الرئيس الأميركي دونالد ترامب

 أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن "إيران تمول وتسلح وتدرب الإرهابيين والميليشيات التابعة لها، وهي مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان والعراق واليمن وسورية"، معتبرًا أنه "بفضل إيران ارتكب الرئيس السوري بشارالأسد الجرائم بحق شعبه"، داعيًا الى العمل معاً لعزل إيران ومنعها من تمويل التنظيمات الإرهابية"، فيما اعتبر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، "أننا لا نأخذ الشعب الإيراني بجرائم نظامه"، مشيرًا الى أن "هذا يشكل رأس حربة للإرهاب منذ ثورة الخميني عام 79 وحتى اليوم".

جاء ذلك خلال انعقاد القمة التاريخية العربية الاسلامية الأميركية الأولى من نوعها والتي أنهت أعمالها قبل قليل في الرياض. وكان العاهل السعودي افتتحها بكلمة ألقاها بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن "الدول المشاركة في القمة شريك مهم في محاربة التطرف والإرهاب". وأضاف الملك سلمان: "سنتعاون في القضاء على الإرهاب بكل صوره وأشكاله"، مشدداً على أن الدين الإسلامي كان وسيبقى دين الرحمة والتعايش والسلام"، مشيرًا الى أن "بعض المنتسبين للإسلام يشوهون الدين".

وأضاف خادم الحرمين الشريفين أن "مشاركة الرئيس ترامب في القمة توضح اهتمام واشنطن بالمنطقة". وقال: إننا "نرفض وندين فرز الشعوب على أساس ديني أو طائفي"، مضيفاً: "النظام الإيراني وحزب الله والحوثيون وداعش والقاعدة متشابهون، موضحا: لا نأخذ الشعب الإيراني بجرائم نظامه. وقال الملك سلمان: "نؤكد عزمنا القضاء على تنظيم داعش وكل التنظيمات الإرهابية أيا كان دينها أو مذهبها أو فكرها". وأعلن عن قيام "المركز العالمي لمكافحة الارهاب والتطرف".

ثم ألقى الرئيس الأميركي في كلمة خلال القمة مخاطباً من خلالها العالم العربي والإسلامي، حيث شكر من خلالها المملكة العربية السعودية على الضيافة الرائعة منذ لحظة وصوله، وقال: "اليوم نبدأ فصلا جديدا في الشراكة مع السعودية"، مضيفاً أنه يقدم رسالة صداقة وأمل وحب باسم الشعب الأميركي. واضاف ترمب، مخاطباً زعماء يمثلون نحو 55 دولة عربية وإسلامية، إنه يهدف لإقامة تحالف يقضي على التطرف تماماً، مشيراً إلى أنه يهدف إلى السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة وبقية أنحاء العالم.

ونوه ترمب إلى أن المستقبل الأفضل في المنطقة يعتمد على طرد الإرهابيين، مشيراً إلى أن السعودية والتحالف الإقليمي قاموا بعمل كبير ضد المتمردين في اليمن، ويجب أن تضمن الدول الإسلامية أن الإرهابيين لن يجدوا ملاذا آمنا. وقال ترامب: إننا "ملتزمون بتعديل استراتيجيتنا لمواجهة أخطار الإرهاب، ويجب أن نعمل على قطع مصادر التمويل للتنظيمات الإرهابية"، وأشار إلى أن "الدول الإسلامية يجب أن تتحمل المسؤولية الكبرى في هزيمة الإرهاب". وأضاف: "نحن مستعدون للوقوف معكم للبحث عن المصالح المشتركة"، مضيفاً أن "هذه القمة ستعلن بداية نهاية من ينشر الإرهاب".

وتعهَّد بأن "يعزز صداقات الشعب الأميركي وأن يبنى تحالفات جديدة"، مشيراً إلى أن "الاتفاقات الموقعة مع السعودية ستؤمن آلاف فرص العمل في البلدين، كما أن اتفاقات التعاون العسكري ستساعد الجيش السعودي على لعب دور أكبر." وقال ترامب: "سوف نقوم بخطوة تاريخية الليلة بافتتاح مركز مكافحة التطرف في الرياض، موجهاً الشكر للملك سلمان على ريادته الرائعة، ومؤكداً أن المركز الجديد يوضح أن المسلمين عليهم الدور الأكبر في محاربة الإرهاب".

وقال ترامب: "لسنا في معركة بين الأديان إنما في معركة بين الخير و الشر.. فعندما ننظر لضحايا العنف لا ننظر إلى دينهم"، مشيراً إلى أن مسيرة السلام تبدأ هنا في هذه الأرض المقدسة"، مشيراً إلى أن السعودية وطن لأقدس الأماكن الدينية التي يؤمها المؤمنون من كل أرجاء العالم".  وأشار ترامب إلى أن "نحو 95% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين"، مضيفاً: "نحن مستعدون للوقوف معكم للبحث عن مصالح وأمن مشتركة، وعلينا أن نتوحد خلف هدف واحد هو هزم الإرهاب والتطرف"، وأكد أن "حزب الله وحماس وداعش وغيرهم يمارسون نفس الوحشية، ويجب أن يشعر أي مؤمن بالإهانة عندما يقتل إرهابي شخصا باسم الرب". وقال إن "ذبح الأبرياء باسم الدين إهانة لأتباع كل الأديان".

وشدد الرئيس الأميركي على أن "مستقبل المنطقة لا يمكن تحقيقه من دون هزيمة الإرهاب والأفكار الداعمة له، مشدداً على أن الشرق الأوسط يجب أن يتحول إلى أحد مراكز التجارة العالمية"، مضيفاً أن "هذه القمة تمثل بداية السلام ليس فقط في الشرق الأوسط بل في العالم، ودول الشرق الأوسط عليها أن تقرر ما هو المستقبل الذي تريده".

ولفت الرئيس الأميركي الى أن "القادة الدينيين يجب أن يساهموا في توضيح خطر الأفكار الإرهابية، حيث أنه يجب مواجهة أزمة التطرف بكل أشكاله"، مؤكداً أنه "يجب دعم ثقافة التعايش واحترام الآخر في الشرق الأوسط". وعن الأزمة السورية، قال الرئيس الأميركي "يجب أن نعمل معا لإنهاء الأزمة الإنسانية في سورية والتخلص من داعش"، منوهاً أنه لا يمكن انطلاق الشرق الأوسط نحو المستقبل إلا إذا تحرر مواطنوه من الإرهاب.