عدن ـ عبدالغني يحيى
هزَّت انفجارات عنيفة مساء اليوم الاثنين شمال العاصمة اليمنية صنعاء . وحسب مصادر محلية فإن مقاتلات التحالف العربي شنَّت عددًا من الغارات الجوية على قاعدة "الديلمي" الجوية بالقرب من مطار صنعاء الدولي. وأكدت المصادر ان مقاتلات التحالف ما تزال تحلق في اجواء العاصمة صنعاء. وتزامنت الغارات مع مواجهات مسلحة اندلعت بين المقاومة الشعبية والحوثيين في عدة مواقع من جبهة كرش شمال لحج. وقالت مصادر عسكرية إن الطرفين استخدما في المواجهات كافة أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة .
وأشارت الى أن هناك وتيرة عالية لدى أفراد الجيش اليمني وصمود بطولي. وقد تصدَّت القوات اليمنية محاولة تسلل عناصر حوثية وأصيب أحد أفراد كتيبة الشهيد القائد عبدالكريم القطيبي واسمه ثابت فهمي العبدلي بشظية في رأسه في موقع تبة الشهيد.
وسقط قتلى وجرحى من الإنقلابيين في قصف مدفعي عنيف استهدف تجمعاتهم في بيحان في شبوة. وحسب مصادر ميدانية فقد شنت مدفعية الجيش المتمركزة في جبهة "الساق" ببيحان قصفاً مدفعياً عنيفا استهدف تجمعا للمليشيا في موقع الدقيق ما أسفر عن سقوط عددا من القتلى والجرحى.
وتمكنت القوات الحكومية اليوم الإثنين، من السيطرة على جبل استراتيجي في محافظة صعدة شمالي اليمن. وقال محافظ صعدة اللواء هادي طرشان الوائلي، إن أفراد اللواء 102، تمكنو من السيطرة على جبل شعير الاستراتيجي في مديرية باقم . وقدم الوائلي الشكر لقيادة وأفراد اللواء 102على تضحياتهم وبارك التقدم الجديد لقيادة الجيش الوطني.
وأعلنت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي سيطرتها على مواقع جديدة في مديرية "ميدي" الحدودية في حجة شمال غرب البلاد. وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في بيان، "إن قوات الجيش الوطني نفذت هجوما محكما على مواقع الانقلابيين جنوب شرقي مدينة "ميدي" وسيطرت على مواقع تابعة لمليشيات الحوثي وصالح".
وأكد أن الجيش الموالي لهادي قتل عددًا من المسلحين الحوثيين ولا تزال جثثهم في الصحراء، فضلا عن استعادته أسلحة متوسطة وخفيفة. وكان الجيش الموالي لهادي قد أطلق السبت 15 أبريل/نيسان الجاري، عملية عسكرية تحت مسمى "السهم البحري"، تهدف إلى تمشيط سواحل "ميدي" شمال غربي محافظة حجة والجزر التابعة لها من الألغام والمسلحين الحوثيين.
وفي عدن، نفى رئيس الوزراء في الحكومة الشرعية اليمنية احمد عبيد بن دغر صحة انباء صحفية قالت إنها شائعات وتحدثت عن تعديلات وزارية مرتقبة . وكانت معلومات مؤكدة من مصادر في الحكومة الشرعية في الرياض ان الرئيس هادي يعتزم اجراء تغيير وزاري نزولا عند رغبة بعض الاطراف الاقليمية ، التي ترى ان من شان التغييرات والتي كانت ستشمل ايضا قيادات عسكرية التعجيل بحسم المعركة مع ميليشيات الحوثي في جبهات القتال وعلى الصعيد السياسي.
واليوم الاثنين، نقلت وكالة الأنباء الحكومية تصريحات صحفية عن بن دغر قوله : ان الشائعات بشأن التغيير الوزاري اصبحت تتكرر في اوقات محددة ومراحل معينة وبشكل يفضح عن اقنعة من يقفون ورائها، فهي كالعادة تنطلق مع كل انجازات وانتصارات تحققها الحكومة الشرعية لاستعادة الدولة المختطفة، في محاولة بائسة للتغطية على انتكاسات وهزائم من يبتدعوها ويروجوا لها.
ونفى بن دغر جملة وتفصيلا صحة الانباء التي قال ان "مطابخ الانقلابيين الاعلامية تروجها وتتناقلها بعض الصحف والمواقع الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي، بشأن إجراء أي تغيير وزاري في الحكومة". ولم يشر بن دغر إلى أن تفاهمات سعودية اماراتية خلصت الى تاجيل التغيير الحكومي ، اذ يرى مراقبون أنه لا جدوى من التغيير في ظل تباين مشاريع دول التحالف على الارض اليمنية، وهو السبب الحقيقي في اعاقة الحسم وانهاء الحرب وليس تغيير شخوص كقطع الشطرنج، تنفيذا لرغبة في الانتقام والاقصاء وليس لمكافحة فساد او تصحيح مسار واداء الحكومة الشرعية.
وأشار رئيس الوزراء في تصريح لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، الى ان ذلك السلوك البدائي في "تغطية عين الشمس بغربال، لم يعد ينطلي على أحد"، فما يتحقق من انتصارات للجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم اخوي من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتقدم المستمر وبثبات نحو انهاء الانقلاب لن يوقف عزمها وتصميمها مثل تلك الشائعات المسمومة.
وأعلنت مديرة مكتب البنك الدولي في اليمن، ساندرا بليمينكامب، أن البنك المركزي اليمني غير قادر حالياً على أداء وظائفه الرئيسية لدعم الاقتصاد، وهذا يؤثر سلباً على قدرة اليمن على تمويل الواردات الغذائية التي كان البنك يساندها في الماضي، وهذا أيضاً يزيد من المعاناة الإنسانية الناجمة عن الصراع. وأكدت استعداد البنك الدولي لدعم أي مبادرة يمكنها أن تستعيد جهازاً مصرفياً موحداً يخدم الاحتياجات الاقتصادية للشعب اليمني.
وأوضحت إن البنك يشعر بقلق عميق إزاء المستويات المروعة لانعدام الأمن الغذائي في اليمن، مشيرة إلى البدء في إعداد خطة لإعادة الإعمار، يتم الشروع في تطبيقها بمجرد انتهاء الحرب. وأفادت: أنه بمجرد انتهاء الحرب يمكن استخدام جميع أدوات البنك الدولي مرة أخرى لمساعدة الشعب اليمني على النهوض والتعافي، وسيكون دور البنك حينها هو المساعدة على جعل السلام دائما، من خلال توفير الموارد المالية والمشورة والدعم الفني للحكومة لتتمكن من معالجة أسباب الصراع، وخلق فرص عمل لليمنيين، والمساهمة في نهاية المطاف في تمهيد طريق اليمن نحو تحقيق الاستقرار الذي ينشده الجميع.