عدن - صالح المنصوب
يعيش العمال في مدينة عدن العاصمة المؤقتة لليمن، أوضاعًا صعبة ومعاناة شديدة بسبب الوضع الاقتصادي للبلد. ولأنها اصبحت منطقة أمنه يتوافد اليها العمال من شتى محافظات البلد, أملا في الحصول على عمل لتوفير لقمة العيش لأسرهم , يتجمع العمال في الأرصفة المشهورة بطلب العمل , لعلهم يحصلون على صاحب عمل يبعد عنهم شبح البطالة.
عمال أصحاب مهن مختلفة بسبب حال البلد التي تمر بالحرب, كُتب لهم ان يكتووا بنارها , فسوق العمل بعد الحرب توقف والوضع الاقتصادي مزرٍ جداً , يقول أحد العمال في جولة القاهرة في عدن انه قدم من محافظة البيضاء , بعد ان شردتهم الحرب , للبحث عن عمل لعله يحصل على بعض المال , لارساله الى اسرته المشردة والنازحة من مناطق تشهد مواجهات بين فترة واخرى.
واضاف أنهم تارة يحصلون على عمل، وايامًا يبقون عاطلين يصرفون , ما جمعوه في ايام العمل , وتبقى اسرهم تنتظر ارسال اموال لسد حاجاتهم , واصبحنا في وضع لم يتبقَّ أمامنا الا الانتحار.
عمال أخرون افادوا ان سوق العمل تدنى , وان الحال ضاق بهم لأن معظم أيامهم يقضونها على الارصفة , ينتظرون قادم يطلب عمال , لكن لم يكن لهم خيار غير طلب العمل لعلهم يجدون بعضًا من المال للإنفاق على اسرهم , التي اوجعها شبح الحرب .
هناك أسر في عدن تعيش حالة مأساوية , ولم تجد ما تقتات به , ولم يعرف بحالها ووضعها أحد، لكنها تلجأ الى ارسال اطفالها للتسول للبحث عن المال لتوفير العيش الضروري للأسرة . هكذا قال اكاديمي في جامعة عدن ان الناس تجوع وتعاني لكن لم يجد من ينقذها مما هي فيه.
ويقول محمود سالم ان الحكومة تتفرج عليهم , ولم يعد يهمها أمر المواطن لأنها لم تعالج أي مشكلة من مشاكلة المتراكمة ومنها البطالة , والاهتمام وتلمس هموم الأسر الجائعة.
اما المتقاعدون من ضباط وعسكريين فإنهم يقعدون أمام مكتب البريد يفترشون الارصفة منتظرين الأمل بصرف رواتبهم , التي لم يتسلموها منذ شهور, فعلى الكورنيش في مدينة ريمي يعتكف الكثير, بعضهم شيوخ خدموا الوطن لسنوات طويلة و كانوا رجال القوات المسلحة والقوى الجوية والدفاع الجوي وعيون الوطن الساهرة.
يقول أحد الضباط المتقاعدين انهم في الكورنيش, مع الخيام والزحام بالعشرات, يفترشون الطرقات بحثا عن رواتبهم ,وقد ضاق بهم الحال واصبحوا مشردين في الشوارع ولم يأتِ اليهم احد لينظر في قضيتهم. وملوا كل شيء .
ويضيف: نريد حلاً عاجلاً لصرف رواتبنا نحن مؤجرون منازل, ولدينا التزامات وعائلات واطفال, ونحن لنا ثلاثة أشهر والبعض اربعة اشهر من دون مرتبات.
كما نبه احد المتقاعدين كل المسؤولين, انه اذا تشردت عائلاتهم واطفالهم واصبحوا يبحثون عن رغيف الخبز, فأنهم عندها مضطرون ان يدافعوا عن حقوقهم وكرامتهم باي طريقة يرونها, و ستحدث قلاقل وفوضى .
هكذا هو الحال المتقاعدين في اليمن , لم تقدم الحكومة لهم أي حلول بالرغم من سنوات الخدمة , متناسين ان أسرهم تعيش من هذا الراتب , وهو ما تبقى من أمل لديهم .