معارك الجيش اليمني والمليشيات الانقلابية

اشتدت وتيرة المعارك الميدانية، اليوم الجمعة، بين قوات الجيش اليمني والمليشيات الانقلابية في مديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وسط تقدم كبير تحرزه قوات الجيش الوطني. وقال مصدر ميداني إن معارك عنيفة خاضتها قوات الجيش مع المليشيا الانقلابية في عديد مواقع بمديرية نهم، ما زالت على أشدها حتى الأثناء.

وأكد المصدر ان قوات الجيش الوطني أحرزت خلال المعارك التي شهدتها جبهتا الميسرة والميمنة تقدما ميدانيا وسط انهيارات متسارعة وفرار جماعي للانقلابيين باتجاه صنعاء. وذكر الناطق بأسم المنطقة العسكرية السابعة عبدالله الشندقي، أن قوات الجيش الوطني سيطرت على جبلي الحلاتين، والعظيمة، وقاع الحطب. وأسفرت المعارك عن مقتل ما لا يقل عن13 قتيلا من عناصر المليشيا الانقلابية، علاوة على سقوط عشرات الجرحى أخرين.

بالتزامن، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية مكثفة على تعزيزات وتجمعات ومواقع تمركز المليشيا في المناطق ذاتها وقمة نقيل بن غيلان، ونقطة تفتيش بالقرب من النقيل. وأدت الغارات الى تدمير ستة أطقم قتالية، وثمانية رشاشات للمليشيات وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، اضافة الى سقوط قتلى وجرحى.

الى ذلك، طالبت قوات الجيش الوطني الصليب الأحمر للقيام بدوره في انتشال ما يقارب55 جثة من قتلى المليشيا، خلفتها في مواقعها التي فرت منها خلال المعارك. ويقول مراقبون ان الانتصارات التي تتواصل في جبهة نهم، وعجز عناصر المليشيا الانقلابية عن مواجهات قوات الجيش الوطني، وفرارها نحو العاصمة صنعاء، هي مؤشرات ميدانية على اقتراب الحسم في هذه الجبهة.

وإندلعت إشتباكات عنيفة بين المقاومة الجنوبية اليمنية والمليشيات الحوثية في جبهة ثرة. وقد استمرت اﻹشتباكات من الساعة الثانية عشر ظهراً إلى تمام الساعة الثالثة والنصف عصراً . وأستخدم الطرفان فيها مختلف أنواع اﻷسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث تمكنت مدفعية المقاومة الجنوبية من دك موقع اﻹنقلابيين الواقع في أعلى جبل الشعراء المرتبط بجبل ثرة وأوقعت فيهم خسائر مادية وبشرية.

وكانت كشفت مصادر ميدانية ومحلية يمنية متطابقة، عن سقوط قيادات بارزة في ميليشيات الحوثي، بغارات للتحالف العربي استهدفتهم خلال الساعات الأخيرة، في جبهتي حرض و ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، والحدودية مع المملكة. وبحسب المصادر، فإن غارة لمقاتلات التحالف استهدفت تجمعا لمليشيات الحوثي في جبهة ميدي شمال غرب حجة، فجر الخميس، نجم عنها مصرع القيادي البارز في ميليشيات الحوثي المدعو عبدالسلام المداني والمعين وكيلا لوزارة الصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، والقيادي زين العابدين علي مرشد الجلي المكنى (باقر الجلي).

وأكدت المصادر، أن القياديان المداني والجلي، لقيا مصرعهما مع عشرات من مرافقيهما في ميدي، وفيما اعترفت قيادات حوثية بمصرع الأخير إلا أنها لازالت تتكتم حول مقتل المداني. في نفس السياق، لقي مسؤول الكتائب الأمنية لميليشيات الحوثي في عدد من مديريات محافظة حجة، المدعو علي عمري، مصرعه بغارة لمقاتلات التحالف استهدفت آلية عسكرية كان يقودها في جبهة حرض إلى جانب ثلاثة من مرافقيه هم: أمين دهمان وخليل عظم، ومحمد جغفي.

وأفادت مصادر محلية، أن عمري، متورط في تجنيد عشرات الأطفال في محافظة حجة، عن طريق الخديعة، حيث يوهمهم أنه سيتم وضعهم في نقاط أمنية بعيدة عن أماكن المواجهات، لكنه يزج بهم في المعارك بجبهة حرض ليعود بعضهم بقايا جثث، فيما آخرون مازال مصيرهم مجهولا.

واليوم الجمعة، طالبت منظمة "سام" للحقوق والحريات، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والسريع من أجل إنقاذ اطفال مدينة” تعز” الذين أصبحوا يفتقدون للجو الآمن لممارسة حياتهم الطبيعية في الحدود الدنيا.وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها، في بيان على موقعها الإلكتروني، إنها وثقت أمس الخميس مقتل 5 اطفال ، وإصابة 3 آخرين من أسرة واحدة في مدينة “تعز” جنوبي اليمن، وذلك جراء قصف بصواريخ “الكاتيوشا” وقذائف “الهاون” من قبل جماعة  الحوثي وصالح.

وأضافت: أن الهجمات انطلقت من جبل “قارع” منطقة “الدمينة” بمحافظة “تعز” وهي مناطق خاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي وصالح، بحسب شهود عيان قابلهم راصدي المنظمة، وقد استهدفت الصواريخ عدداً من الأحياء السكنية في المدينة، ذات الكثافة السكانية العالية، ومنها حي “العنصوة” بينما كان الأطفال يلعبون بجوار منزلهم.ونقلت المنظمة عن شهود عيان أن عمليات القصف التي تعرضت لها المدينة اليوم تأتي في اطار قصف يومي ممنهج تتعرض له المدينة بشكل مستمر .

وحسب مصادر المنظمة، صواريخ “الكاتيوشا” و قذائف “الهاون” التي تطلقها جماعة الحوثي تسقط على الحارات والأسواق المزدحمة وعلى منازال المواطنين دون تمييز، وأن منطقة “بير باشا” و “شارع الثلاثين” تقعان بعيداً عن المواجهات والإشتباكات العسكرية، وفق الشهود. وادنت المنظمة المجازر التي ترتكبها جماعة الحوثي بحق اطفال تعز وتؤكد أن استخدام قذائف الهاون واستهداف المدنيين بشكل متعمد يمثل مخالفة للقانون الدولي.

وأشارت المنظمة إلى أنها رصدت أكثر من 40 مجزرة تعرضت لها “تعز” خلال السنة الماضية، ما يوحي بأن هنالك تعمداً ممنهجاً لإستهداف المدنيين والإضرار بهم، حيث نصت المادة الثامنة الفقرة (2) البند (هـ-2) من نظام روما على أن “تعمد توجيه هجمات ضد السكان المدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية يعد جريمة حرب”.

وقالت مصادر خاصة إن هناك قتلى وجرحى في صفوف المليشيات سقطوا أثناء عملية القصف. وبحسب المصدر ذاته أكد أن سيارات الإسعاف شوهدت خارجة من مكان الحادثة وتقل عددًا من القتلى والجرحى متجهة إلى محافظة البيضاء. وفي المقابل لجأت قوات اﻹنقلابيين وبحسب عادتها إلى القصف العشوائي بسلاح الهاون على القرى المجاورة لجبل ثرة حيث كان القصف بالقرب من بيوت المواطنيين ولكن ﻻتوجد إصابات.