الحكومة اليمنية

 تتجه محافظة تعز اليمنية نحو منزلق أمني خطير يهدد مجتمعها الذي بات يعيش حالة من الرعب والخوف من الآتي. وتعيش تعز حرباً بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والقوات الموالية للحوثيين وعلي صالح منذ أكثر من عامين ،وتسيطر القوات الموالية للحكومة على غالبية مدينة تعز بينما يتمركز الحوثيين باطراف المحافظة . وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وضعًا أمنيًا خطيرًا في ظل إنفلات يصاحبه تجاهل من قيادات الحكومة اليمنية .

وتكونت عصابات مسلحة في معظم انحاء تعز لتمارس السلب والنهب للاملاك الخاصة والعامة ،وسط غياب الأمن وتجاهل القيادات العسكرية لهذه الاعمال مادى إلى توسع العصابات وزيادة عدد افرادها وسلاحها كونها تجني المال باعمالها ماتسبب بتوسعها . وتعد من ابرز هذه العصابات عصابة غزوان المخلافي ،الذي هو جندي لدى اللواء 22 بتعز ومعظم افراد عصابته جنود. وسبق وأن دخل بمواجهات عسكرية وسط المدينة مع كتائب ابو العباس قائد الجبهات الشرقية لتعز والذي يمثل الجانب السلفي.ويسطر غزوان وافراد عصابته على اكثر المناطق نشاط اقتصادي بتعز"سوق ديلوكس والاسواق المجاورة"ويصادر غزوان وعصابته إيرادات سوق ديلوكس كما ياخذون المال بقوة السلاح من متاجر وسط المدينة الامر الذي سمح لهم بالتوسع وسط اتهامات بوقوف قيادات عسكرية وراء غزوان ومقاسمته المنهوبات.

وقام غزوان المخلافي أمس الجمعة بإطلاق النار على طقم تابع لكتائب ابو العباس بمنطقة التحرير الاسفل مادى إلى إصابة قائد الطقم واسعف إلى المستشفى ،بالرغم من عدم صلة كتائب ابو العباس بالاشتباكات التي كانت تدور بين عصابة غزوان ومسلحين. وتحركت قوات تابعة لكتائب ابو العباس بعد الحادث للاشتباك مع غزوان وعصابته وتوسعت رقعة الاشتباك إلى معظم طرقات وسط المدينة ،وتدخلت قوات مشتركة من الالوية بتعز لفض الاشتباكات،في حين اعلن بأن غزوان المخلافي بات محتجزاً لدى السلطات بتعز.

وفي مديرية المسراخ جنوب غربي تعز،قتل مدير قسم شرطة نجد قسيم التابع لمديرية المسراخ محمد عبدالله يحيى،مع اربعة من افراد حراسته، اثر كمين نصبه لهم من مدير أمن المديرية عبد الباسط الهمداني،مادفع بمسلحين يتبعون مدير شرطة نجد قسيم لمحاصرة منزل مدير أمن مديرية المسراخ الهمداني والاشتباك معه ،ولقي الهمداني مصرعه إضافة إلى مقتل نجله وإصابة اثنين من افراد حراسته بعد اشتباكات مع مسلحين يتبعون رئيس قسم شرطة نجد قسيم الذي قتل بالكمين.

وذكر مصدر محلي أن رئيس قسم شرطة نجد قسيم كان على خلاف مع مدير أمن المسراخ على إيرادات الضرائب وكل طرف يحاول الاستحواذ على الايرادات،.مايعد مؤشرًا خطيرًا للوضع في تعز الذي وصل إلى حد اعمال قتل بين ضباط المؤسسة الأمنية على موارد الدولة التي لاحق للأمن فيها وتحصيلها من مهام مكتب الضرائب .

وقال الناشط السياسي عادل الصامت، انه يجب على الحكومة اليمنية وضع حد للعصابات المسلحة والقيادات العسكرية التي تدعمها وتحقيق الأمن بالمدينة وتفعيل المؤسسات،لتجنيب تعز الصراعات الداخلية وتحقيق الأمن وحفظ الممتلكات الخاصة والعامة. واعتبر الصامت أن الفوضى الأمنية بتعز وحالة الفشل في تفعيل المؤسسات والأمن يحشد الراي العام ضد الحكومة بالرغم من أن معظم ابناء تعز يقفون مع الحكومة ضد الحوثيين لكن الواقع يخلق خيبة أمل لدى شريحة كبيرة من الناس.

وبحسب الصامت فأن العصابات المسلحة تقوم بتقاسم ماتجنيه مع قيادات عسكرية كما أن القيادات العسكرية توظف هذه العصابات في الصراعات الداخلية بين القوى المؤيدة للحكومة ،منوهاً بأن غزوان المخلافي سبق وان اتفقت قيادات تعز على القبض عليه وسجنه حين افتعل مواجهات مع كتائب ابو العباس مطلع العام الجاري لكن ذلك لم يحدث بسبب دعم قيادات عسكرية لغزوان وعصابته والكثير من العصابات.

وأكد الصامت بأن الاحزاب والقوى المؤيدة للحكومة تتحمل نتائج هذا الوضع وعدم تفعيل الموسسات وتفعيل الامن وبامكانها تغيير الوضع إلى الافضل ان قررت ذلك وابتعدت عن توظيف الفوضى في السياسة وقدمت المصلحة العامة لابناء تعز. وأشار الصامت إلى أن غياب الموسسات وعرقلة تفعيلها ادى إلى ذهاب عشرات الملايين التي كان من المفترض ان تذهب لخزينة الدولة لقادة عصابات يتوسعون بهذه الاموال ويثيرون الفوضى ويستولون على ممتلكات خاصة وعامة، وهذا ما سيجر تعز إلى فوضى مستديمه وسيخرج الوضع عن سيطرة الجميع،لافتاً الى أن اقتتال مدراء أمن في مديرية المسراخ على إيرادات ضرائب ليس من اختصاصهم تحصيلها يوضح حجم الماساة الأمنية في تعز .