خالد عبدالواحد - صنعاء
أقر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، إلى اليمن، مارتن غيريفث خلال إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن في مدينة نيويورك الأميركية ، بإيجاد خطة لإحلال السلام في اليمن، خلال الشهرين المقبلين.
وبدأ المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن خطواته الثانية لإحلال السلام في البلاد، بعد أربعة أعوام من الصراع، بجولة إلى العاصمة السعودية الرياض ، التقى خلالها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ، ومسؤولين آخرين موالين للحكومة الشرعية.
وقال غريفث إنه سيواصل تطبيق خطة المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ في حل الأزمة اليمنية بالإضافة إلى أنه سيوفر حلول وفق القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وكان من المقرر أن يزور غريفيث العاصمة اليمنية صنعاء شمال البلاد، للقاء مسؤولي جماعة الحوثيين ، بما فيهم رئيس المجلس السياسي الأعلى الراحل صالح الصماد الذي لقي حتفه الخميس، الماضي بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي في محافظة الحديدة غرب اليمن.
ووصف غريفث الصماد أنه رجل سلام حد تعبيره في برقية عزاء بعثها للمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.
وقالت مصادر مقربة من المبعوث الأممي، إن غريفيث ألغى زيارته لصنعاء, جراء انشغال الحوثيين، السبت، بمراسم تشييع جثمان الرجل الثاني في الجماعة، صالح الصماد، وسيذهب عوضًا عن ذلك إلى مسقط، ومن المرجح أن يلتقي هناك المتحدث باسم مليشيا الحوثي محمد عبد السلام.
وكان المبعوث الاممي قد التقى بالصماد خلال جولته الأولى الشهر الماضي، في العاصمة صنعاء.
وقال المبعوث الذي التقى الرجل الأول في الجماعة، زعيم الحركة الحوثية في اليمن ، عبدالملك الحوثي، " إنه التمس رغبة لدى اطراف الصراع في البلاد، بحلول سياسية، وايقاف الحرب "
رغم الخسارة الكبيرة التي منيت بها جماعة الحوثيين في مقتل الرجل الثاني في الجماعة ، وحالة الرعب الكبير التي تعيشه في داخل قيادتها، الا إنها أكدت رغبتها في الاستمرار في الحرب مواصلة القتال حتى تحقيق النصر.
و تعهدت بالانتقام لمقتل الصماد من دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بلسان زعيمها عبدالملك الحوثي.
وأكّد مراقبون للمشهد السياسي، لـ" اليمن اليوم " أنه لا حلول سياسية تلوح في الافق، خلال الأيام المقبلة، مشيرين أن مقتل الصماد زاد من تعقيد الوضع في البلاد.
وقال الكاتب الصحافي صالح علي، إن الخيار العسكري في اليمن، هو ما يطلبه الطرفان.
وأكد لـ" العرب اليوم" أن قتل التحالف العربي لرئيس حكومة الحوثيين، الذي يصفه الكثير بأنه الاكثر اعتدال في الجماعة، سيعرقل عملية السلام في البلاد.
وأوضح محمود عبد الرحمن الكاتب الصحافي أن الحل السياسي وفق القرار الأممي 2216 ، لاتقبل به جماعة الحوثيين، وخصوصًا أنه وضع اليمن تحت الوصاية، مشيرًا أن الوصاية الدولية على اليمن، من قبل دول الجوار امرا ترفضه الجماعة، وتعتبر ذلك احتلالًا للبلاد. وقال محمود " يجب على الأمم المتحدة تعديل القرارات الأممية ، بما يتوافق مع الطرفين، لإيجاد حلول سياسية لايقاف الحرب خلال فترة قصيرة.
وقال محمد المقدسي الناشط السياسي ، لـ" اليمن اليوم، إن تعيين الحوثيين، لمهدي المشاط رئيسًا للمجلس السياسي الأعلى ، خلفًا الصماد سيعقد الحلول السياسية في البلاد.
وأضاف " المشاط متطرفًا ، لايؤمن بلغة الحوار والسلام" مؤكدا ان الرجل الذي كان يدير مكتب زعيم الحوثيين وصهره، يشدد على ضرورة مواصلة القتال ، حسب كلمته التي القاها في أول ظهور له.
قالت مصاد مقربة من المبعوث الأممي إن الخطة الأممية المقترحة تتمثل في سحب السلاح من المليشيات، ومرحلة انتقالية تشمل مشاركة الحوثيين في الحكومة، وتنتهي بانتخابات رئاسية، ولفتت المصادر أن المفاوضات المزمعة ستكون بين الحكومة الشرعية، والحوثيين، ويُترَك بعد ذلك الأمر لليمنيين للحوار بينهم لحل القضايا الأخرى بما في ذلك القضية الجنوبية.
ورغم تفاؤل اليمنيين بالجولة الجديدة للمبعوث الاممي البريطاني مارتن غريفيت لحل الازمة اليمنية على طاولة المفاوضات وايجاد حلول جذرية قد تنهي الأزمة الانسانية، التي تشهدها البلاد، بعد فشل سلفه اسماعيل ولد الشيخ، الذي قاد ثلاث جولات من المفاوضات ،الا أن الحرب الأهلية تشهد تصعيدًا بين الطرفين، ما ينذر بما هو أسوء خلال الأيام المقبلة.