دمشق _ نور خوام
تشهد منطقة البوكمال الواقعة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، عند الضفة الغربية من نهر الفرات، هجوما متواصلا من قِبل تنظيم "داعش"، وأكدت مصادر أن هذا الهجوم الذي ينفذه تنظيم "داعش" منذ فجر الجمعة على مواقع القوات الحكومية وحلفائها من القوات الإيرانية وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، يعدّ الهجوم الأعنف منذ خسارة التنظيم للمدينة، وتمكُّن النظام وحلفاؤه حينها من استكمال وصل طريق طهران-بيروت البري، وتمّ رصد استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، مترافقة مع دوي ما لا يقل عن 10 انفجارات عنيفة في أطراف مدينة البوكمال وضواحيها، ناجمة عن تفجير 6 من عناصر التنظيم لأنفسهم بأحزمة ناسفة وتفجير الأربعة المتبقين لأنفسهم بعربات مفخخة، مستهدفة مواقع للقوات الحكومية وحلفائها، لتوقع المزيد من القتلى والجرحى، بينما لا تزال الطائرات الروسية مستمرة في عدم المشاركة في صد هجمات التنظيم على المواقع الإيرانية ومواقع القوات الحكومية في المدينة وأطرافها وضواحيها.
وتمّ توثيق فجر الحمعة، مقتل 18 على الأقل من عناصر التنظيم من ضمنهم 10 فجروا أنفسهم بعربات مفخخة وأحزمة ناسفة، بينما قتل 25 على الأقل من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها هم 12 من السوريين والميليشيات السورية الموالية لإيران و5 من الميليشيات العراقية والبقية من القوات الإيرانية والميليشيات الآسيوية التابعة لها، كما أصيب العشرات من الطرفين بجراح متفاوتة الخطورة، إذ لا تزال أعداد الخسائر البشرية قابلة للازدياد لوجود جرحى بحالات خطرة واستمرار الاشتباكات بشكل عنيف بين الطرفين، مترافقة مع استهدافات مكثفة ومتبادلة على محاور القتال.
ويعد الهجوم هو الأعنف منذ خسارة التنظيم وجوده في البوكمال والضفاف الغربية لنهر الفرات في مطلع كانون الأول / ديسمبر من العام الماضي 2017، بعد هجوم عنيف حينها من قبل القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من حزب الله اللبناني والقوات الإيرانية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية بدعم روسي بري وجوي حينها، وبقيادة الجنرال الإيراني البارز وقائد فيلق القدس الإيراني، وتمكنهم من فتح طريق طهران-بيروت البري، وتمكنت القوات الحكومية المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، من استعادة السيطرة على معظم المواقع التي سيطر عليها عناصر تنظيم "داعش" خلال هجومه العنيف الذي استهدف جبهة بطول 100 كلم موازية للضفة الغربية لنهر الفرات، من غرب البوكمال إلى شرق الميادين، إذ تمكنت القوات الحكومية من معاودة الهجوم ما أجبر التنظيم على ترك مواقعه والانسحاب نحو البادية، للحيلولة دون وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوفه، ليتمكن من معاودة الهجوم خلال الأيام المقبلة، إذ يهدف التنظيم من هذه الهجمات المتكررة لإرباك النظام وتشتيته وإيقاع أكبر من الخسائر البشرية في صفوفه وحلفائه من الجنسيات السورية وغير السورية.
ومع تصاعد أعداد الخسائر البشرية فقد ارتفع إلى 1233 عدد على الأقل ممن تمّ توثيقهم من الطرفين، في محافظات دمشق ودير الزور وحمص إذ قُتل 748 على الأقل من القوات الحكومية وحلفائها السوريين وغير السوريين، في المعارك ببادية البوكمال وريف دير الزور وجنوب العاصمة دمشق وأطراف شرق حمص، كذلك قتل 485 على الأقل من عناصر تنظيم "داعش" في المعارك ذاتها، منذ انتعاش التنظيم في الـ13 من شهر آذار/مارس الماضي، كما أصيب العشرات من الطرفين، بعضهم لا تزال جراحهم خطرة، إضافة إلى وجود مفقودين وأسرى من الطرفين.
محافظة حمص
تُواصل القوات الحكومية عملية استنفارها في الريف الشمالي لحمص، بالتزامن مع استنفار أمني داخل المناطق التي جرى فيها اتفاق التهجير قبل أسابيع، في أعقاب تنفيذ عملية اغتيال طالت أعضاءً من لجان "المصالحة" في شمال حمص، إذ أطلق المسلحون المجهولون النار على عضوين اثنين وهو ما تسبب بوفاة أحدهما وإصابة الآخر، وهما من العائلة ذاتها، إذ تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها في الريف الشمالي لحمص، بعد تنفيذ عملية التهجير التي جرت خلال الأسابيع الماضية باتفاق بين الفصائل العاملة في شمال حمص وجنوب حماة وممثلين عنها من جهة، والقوات الحكومية والجانب الروسية من جهة أخرى.