مقاتلات التحالف

شنَّت طائرات التحالف العربي فجر اليوم الأحد، غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في مدينة ذمار، وسط اليمن. وأوضحت مصادر محلية، أن الطيران شن 3 غارات ، على  ملعب لكرة القدم، وسط مدينة ذمار، بالتزامن مع تحليق مكثف في سماء المدينة، حيث خرقت الطائرات خلالها حاجز الصوت.

 وحسب المصادر فإن طيران التحالف استهدف مركبات عسكرية وتجمعات لمليشيات الحوثي في الملعب الرياضي في محافظة ذمار. وأشارت إلى أن الميليشيات حولت الملعب سابقاً إلى ساحة لجمع المقاتلين وتدريبهم قبل إرسالهم إلى جبهات تعز والبيضاء.

واستعادت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، السبت، مواقع عسكرية في محيط منطقة كرش، التابعة لمحافظة لحج جنوبي اليمن، فيما تمكنت قوات الشرعية من إعادة فتح الطريق الرابط بين محافظتي عدن ولحج وتعز، في الوقت الذي شهدت فيه الأخيرة مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية من جهة، وبين مليشيات جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) والقوّات المتحالفة في عدة جبهات من جهة أخرى.

وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في منطقة كرش، قائد نصر، إن قوات الشرعية هاجمت مواقع الانقلابيين في الجهة الشمالية الغربية، والشمالية الشرقية في كرش، وتمكّنت بعد معارك عنيفة ضد الانقلابيين، وبإسناد من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، من السيطرة على عشرة مواقع، هي الأدراع والهشمة والرزينة والصرر وقرن النبيع والساخبر والعسقة وجبل محيرد.

ولفت إلى أن ثمانية من مسلّحي الحوثي وصالح قُتلوا في المعارك، فضلاً عن إصابة آخرين، مضيفاً أن المعارك أسفرت، كذلك، عن مقتل أحد عناصر المقاومة، وإصابة ستة آخرين.

وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد ركن منصور الحساني، إن قوات الجيش الوطني في مناطق مشتركة بين محافظتي تعز ولحج، تمكنت من إعادة تأمين طريق عدن لحج تعز من جهة طور الباحة شمالي لحج، بعد مقتل قائد المليشيات الانقلابية التي قطعت الطريق في وقت سابق، ويدعى مراد القرادي، وملاحقة عناصر المليشيات، وفتح الطريق، وتأمين منطقة سوق الربوع في مديرية المقاطرة جنوبي تعز، والتي تتبع إدارياً لمحافظة لحج.

وذكر الحساني، في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن مليشيات وقوات الانقلابيين قصفت مواقع تمركز قوات الجيش الوطني في مناطق الاحكوم والمقاطرة وحيفان، جنوبي تعز، بصواريخ كاتيوشا. وعلى صعيد متصل، دارت مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية والمقاومة الشعبية ضد مليشيات وقوات الانقلابيين في جبهات عدة في مدينة تعز.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت، بعد اشتباكات ضد المليشيات الانقلابية استمرت عدة ساعات، من كسر هجوم نفذته المليشيات الانقلابية على موقع الشرعية في حذران غربي المدينة، وسط قصف عنيف للمليشيات على مناطق محيطة لجبل هان الاستراتيجي.

كذلك شهدت جبهات الزنوج، شمال غرب المدينة، وجبهات مقبنة، وجبهات الصلو، في أرياف غرب وجنوب محافظة تعز، مواجهات عنيفة بين الطرفين، من دون تقدم لأي طرف، وبحسب المصادر، فإن المواجهات في تلك المناطق انتهت بمقتل عشرة في صفوف الانقلابيين، وإصابة عدد آخر، فيما قتل ستة في صفوف قوات الشرعية وأصيب خمسة آخرون بجروح.

وأقرت مصادر مقربة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح بمقتل احد افراد الحراسة الخاصة بصالح في المعركة المشتعلة على اطراف صرواح بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة وبين عناصر الحرس الجمهوري الموالي لصالح وحلفائهم الحوثيين. وجاء هذا الاعتراف على لسان القيادي المؤتمري المقرب من صالح ، اكرم حجر ، الذي نشر على حسابه في "تويتر" تغريدة يرثي فيها مقتل جبران الحسيني ، احد افراد الحراسة الخاصة بصالح. واوضح القيادي المؤتمري ، الذي يعده البعض احد اهم المصادر الاستخباراتيه المقربة من صالح ، بأن “الحسيني” قتل يوم امس في المعارك الدائرة في صرواح.

واعتبر نشطاء اعلاميون بأن هذا الاعتراف يدل بما لا يدع مجال للشك بأن معركة صرواح معركة مصيرية للرئيس السابق الذي زج بكتائب من حراسته الخاصة لاستعادة صرواح التي اجتاح معظم مناطقها الجيش الوطني وقتل على اثرها العشرات من المواليين لصالح ومقاتلي المليشيات الحوثية.

وقُتل القيادي الحوثي، مراد القرادي، في منطقة قريبة من طور الباحة شمال محافظة لحج على الحدود مع تعز، بعد مواجهات عنيفة حاولت الميليشيات الانقلابية قطع الطريق الرابط بين تعز وعدن، المار من مدينة التربة التي يحاول الانقلابيون الوصول إلى الممر الرئيسي لإحكام غلق الطريق.

وأقدمت الميليشيات "الحوثية" على تهجير من تبقى من أهالي منطقة "الصيَّار"  في مديرية الصِلو في محافظة تعز تحت تهديد السلاح، وفق المركز الإعلامي لمديرية حيفان.

وصعد الانقلابيون انتهاكاتهم ضد المواطنين، وأجبروا الأهالي على ترك منازلهم تحت تهديد السلاح ليستخدموها كمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.

وفي الرياض، وجّه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، اليوم السبت، أعضاء حكومته بالعودة إلى البلاد وإدارة الوضع العام في المحافظات الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والمقاومة الموالية لها. وبحسب وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" فإن هادي، حث وزراء الحكومة التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر، على "إدارة الوضع العام بالمحافظات المحررة، والنزول التام لرعاية مصالح واحتياجات المواطن المتعلقة بالمعيشة والاستقرار الأمني، وتفعيل الخدمات والبنى التحتية بصورة عامة بالتعاون والتكامل مع السلطات المحلية في مختلف المحافظات".

وجاءت توجيهات هادي خلال اجتماع ضم مستشاري الرئاسة وأعضاء الحكومة، في مقر إقامتهم في الرياض. وقال الرئيس اليمني إن "الحكومة اليمنية تؤكد جديتها على مساعي السلام في البلاد، من خلال دعمها لجهود المبعوث الأممي لدى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقرارات الشرعية الدولية ومنها القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني"، والداعية إلى انسحاب الحوثيين وتسليم أسلحتهم. وأضاف أن "جماعة الحوثيين وحلفائهم من قوات صالح، يرفضون بشكل دائم تلك المساعي والجهود".

وطالب وزير المالية منصور القعيطي، الحكومة، باتخاذ الاجراءات اللازمة، بعد أن "منع الحوثيون وصول التعزيزات المالية من البنك المركزي (في صنعاء) للمحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة، وحرمان آلاف الموظفين من رواتبهم الأساسية".

وقال إن "الانقلابيين عبثوا بالموارد المالية وسخروها لمجهودهم الحربي، ومنعوا التعزيز للمحافظات المحررة مما أخل بحيادية البنك المزعومة واستنزاف الموارد، لإطالة أمد الحرب، الأمر الذي يستدعي اتخاذ الاجراءات اللازمة والمناسبة".