في الملف”.

وكانت أنغولا أيضا قد جمدت الأنشطة الاقتصادية لعائلة تاج الدين وذلك بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية. إضافة إلى أن قاسم تاج الدين قد سجن في العام 2003 في بلجيكا لمدة شهرين وجرى التحقيق معه على خلفية أنشطة وتمويل وتبييض أموال لصالح حزب الله.

وفور علمها بالخبر أصدرت عائلته بيانًا نفت فيه بعض ما ورد عن حالة ابنهم قاسم في المغرب، مؤكدة وجوده لدى السلطات المغربية بسلامة. وجاء في البيان:  أن قاسم تاج الدين موجود في الدار البيضاء ولدى السلطات المغربية وهو بحالة صحية جيدة ولا صحة لما يشاع من أخبار تتعلق به اذ هي عارية عن الصحة تمامًا. وتمَّنت العائلة في بيانها من كافة الأصدقاء والمحبين والمهتمين مراجعتها دون غيرها بكل ما يخص قاسم تاج الدين.