معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني والحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق

تشهد مدينة المخا غربي محافظة تعز معارك عنيفة بين قوات الجيش اليمني مسنودًا بالتحالف من جهة، والحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من جهة أخرى، حيث قصفت مقاتلات التحالف معظم المواقع العسكرية التابعة إلى معسكر خالد بن الوليد والممتدة من الموزّع حتى مفرق المخا.

وقتل القيادي الحوثي محمد هايل سنان المعين مدير مديرية مقبنة من الحوثيين، حيث استهدفت سيارته في غارة جوية شرقي المخا، ما أدى إلى مقتله مع عدد من أفراد حراسته، وتدور معارك عنيفة شرقي المدينة، حيث يحاول الجيش اليمني فرض سيطرته على معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي، وسط قصف جوي ومدفعي عنيف, وأعلنت القوات اليمنية، الأسبوع الماضي، استكمالها تحرير ميناء ومدينة المخا، التابعين إداريًا إلى محافظة تعز، بعد معارك مع "الحوثيين"، والقوات الموالية لهم.

 استمرت أسابيع، وتقع المخا على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب مدينة تعز٬ على ساحل البحر الأحمر٬ ولا يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة تقريباً٬ واكتسبت شهرة تاريخية لأنها كانت الميناء الذي يصدر البن اليمني الشهير ما بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر٬ حينما كان الميناء مزدهراً٬ خاصة في عهد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن٬ وتحديداً في شمال وغرب البلاد.

وقصفت قوات الحوثيين بصواريخ الكاتيوشا، قرى جبل حبشي غربي تعز، ودفعت القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بتعزيزات عسكرية إلى الجبهة الغربية، بهدف استعادة قرية تبيشعة، التابعة لمديرية جبل حبشي، والتي سيطر عليها "الحوثيون"، الجمعة.

وكشف المدير التنفيذي لمركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، نشوان الجلدوي، أن قوات الحوثيين فجّرت منازل في قرية تبيشعة التابعة إلى مديرية جبل حبشي، وتضررت جراء التفجيرات منازل مجاورة للمنازل التي فجرها الحوثيين بعد إخراج النساء والأطفال منها بقوة السلاح وتشريدهم.

وأوضح الجلدوي أن قوات الحوثيين تفرض حصارًا خانقًا على قرى جبل حبشي وقطعت الطرق والمنافذ الرئيسية، ما تسبب في تفاقم الوضع الإنساني في القرى التي يتواجد فيها عشرات الآلاف من سكانها والنازحين إليها وباتت القرى معرضه إلى كارثة إنسانية نتيجة عدم توفر مستلزمات العيش، حيث يضطر السكان إلى حمل المواد الغذائية على ظهورهم بطرق شاقه ووعرة وخطيرة، منوهاً إلى أن الحصول على المواد الغذائية في قرى جبل حبشي بات أمرًا بالغ الصعوبة ومكلف بقدر لا يحتمله السكان والنازحين الذين يعانون من وضع إنساني واقتصادي صعب.

وأشار الجلدوي إلى أن مليشيات الحوثيين بحربها في محافظة تعز مارست ابشع الانتهاكات وتعمدت حصار المدينة وقراها وتفجير منازل من يعارضونها، في ظل الاعتقالات الخارجة عن القانون وتعذيب المعتقلين في انتهاك واضح بحق القانون الدولي والقوانين اليمنية والأعراف، ومبيّنًا أن مليشيات الحوثي صادرت كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والطبية التي كانت في طريقها إلى تعز ومقدمة من منظمات دولية وإقليمية منذ بداية الحرب وتعمدت سياسة الحصار الذي يستهدف المدنيين الأبرياء وقصف الأحياء السكنية المدنية بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون والمدفعية إضافة إلى تعمّد استهداف المدنيين بالأسلحة الثقيلة والقناصة.

وطالب الجلدوي المنظمات الدولية والأمم المتحدة بالالتفات إلى ما تقوم به مليشيات الحوثي في تعز من انتهاكات وجرائم حرب لا ينبغي كف أبصار العالم عنها فالسكوت عنها بمثابة دعمها وتشريع تكرارها واستمرارها بحق الأبرياء، وتشن القوات الموالية لـ"الحوثيين" هجمات مكثفة في جبهات جبل حبشي وحيفان، وعدد من الجبهات المحيطة بمدينة تعز، لإحراز تقدم عسكري، وتعد القوات التي تقاتل "الحوثيين" في تعز قوات محلية، لها قيادات عسكرية من ذات المحافظة، بينما القوات التي تقاتل في باب المندب والمخا قوات من المحافظات الجنوبية، لها قيادات عسكرية جنوبية ولقيت تدريبات ودعمًا إماراتيًا كبير ،وهذا ما تفتقر إليه القوات المحلية في تعز، وفي يناير / كانون الثاني الماضي، قتل 142 شخصًا، وجرح 477 آخرين، بينهم نساء وأطفال، جراء القصف العشوائي من قبل مليشيات "صالح" و"الحوثي" على الأحياء السكنية في تعز، حيث قُتل 23 طفلاً، وجُرح 62 آخرين، كما قتلت ثماني نساء، وأصيبت 18 أخريات. وبلغ عدد قتلى الرجال 111 شخصًا، إضافة إلى إصابة 397 آخرين، وكانت أغلب الإصابات خطرة، بحسب تقرير لـ"ائتلاف الإغاثة".