صنعاء ـ خالد عبدالواحد
وصل مارتن غريفيث، المبعوث الأممي الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، ظهر الأربعاء، إلى العاصمة صنعاء، لإجراء محادثات مع قيادات الحوثيين بشأن التهيئة لعقد جولة جديدة من المشاورات بين أطراف النزاع في اليمن.
وتأتي الزيارة وسط تفاؤل وظروف مواتية لجمع أطراف الأزمة في اليمن مجددًا على مائدة التفاوض، خاصة أن الأيام الأخيرة شهدت إشارات من تلك الأطراف على رغبتها في التوصل إلى حل سياسي، ومن المتوقع أن يلتقي غريفيث قيادات الحوثيين، خلال الساعات المقبلة.
وكان المبعوث الأممي قال في إحاطته التي قدمها لمجلس الأمن، السبت الماضي، إنه يعمل بجد لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات اللوجستية لاستئناف المشاورات السياسية كما هو مخطط، وإنه سيلتقي بزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، الذي سبق أن التقى به الأشهر الماضية.
وقال إنه سيبحث معه "الحاجة إلى المشاركة والمشاورات، ومن ثم المفاوضات، وسيكون من المفيد بالنسبة لي أن أستمع مرة أخرى منه بشان هذه الأمور".
وتعهد غريفيث بالتزام الأمم المتحدة بعقد الجولة المقبلة من المشاورات بين اليمنيين في السويد أواخر العام الجاري، فور الانتهاء من تلك الترتيبات، داعيًا جميع الأطراف إلى الاستمرار بممارسة ضبط النفس لخلق مناخ موات لانعقادها، مشيرًا إلى أنه سيصطحب وفد الحوثيين إلى جنيف إذا استدعى الأمر ذلك.
ورحبت الحكومة الشرعية، بمفاوضات السلام، التي تقودها الأمم المتحدة، وطالبت الشرعية اليمنية المجتمع الدولي الضغط على وفد الحوثيين، للحضور إلى السويد دون شروط مسبقة.
وفشلت محاولة لعقد محادثات سلام في جنيف، خلال سبتمبر/ أيلول بسبب تعنت الحوثيين، ووضعهم شروط قبل السفر إلى جنيف. وقال الحوثيون إنهم يريدون ضمانات من الأمم المتحدة بأن طائرتهم لن تضطر للتوقف في جيبوتي ليفتشها التحالف الذي تقوده العربي، بالإضافة إلى طلب الوفد الحوثي، اصطحاب بعض جرحاهم على الطائرة إلى عمان أو أوروبا.
وتشهد اليمن حربًا عنيفة بين القوات الحكومية، مدعومة بالتحالف العربي، من جهة ، ومسلحي جماعة الحوثيين، من جهة أخرى، منذ الواحد والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2014، عقب انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية.
وتدخل التحالف العربي، في العام 2015، لدعم الشرعية في اليمن، وإعادة السلطة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، والقضاء على التمدد الحوثي، المدعومة من إيران في المنطقة.
وخلفت الحرب أوضاعًا إنسانية واقتصادية، هي الأسوأ في العالم، حيث بات 18مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية والإغاثية للبقاء على قيد الحياة، فيما يموت طفل كل عشرة دقائق، بسبب سوء التغذية الحاد، وتفشي الأوبئة والأمراض.