عدن- صالح المنصوب
تطوّرت الأحداث اليمنية وتحوّلت إلى قضية رئيسية ومحطة نقاش في قيادة الشرعية وفي الشارع اليمني، وأحدثت ضجة في الشارع وفي مواقع التواصل والأخبار، فإعلان المجلس الانتقالي لم يكن متوقعا، وشكّل صدمة للرئاسة و الحكومة اليمنية، ولا تزال ردود العل تتوالى بين لحظة وأخرى.
وأعلن رئيس الحكومة اليمني أحمد عبيد بن دغر، في مقال له تحت عنوان "قبل فوات الأوان"، أنه ليست هناك حلول لأزمة البلد المعقدة يمكن لطرف أو محافظة أو حتى إقليم فرضها على سائر أطراف المجتمع وتكويناته.
وقال: "إذا كان ما نحن فيه هو نتاج لتمرد الحوثيين وصالح على الدولة وانقلابهم على الشرعية والإرادة الجمعية للمجتمع، فالخشية أن يتكرر الأمر في عدن بوعي من القوى الفاعلة في الجنوب أو دون وعي وإن تتحول انتصاراتنا هنا إلى هزائم".
وأشار بن دغر إلى أن هناك توافقا وطنيا صنعه الشعب اليمني ورعاه الأشقاء والمجتمع الدولي وأن الخروج علية سيترتب عليه أمران، الأول سقوط الجمهورية في المحافظات الشمالية وهذا يحدث الآن، وإن لم يعلن عن سقوطها، والأمر الثاني: هو سقوط الدولة ابتداءً من المحافظات الجنوبية وانكشاف جغرافيا الوطن أمام احتمالات عديدة، من بينها إطالة أمد الصراع وفقدان مكاسب ومصالح عظمى لا يمكن تعويضها في أمد قريب.
وأكد بن دغر أن ما حدث ويحدث في عدن لا تعالجه الانفعالات الوقتية والتي استدعت خطاب المظلومية الجنوبية بصورة لافتة للانتباه، هذه المرة تبرز المظلومية مع انبعاث جديد لصراعات مناطقية محلية لم تمت جذورها بعد.
وأوضح بن دغر أن استدعاء المظلومية الجنوبية لن يقدم حلولاً كافية وشافية للأزمة العامة، وإن كان يرفع عاليا صوت المقهورين، المسحوقين بفعل الإقصاء والإلغاء ومصادرة الحقوق لربع قرن من الزمن هو عمر الوحدة.
وأضاف رئيس الحكومة نحن في اليمن نحتاج إلى بعض الوقت لالتقاط الأنفاس والتفكير بعمق في ما نحن فيه، ومع الأسف العدو لا يسمح لنا بذلك وفي تقديري ستبقى الدولة الاتحادية المدنية هي الإطار السياسي والتنظيمي المؤهل لجعل المواطنة المتساوية ممكنة التحقق، والمانع لمزيد من التفكك، والضامن للحقوق والحريات، كما أنها ومن وحي التجربة الإنسانية تقدم الأسلوب الأمثل في توزيع السلطة والثروة التي يتمحور خلافنا عليها الآن وفي كل حين.
كما أكد بن دغر أن سقوط مشروع الدولة اليمنية الاتحادية والتي توافق عليها الشعب على شكلها ومضمونها في مؤتمر الحوار الوطني، أو استبدال الشرعية عنوة بأي شرعية غير شرعية الانتخاب وصناديق الاقتراع، سوف تغير مسار الأحداث والحرب في بلادنا وجذريا لصالح العدو، مشيرا إلى أنها ستعصف بموازين القوى على كل المستويات المحلية والإقليمية، الكثير من
عناصر وقوى الصراع على الأرض سوف تفقد حججيتها وسيضغط المجتمع الدولي نحو حلول لا تنهي الانقلاب، بقدر ما تؤدي إلى التصالح معه فهذا العالم محكوم بقوانينه ونظمه وليس بإراداتنا حتى وإن بدت عادلة.
واختتم بن دغر بتوجيه دعوة للتحالف والعرب جميعا بأنه لا يمكنهم أن يمضوا صامتين وهم يراقبون الأحداث في المناطق المحررة من اليمن وهي تنتقل من حالة إلى أخرى، هناك كلمة حق لا بد أن تقال الآن، فإن تأخرت فلن تكون ذات نفع غدا.
وألمح بن دغر إلى أن بعض مظاهر الأزمة في عدن يستطيع التحالف السيطرة عليها وعدن وأزمتها اليوم أما أن تكون بداية لمعالجة المشكلات، أو بداية لهزيمة سوف تكبر مع الأيام وتكبر معها الروافد التي ضاعفت من عمق أزمة الأمة العربية كلها.