دمشق – نور خوام
قصفت القوات الحكومية، الجمعة، مناطق عدة في بلدة الغنطو، في ريف حمص الشمالي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن، كما تستمر الاشتباكات بوتيرة متفاوتة العنف، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محيط مطار التيفور وقرية شريفة في ريف حمص الشرقي، وسط قصف مكثف من قبل القوات الحكومية على مناطق الاشتباك.
كما قصفت القوات الحكومية، بشكل مكثف أماكن في قرى المجيدل وقيراطة وجنين، في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي الشرقي، ولم ترد أنباء عن إصابات، بينما تعرضت مناطق في أطراف بلدة الشيخ مسكين في ريف درعا، لقصف من القوات الحكومية، دون معلومات عن خسائر بشرية.
وتدور اشتباكات بين قوات سورية الديمقراطية مدعمة بقصف طائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في محور قرية السويدية صغيرة التي تبعد نحو 5 كلم عن سد الفرات الاستراتيجي، عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات في ريف الطبقة الشمالي الواقعة في غرب الرقة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، في حين شهدت منطقة قره موغ في ريف عين عيسى في شمال غرب الرقة، إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة، واتهمت مصادر، القوات التركية باستهداف القرية.
واستهدف الطيران المروحي، بالبراميل المتفجرة، أماكن في بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، في حين ضربت الطائرات الحربية، أماكن في قريتي قسطل ورسم العبد الواقعتين في ناحية عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في ريف حماة الشرقي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
ونفذت طائرات حربية، غارات استهدفت أماكن في بلدة التمانعة الواقعة في الريف الجنوبي لإدلب، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، كذلك سقط عدد من الجرحى بينهم مواطنة جراء قصف للفصائل الإسلامية على مناطق في بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية في شمال شرق إدلب.
وسقطت أكثر من 20 قذيفة أطلقتها القوات الحكومية، على مناطق في محيط حوش الصالحية وبلدة حزرما في منطقة المرج في غوطة دمشق الشرقية، وسط تجدد للاشتباكات بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جانب، والفصائل الإسلامية من جانب آخر، في محور كتيبة الصواريخ في حزرما وأطراف بلدة الميدعاني في الغوطة الشرقية. وقصفت القوات الحكومية، أماكن في منطقة خان طومان في ريف حلب الجنوبي بالتزامن مع قصفها لمناطق في محيط حلب في غرب وجنوب غرب المدينة، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية
وشنت الطائرات الحربية، غارات على أماكن في محيط دوار البانورما ومناطق أخرى في جبل الثردة المحاذي لمطار دير الزور العسكري، بالتزامن مع استهداف الطيران الحربي لمناطق في حي الشيخ ياسين ومنطقة حويجة صكر في مدينة دير الزور وأطرافها، كما استهدف تنظيم "داعش" بعدد من القذائف، أماكن في حيي القصور والجورة اللذين تسيطر عليهما القوات الحكومية في مدينة دير الزور، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وشهدت عدد من المناطق السورية، مظاهرات خرج فيها المئات من المواطنين السوريين، طالبوا بالحرية وإسقاط النظام وتوحيد الفصائل وتضامنت مع وادي بردى، حيث شهدت مدن وبلدات دوما وزملكا ومسرابا وسقبا في غوطة دمشق الشرقية ويلدا في ريف دمشق الجنوبي، وحي جوبر في أطراف العاصمة دمشق، ومدينة معرة النعمان وبلدات سرمدا وكفردريان وسراقب وسلقين وكللي في ريف إدلب ومدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، ومناطق سورية أخرى، مظاهرات، حمل المتظاهرون فيها رايات الثورة السورية.
لا تردع الهدن رعاتها عن ممارسة قتلها بحق المدني السوري، وبات الباحث عن السلام على الأرض السورية، يستمر في بحثه، بأذن من طين وأخرى من عجين، فلا تترك هدير طائراتها الحائمة في السماء المغطية للأرض السورية، المجال لصرخات طفل أو مواطنة أو شاب أو مسن، المجال أن تُسمع، فيُقتل المدني السوري في بيته وهو يحتضن أطفاله، ومن ثم يُقتل مرة أخرى في عزاء من قتلتهم الطائرات ذاتها، فأين يفر؟!، وكأن الخيار المطروح أن اسكنوا المخيمات وانزحوا عن مدنكم وبلداتكم وقراكم، وحتى في هذا، لم ينج الهائمون على وجوهمم في الأرض السورية، فلاحقتهم الطائرات الحديثة لتمعن في القتل، كيف لا؟! وشماعة الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية -الأهداف الدقيقة- موجودة، ويتم تخديمها للتعتيم على الإجرام المتواصل بحق أبناء الشعب السوري.
فلم يكف إجرام طائرات القوات الحكومية وبراميلها المتفجرة التي مارست تقتيلها في جموع السوريين بمدنهم وبلداتهم وقراهم، حتى أتت طائرات التحالف الدولي، الداخلة بغرض "محاربة داعش"، لتنحرف عن مسارها، وتفتك صواريخها بالمواطنين، وتزيد من معاناة السوريين، وترفع من أعداد الخسائر البشرية، حيث وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ الأول من كانون الثاني / يناير من عام 2016، وحتى الأول من كانون الثاني/يناير من عام 2017 استشهاد ومقتل 2429 شخصًا خلال عام كامل من قصف التحالف الدولي، المناطق السورية، من ضمنهم 467 مواطنًا مدنيًا هم 108 أطفال دون سن الثامنة عشر و60 مواطنة فوق سن الـ 18، إضافة لـ 299 رجلًا،كما خلفت هذه الضربات مئات الجرحى بعضهم تعرض لإعاقات دائمة، عداك عن الدمار الذي خلفه هذا القصف في ممتلكات المواطنين في المناطق التي استهدفتها هذه الطائرات.
وجاء من بين المجموع، الخسائر البشرية التي وثقها المرصد السوري 1864 عنصرًا وقياديًا من تنظيم "داعش"، أبرزهم أبو عمر الشيشاني الذي كان يشغل منصب "وزير الحرب" في التنظيم، كما قتل 8 مقاتلين وقياديين من فصائل إسلامية و"جهادية" عاملة في سورية، بالإضافة لـ90 عنصرًا من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، قتلتهم طائرات التحالف في ضربات استهدفت منطقة مطار دير الزور العسكري وجبل الثردة ومحيطها في محافظة دير الزور.
واستشهد 467 مواطنًا مدنيًا بينهم نحو 170 طفلًا ومواطنة، في ضربات التحالف الدولي الجوية والصاروخية، على عدد من المناطق السورية، في ظل صمت دولي عن هذه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين من أبناء الشعب السوري، ومع ضعف أملنا في أن تحرك هذه المجتمع والإفاقة من سباته العميق عن الوضع السوري، وبخاصة بعد صم التحالف الدولي آذانه عن التحذيرات والدعوات المستمرة لتحييد المدنيين عن عملياتها العسكرية.