الهجمات المعادية

تتصاعد المضايقات والهجمات المعادية للسامية في أوروبا، حيث أفاد العديد من اليهود أنهم يشعرون بالتهديد في بعض أكبر الدول في القارة. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانية، فان عدد الهجمات المعادية للسامية ارتفع بنسبه 74 في المائة في فرنسا و60 في المائة في ألمانيا في عام 2018،علي الرغم من أدانه القادة الوطنيين لمثل هذا السلوك.

وجاءت بيانات الاستطلاعات الأخيرة التي أفاد فيها اليهود الأوروبيون، بأنهم يشعرون بالمزيد من المخاطر والاستهداف، سواء علي الإنترنت أو في الحياة اليومية تؤكد ذلك، كما خلصت دراسة نشرت في ديسمبر/كانون الأول إلى أن تسعه من أصل 10 يهود يعيشون في الاتحاد الأوروبي يعتقدون أن معاداة السامية قد ساءت خلال السنوات الخمس الماضية.

أما في هذا الأسبوع، فتم الكشف عن الأرقام الصادرة عن الحكومة الفرنسية بأن هناك 541 حادثة من مسجلة لمعاداة السامية في 2018، حيث ارتفعت عن 311 في 2017. وفي الوقت نفسه، قال مسؤولون حكوميون ألمان إن الجرائم المعادية للسامية وصلت إلى أعلى مستوى لها في عشر سنوات 646،1-بزيادة 60 في المائة عن السنة السابقة. ومن بين هذه الجرائم، كانت الهجمات الجسدية التي تركت 43 شخصا يحتاجون إلى علاج طبي. وكانت هناك 37 هجمة من هذا النوع في 2017.

وما يدعم أيضا تصاعد الهجمات المعادية للسامية الاستنتاجات التي توصلت إليها دراسة أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية في ديسمبر / كانون الأول، والتي وجدت أن الجاليات اليهودية في القارة كانت أكثر قلقًا بشأن معاداة السامية مما كانت عليه منذ سنوات.

وقد جمع الاستطلاع رأي من 16 ألف يهودي في 12 دولة، حيث كشفوا عن خوفهم من تطبيع وانتشار معاداة السامية، فيما عانى حوالي 30 في المائة من المجيبين من المضايقات المعادية للسامية، بينما أعتقد 90 في المائة أن معاد السامية في أوروبا تزداد سوءا، وعزم أكثر من ثلثهم علي مغادره بلد إقامتهم خوفا من معاداة السامية، وفي نفس الوقت تجنبوا الذهاب إلى المواقع أو المشاركة والاحتفال بالأحداث اليهودية بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، كما قال ثمانية من أصل 10 مجيبين أنهم لن يبلغوا حتى عن حوادث طفيفة معاديه للسامية لأنهم لا يعتقدون أنها ستغير إي شيء.

ولكن يبدو أن الجماعات غير اليهودية أخذت معاداة السامية علي نحو اقل خطورة مما كانت عليه في الماضي، أن الكثيرون يجهلون أن المواطنين اليهود يشعرون بالخطر بصوره متزايدة،حيث اظهر استطلاع للرأي قدمته مفوضيه الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير أن 36 في المائة فقط من الذي شملهم الاستطلاع من غير اليهود في جميع دول الاتحاد الأوروبي الـ28 يشعرون بان معاداة السامية في ازدياد.

كما أشارت دراسة استقصائية أخرى أجرتها شبكه "سي إن إن" إلى أن عددا كبيرا من غير اليهود ما زالوا يبيدون تحيّزات معاديه للسامية في شكل نظريات مؤامرة، فعلي سبيل المثال، ما زال أكثر من 20 في المائة من 7 ألف أوربي الذين شملهم الاستطلاع في النمسا وفرنسا وألمانيا والمملكة البريطانية وهنغاريا وبولندا والسويد يعتقدون إن الشعب اليهودي له تأثير كبير علي

جوانب التمويل والسياسة. وقال الربع تقريبا إن اليهود متورطون في الصراعات والحروب في جميع أنحاء العالم،كما يعتقد 32 في المائة ان اليهود استغلوا المحرقة-التي قتل فيها حوالي 6 مليون يهودي علي يد قوي المحور في الحرب العالمية الثانية-لكي ينهضوا ويعززوا موقفهم، بينما قال 34 في المائة آخرون انهم لا يعرفون شيئا يذكر عن المحرقة.

وبحسب تقرير غارديان، فمن المرجح أن تكون تسببت مجموعة من العوامل في تصاعد التحيز ضد اليهود، وتشمل هذه، الصراعات المتفاقمة في الشرق الأوسط التي أدت إلى زيادة المشاعر المناهضة لإسرائيل والمعاداة الأميركية، وخاصة بين المسلمين الأوروبيين، في حين أن صعود الأحزاب اليمينية الشعبية في جميع أنحاء القارة قد شجع أولئك الذين لديهم وجهات نظر متطرفة على أن يكونوا أكثر تعصب .

قد يهمك ايضا

اعتقال مسافر في مطار أتلانتا دعا ركاب الطائرة اليهود الى إبراز هويتهم له

الغارديان" تُلمِّح إلى إمكانية تحويل الطاقة النووية إلى خضراء