القوات العراقية

يجري رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الخميس زيارة للعراق تعدّ الأولى لمسؤول تركي رفيع المستوى منذ التوتر الذي شهدته العلاقات بين البلدين في الأشهر القليلة الماضية على خلفية دخول قوات تركية دون إذن من بغداد إلى معسكر بعشيقة في شمال مدينة الموصل، ومن المقرر أن يبحث يلدريم مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ملفات احترام السيادة العراقية ومكافحة التطرف وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة الاقتصادية التي شهدت تراجعًا بعد احتلال عناصر "داعش" لمدينة الموصل في يونيو/ حزيران 2014، وسيبحث الطرفان أيضًا القضايا السياسية والأمنية والتجارية ومسألة نقل الغاز العراقي إلى الأسواق العالمية عبر الأراضي التركية فيما سيتوجه يلدريم، الجمعة إلى أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني.

وتصاعد التوتر بين بغداد وأنقرة إثر مصادقة البرلمان التركي على تمديد تفويض قرار حكومي يجيز للقوات التركية شن عمليات عسكرية في سورية والعراق لمدة عام، ورد مجلس النواب العراقي على قرار البرلمان التركي باعتبار وجود القوات التركية التي تنتشر في معسكر بعشيقة قرب الموصل قوات محتلة معادية وطالبتها بالانسحاب مهددة باللجوء إلى مجلس الامن.

وعزت الحكومة التركية سبب وجود القوات التركية في معسكر بعشيقة إلى تدريب القوات المحلية لمحاربة "داعش" وتحرير الموصل، وأنها دخلت بطلب عراقي الأمر الذي نفته الحكومة العراقية مرارًا.

وسجلت القوات العراقية على جبهة الموصل، تقدمًا واسعًا مع انهيارات في صفوف الدفاعات الخاصة بـ"داعش"، مع دخول المرحلة الثانية من معركة الموصل يومها السادس، وأكد ضابط أمني في حديث صحافي، أن "خطوط دفاع داعش تشهد انهيارات كبيرة وهروب عناصر التنظيم من أحياء الميثاق، والوحدة، وسومر باتجاه نهر دجلة غرباً".

وقد جاء ذلك الانهيار بعد استعادة القوات العراقية حي (الكرامة الصناعي) الاستراتيجي، الثلاثاء، والذي يضم أكبر عدد من معامل التفخيخ والتصفيح وصنع العبوات الناسفة، كما يعد منطلقاً لهجمات داعش باتجاه القوات العراقية شرق المدينة، وتمكنت القوات المشتركة العراقية ،الأربعاء من تطهير حيين في الساحل الايسر من مدينة الموصل من جيوب تنظيم "داعش" وما تركه من مخلفات حربية، وعبوات ناسفة ومتفجرات، وقتل 54 من مسلحي التنظيم المتطرف داخل مدينة الموصل التي تشهد معارك عنيفة.

وأعلنت خلية الإعلام الحربي في بيان الإيجاز اليومي للعمليات ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أن "القوات العراقية في المحور الشمالي تمكنت من تدمير 2 عجلة مفخخة و2 مفرزة هاون وتدمير مضافة للمتطرفين ورشاشة ثقيلة وقتل 10 متطرفين"، وأضافت أنه "في المحور الشرقي لقوات مكافحة التطرف تمكنت من قتل 4 متطرفين بواسطة القناصين".

أما في المحور الجنوبي للساحل الأيسر، ذكر البيان أن "قوات الشرطة الاتحادية والفرقة المدرعة التاسعة تمكنت من تدمير 7 سيارات مفخخة وقتل 40 متطرفا وتدمير 4 دراجات نارية وتدمير مركز اتصالات وأحادية وكدس للعتاد".

وأشارت الخلية إلى أن القوات العراقية تمكنت الأربعاء من "تحرير حي الوحدة جنوب شرقي المدينة، فيما واصلت بقية القطعات تطهير المناطق المحررة".

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان له، إن "قطعات الشرطة الاتحادية تمكنت من تطهير حيي المعلمين وعدن" ، مشيراً إلى أنها "تواصل مكافحة الجيوب المتبقية في اطراف حي الوحدة"، إن " الشرطة الاتحادية قتلت المسؤول الإداري لداعش المتطرف (ابو مروان الحديثي )خلال تطهير حي الوحدة".

وبيّن الفريق جودت، أن الشرطة الاتحادية أسقطت 3 طائرات مسيرة لداعش تحمل قنابل حاولت استهداف قطعاتنا في حي الوحدة في الساحل الايسر للموصل، وكانت خلية الإعلام الحربي قد أعلنت في وقت سابق عن أن "قوات الرد السريع- الشرطة الاتحادية تحرر حي الوحدة وترفع العلم العراقي فوق مبانيه"، مضيفةً أن "القوات تمكنت أيضًا من السيطرة على طريق كركوك- الموصل".

وأكد بيان لقيادة عمليات "قادمون يانينوى" أن قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية احكمت سيطرتها على طريق الموصل – كركوك، وقال مصدر محلي مطلع إن طائرات التحالف الدولي استهدفت اجتماعًا لقادة تنظيم "داعش" الأربعاء داخل مدينة الموصل.

وأوضح المصدر، أن "طيران التحالف الدولي استهدف اجتماعا لقادة التنظيم الأجانب في الحي وحولته الى ركام واجهزت على جميع المتواجدين هناك"، كما كشف المصدر عن "هروب أغلب عناصر تنظيم داعش المحليين من حي المهندسين شمالي مدينة الموصل"، وعلى خلفية المعارك العنيفة التي تشهدها مدينة الموصل ضد مسلحي تنظيم "داعش" المتطرف ، نزح نحو 130 ألف عراقي تاركين منازلهم ، وفقا لبيانات حديثة صادرة عن الأمم المتحدة.

وقال السكرتير الصحافي للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، الأربعاء 4 يناير/كانون ثان، أن عدد الأشخاص الذين يغادرون الموصل بشكل يومي ازداد بنسبة 50%، من 1600 شخص إلى 2300 شخص، ونوه دوغاريك أن ازدياد عدد النازحين هذا يعود إلى "تنشيط المرحلة الثانية لعملية تحرير الموصل من مسلحي داعش"، مضيفًا أن " 130 ألف عراقي قد غادروا المدينة منذ بدء التحالف الدولي في 17 أكتوبر/تشرين أول عملية تحريرها"، وأكد المسؤول الأممي أن "سكان أحياء الموصل التي تم تحريرها من قبضة المتطرفين يتلقون من الأمم المتحدة مساعدات إنسانية تضم المياه، والمواد الغذائية، والحاجات الضرورية".