خالد عبدالواحد - صنعاء
يعمل قاسم عبده حمود، سباكًا في العاصمة اليمنية صنعاء شمال اليمن، منذ اكثر من عشرين عامًا، وقاسم ذو 60 عاما والذي ينتمي إلى محافظة اب، يسكن مع عدد من أصحاب قريته في غرفة، بصنعاء ومصاب بالسكري ، لكنه لم يتوقف عن العمل ، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها مع اسرته. فيوم يجد عمل ويجلس في غرفته اياما بدون عمل بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تشهدها البلاد.
وأضاف قاسم في تصريحات خاصة إلى "اليمن اليوم" أن الظروف المعيشية الصعبة اجبرته على مغادرة منزله واسرته، باحثا عن الطعام والمال لشراء الحاجيات الضرورية. وتابع "أجلس أسابيع لا اجد عملا بسبب ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد جراء الحرب."، مشيرًا إلى أن الحرب اوقفت الأعمال وحرمتهم، ابسط ما يبحثون عنه، " لقمة العيش ". وعن عيد العمال قال قاسم" أي عيد ولأي عمال في اليمن، فكل الأشغال توقفت، ودمرت المصانع ونهبت الرواتب.
وأكد أن العامل اليمني، يحتفي مع اسرته بجوعهم وعطشهم ، وحاجتهم إلى ما يقيهم من الموت وجوعا. وعبدالواحد موظف لم يستلم مرتبه منذ عامين، يحتفل بعيده على الرصيف مع فأسه ينظر في المشاة ، لعل من يمر يدعوه إلى عمل يوفر القوت من خلاله لاهله، لينقذهم من الموت جوعا.
وقال عبدالواحد، إنه مستعد أن يعمل بأجر مهما كان قليلا ليعود إلى أهله بكسرة خبز يسدون بها جوعهم. وأضاف عبدالواحد الذي يعمل معلما أنه لم يستلم راتبه منذ نحو عامين، ولا يجيد أي مهنة اخرى، مشيرًا إلى أن الحرب اجبرته على شراء فأس، والخروج إلى سوق العمل. وتابع " إذا كان راتب العامل اليومي عشرة دولارات يوميا فأنا مستعد للعمل بدولارين فقط".
والناشط الاجتماعي فارس امين، قال إن الحكومتين في اليمن ، ( المجلس السياسي الأعلى للحوثيين) والحكومة الشرعية ، اعلنتا الثلاثاء اجازة رسمية بمناسبة عيد العمال. وأضاف "لكنهما اختلفتا على من يدفع مرتبات هؤلاء العمال الذين يفتقرون لابسط مقومات الحياة. وأردف" عمال اليمن في يومهم العالمي "بلا عمل"، مشيرًا إلى "أن العمال اليمنيون يستقبلون عيدهم في أجواء تكسوها المعاناة حيث إن العامل يفتقر لأبسط سبل العيش الكريم".
وأكد أن حال العمال اليمنيين لايختلف عن حال أغلب أبناء الشعب اليمني في ظل تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة استمرار الحرب والحصار. وبين أن توقف الموظفين عن العمل في الشركات والمصانع وغيرها من المهن والحرف الذي تُنسب للعامل، تسبب في أزمة إنسانية واقتصادية صعبة.
وواصل الصحافي اليمني أديب الشهلي، أن احتجاز موظفين عُمال لدى وطنهم جريمة يرتكبها مخالفي أنظمة مراعاة حقوق الناس. وأضاف أن "جماعة الحوثيين تحتجز رواتب العمال، وأنهم لم يكتفوا بسرقة مرتبات عمال اليمن بل يقومون بإقصائهم وفصلهم من أعمالهم واتهامهم بانهم مرتزقة ومنافقين ودواعش "، واتهم الجماعة بسرقة المعونات والمساعدات المقدمة من المنظمات الإنسانية والإغاثية .
وبيّن أمير فضل الناشط الحقوقي، أن عمال اليمن يعيشون بدون مرتبات وبدون عمل منذ سنوات بعد أن نهبها عملاء إيران الحوثة الذين يعدون أكبر كارثة على اليمن وتحديدا على ملايين العمال الشرفاء. وقال لا يجد عمال اليمن ما يحتفلوا من أجله، فمرتباتهم الحكومية منقطعة منذ عام ونصف العام والقطاع الخاص تعرض للنهب والسلب بعد أن طال التدمير معظم المنشآت والمصانع، فتم إغلاقها.
والناشطة الاجتماعية سهى المخلافي من جانبها قالت "في عيد العمال هذا العام يمر على عمال اليمن أسوأ أيامهم، وهم بدون رواتب ولا أعمال حرة". ولاتنشط في اليمن إلا مهنة حفر القبور وخياطة الأكفان بعد انقلاب الحوثيين على الحكومة الشرعية، مطلع العام 2015 . بل أضحى أصحاب هذه الحرفة ينظرون إليها فرصة لجمع المال وإيجاد الطعام والشراب.
ومنذ انقلاب الحوثيين، لم يشتهر عنهم إلا فتح المقابر، واحدة تلو الأخرى. وعشرات المقابر أنشأها الحوثيون لقتلاهم الذين سقطوا خلال المعارك مع قوات الجيش اليمني وغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي. والعشرات من العمال وجدوا من استمرار الحرب فرصة لحفر القبور للقتلى، الذين يسقطون يوميا. واعلنتا الحكومة الشرعية، وجماعة الحوثيين الثلاثاء إجازة رسمية بهذه المناسبة، لكنهما ، لم يقيما أي فعالية للعمال احتفاء بعيدهم.