صنعاء _ خالد عبدالواحد
تصدّت القوات الحكومية اليمنية، بدعم من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم السبت، لمحاولة تسلل فاشلة لمسلحي جماعة الحوثيين، إلى مواقعها في جبهة الساحل الغربي بمحافظة الحديدة غربي اليمن، وكشفت مصادر عسكرية أن القوات تمكنت من إفشال محاولة تسلل في منطقة الجاح في جبهة الساحل الغربي جنوب محافظة الحديدة، عقب معارك عنيفة بين الطرفين، تكبّد الحوثيين خلالها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وفي سياق متصل، اعتقلت القوات الحكومية، عشرات الحوثيين من أبناء مدينة التحيتا جنوب محافظة الحديدة على خلفية اشتراكهم في مهام أمنية لصالح الجماعة، وقالت مصادر محلية، إن قوات الشرعية اعتقلت نحو 35 من المشتبه انتماؤهم للحوثيين بتهم رفع إحداثيات عن مواقع القوات الحكومية والتعاون مخابرتيًا من الداخل، بينما العنت القوات اليمنية، مقتل 10مدنبين وجرح 40 آخرين خلال اليومين الماضيين في مدنية التحيتا نتيجة قصف مليشيا الحوثي المدينة بقذائف الهاون.
وفي السباق ذاته، أكد وزير الخارجية اليمني خالد حسين اليماني، أن إيران عملت على استغلال جزر غير مأهولة في البحر الأحمر، لتهريب، الأسلحة والصواريخ الباليستية للحوثيين، وقال "إن الأدلة التي رصدها التحالف العربي، والتقارير التي قُدمت إلى عدد من الدول الحليفة تكشف أن الإيرانيين نفّذوا عمليات إنزال في جزر قرب الساحل الغربي لليمن، مؤكدا، إن الحوثيين يقومون لاحقًا بتهريب ما يجري جلبه إلى الداخل اليمني"، وأوضح أنه يجري أحيانًا التحفظ على بعض تلك الحمولات، إلا أنه أشار إلى صعوبة مراقبة تلك المساحات الشاسعة.
ووجّه رئيس المجلس السياسي الأعلى في جماعة الحوثيين مهدي المشاط، رئيس حكومة صنعاء، غير المُعترف بها، دوليا، رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعوه فيها للعب دور في الملف اليمني، في حين التقى ما يسمى رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي بالسفير الفرنسي لدى اليمن.
وقال المشّاط في الرسالة إن التحالف العربي، يريد إدخال اليمن في حرب داخلية وتفتيته على أسس طائفية خدمة للمشاريع الغربية الأميركية حتى يتسنى لها التحكم في قرارها السياسي والاستيلاء على ثرواتها ومقدراتها، وتحويلها إلى دويلات متناحرة تدور في الفلك الأميركي والصهيوني، بحسب وكالة سبأ التابعة للحوثيين.
وأضافت الرسالة "أن معركة الساحل الغربي التي تقودها الإمارات للسيطرة على ميناء ومدينة الحديدة ما هي إلا جزء من المؤامرة التي تُحاك لليمن ولدول المنطقة، لإحكام السيطرة على الجزر والمنافذ والممرات البحرية الحيوية في العالم وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة أميركية بامتياز يمكن من خلالها التحكم في جزء من حركة التجارة العالمية وخطوط نقل الطاقة"، كما عبّر المشاط عن أمله "في أن يكون لروسيا بحكم موقعها وتأثيرها الدولي، دور بارز في وقف العدوان وفك الحصار عن الشعب اليمني، والعمل على إنجاز تسوية سياسية عادلة وشاملة تحقق تطلعات الشعب اليمني وتضمن الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة برمتها"
من جانب آخر، التقى ما يُسمى رئيس اللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، في العاصمة صنعاء شمالي البلاد، السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو، وقالت "سبأ" الحوثية إن الحوثي لفت إلى تخلي المجتمع الدولي عن الحقوق والقوانين ومواثيق الأمم المتحدة تحت إغراء المال السعودي، وإفساحه المجال للأنظمة الرجعية كالسعودي والإماراتي أن تعبث باليمن البلد الديمقراطي، حسب قوله.
وأضاف أن " الشعب اليمني تطلع إلى ديمقراطية حقيقية عبر اتفاق السلم والشراكة الذي حظي بإقرار من مجلس الأمن ومجلس التعاون الخليجي، باعتباره الاتفاق الذي يعد المرجعية القانونية بعد انتهاء المبادرة الخليجية التي انقضت مدتها ونفذت بنودها وانتهت"، كما أبدى استغرابه من تمسك المجتمع الدولي بالمبادرة الخليجية والذي يعد تناقضا كبيرا حسب قوله.وقال محمد علي، أن السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا والدول التي تقف إلى جانبهم في مجلس الأمن وصوله إلى الحل الحقيقي.ودعا فرنسا إلى أن يكون لها دور حيادي خصوصًا مع وجود الرئيس ماكرون الذي يبدو منفتحا في علاقاته وحواراته بشأن القضايا المصيرية الكبرى.
من جهة أخرى، عرض المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن غريفيث على وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، معلومات عن مباحثاته مع جميع الأطراف بشأن النزاع في اليمن.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان لها، أن بومبيو شكر غريفيث، على جهوده الرامية إلى تقديم حل دبلوماسي للوضع في مدينة الحديدة (غربي اليمن)، لتجنب المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية.وأعرب الوزير الأميركي، خلال لقائه المبعوث في العاصمة الأميركية واشنطن، عن أمله في أن تتمكن جميع الأطراف من التوصل إلى اتفاق سياسي شامل يحقق السلام والازدهار والأمن لليمن، بحسب نويرت.