القدس - ناصر الاسعد
وقعت اشتباكات بين فلسطينيين ومستوطنين يهود والشرطة الإسرائيلية في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، الذي كان نقطة نزاع خلال الأشهر الماضية. واستخدمت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص الاسفنجي ضد فلسطينيين محتجين على إخلاء محتمل للعديد من الأسر التي عاشت هناك منذ عقود. وكانت القضية عاملا رئيسيا في تصاعد التوترات التي أدت إلى نشوب صراع الشهر الماضي في قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن مستوطنين اعتدوا ليل الاثنين، على أهالي الحي، واعتقل جنود إسرائيليون شابين وأصابوا 20 مواطنا خلال تفريقهم الأهالي. وأضافت الوكالة أن عددا من سكان الحي أفاد بأن مستوطنين هاجموا المنازل بالحجارة، بحماية من القوات الإسرائيلية، "الأمر الذي تسبب في حالة من الرعب خاصة في صفوف الأطفال".
ونقلت الوكالة على لسان عدد من سكان الحي أن المستوطنين "أحرقوا منزل عائلة القاسم ومنعوا الشبان من إخماد النيران، في حين أطلق الجنود الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المواطنين واعتدوا على آخرين بالضرب وبغاز الفلفل". و أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا من المحتجين الفلسطينين هاجم منازل بعض السكان الإسرائيليين في الحي بالحجارة. كما أفادت الشرطة الإسرائيلية بأن امرأة أصيبت في رأسها من قبل محتجين فلسطينيين كانوا يلقون الحجارة باتجاه منزلها. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها الطبية تعاملت مع 20 إصابة جراء اعتداء القوات الإسرائيلية على أهالي الحي.
وأشارت إلى أن المستوطنين ألقوا الحجارة على سيارة إسعاف تابعة لها، بينما استهدفت قوات إسرائيلية سيارة إسعاف أخرى للجمعية بالمياه بشكل مباشر. في غضون ذلك، وصل صباح يوم الثلاثاء وفد من الاتحاد الأوروبي إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون ايرز مع الجانب الإسرائيلي. وقالت مصادر مطلعة إن الوفد سيلتقي بقادة حركة حماس في مسعى أخير من أجل العمل على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومنع تدهور الوضع، لا سيما بعد الإعلان يوم الاثنين عن فشل اللقاء الذي جرى بين الحركة ووفد من الأمم المتحدة.
وكان يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، قد وصف اللقاء بوفد الأمم المتحدة، ممثلا في مبعوثها لعملية السلام في الشرق الأوسط، بـ "السيئ للغاية وعدم الإيجابي مطلقا"، وأنه لا توجد بوادر لحل الأزمة الإنسانية في القطاع، وبأن إسرائيل تحاول إبتزاز الفلسطينيين في قضية التخفيف من الحصار، على حد تعبيره. وقال السنوار في تصريح له عقب اللقاء: "أبلغنا ممثلي الأمم المتحدة بأننا نرفض الابتزاز الإسرائيلي ولقاؤنا معهم كان سيئا للغاية وغير إيجابي بالمطلق، ونحن سنعقد إجتماعا مع كافة القوى الفلسطينية لنقرر خطوتنا التالية". وقالت بعض المصادر المحلية إن وفد الأمم المتحدة جاء حاملا رسالة من الجانب الإسرائيلي لقيادة حركة حماس في غزة مفادها أنه لن يتم تخفيف الحصار وفتح المعابر وإدخال أموال المنح والمساعدات الدولية، وخاصة القطرية، وما يتعلق بالإعمار إلا بعد الكشف عن مصير الجنود الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة، وهو الأمر الذي ترفضه حماس وتطالب بفصل الملفين عن بعضهما.
قد يهمك ايضا
مُنظِّمة التحرير الفلسطينية تُدين باستدعاء إسرائيل طفلًا للتحقيق معه