دمشق ـ نور خوام
تدور اشتباكات عنيفة في محيط منطقة مطار التيفور العسكري المنطقة الممتدة إلى منطقة القريتين في ريف حمص الجنوبي الشرقي ومحاور أخرى في ريف حمص الشرقي، بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم "داعش"من جهة أخرى، وسط قصف جوي مكثف على محاور الاشتباك ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة التنظيم بالريف الشرقي، ومعلومات عن خسائر بشرية.
وقصفت القوات الحكومية مناطق عدة في أحياء الحويقة والحميدية والمطار القديم والرشدية بمدينة دير الزور، في حين ألقت طائرات شحن حاويات تضم مساعدات على مناطق سيطرة القوات الحكومية بمدينة دير الزور، ونفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق في مدينة عربين وبلدتي مسرابا والشيفونية بالغوطة الشرقية، كما قصفت القوات الحكومية أماكن في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، في حين تجددت الاشتباكات بين الفصائل الإسلامية من طرف، والقوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، في محوري الميدعاني وحوش الضواهرة بالغوطة الشرقية، وسط قصف من قبل القوات الحكومية، ولا معلومات عن خسائر بشرية حتى اللحظة، وقضى مقاتل من الفصائل إثر اغتياله من قبل مسلحين مجهولين وذلك بإطلاق النار عليه في بلدة طفس في ريف درعا، في حين قصفت القوات الحكومية مناطق في بلدة داعل في ريف درعا الأوسط.
وخرجت دفعة جديدة من الحافلات خرجت من مربع سيطرة الفصائل في مدينة حلب إلى منطقة الراشدين في الريف الغربي، عبر معبر العامرية - الراموسة، تضم 16 حافلة على الأقل تحمل نحو 800 شخصًا، وستصل خلال الدقائق المقبلة إلى منطقة الراشدين في ريف حلب الغربي، بالتزامن مع التحضير لخروج دفعة جديدة من الحافلات التي دخلت إلى مربع سيطرة الفصائل جنوب غرب القسم الشرقي من مدينة حلب، ومع خروج هذه الدفعة فإنه يرتفع إلى نحو 5500 عدد المقاتلين وعوائلهم والمدنيين الخارجين من مربع الفصائل في المدينة نحو منطقة الراشدين الرابعة في ريف حلب الغربي، وليرتفع بذلك إلى ما يقارب 14 ألفًا من ضمنهم أكثر من 4 آلاف مقاتل من الفصائل عدد من خرج منذ يوم الخميس وحتى الآن من مربع سيطرة الفصائل بحلب الشرقية إلى ريف حلب الغربي.
وسمع دوي انفجارات في منطقة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية في ريف إدلب الشمالي الشرقي، وتضاربت المعلومات حول طبيعة الانفجار فيما إذا كان ناجماً عن سقوط قذيفة أم لسبب آخر لم يعلم ما هو حتى الآن، حيث تشهد الفوعة مع بلدة كفريا عمليات تحضر متواصلة من قبل القائمين عليها ومواطنيها للخروج من البلدتين ضمن اتفاق تركي - روسي - إيراني، القاضي بإخراج 4 آلاف شخص مدني من بلدتي الفوعة وكفريا مقابل استكمال عمليات خروج المحاصرين من مدينة حلب نحو الريف الغربي للمدينة، ومقابل إخراج نحو 1500 شخص وحالة مرضية ومصاب من مدينة مضايا المحاصرة من قبل القوات الحكومية وحزب الله اللبناني في ريف دمشق.
ويسود استياء في مدينة مضايا المحاصرة من قبل القوات الحكومية وحزب الله اللبناني في ريف مدينة دمشق، على خلفية التحضيرات الجارية لإخراج 1500 شخص من المدينة نحو مناطق أخرى، ومن ضمنهم حالات مرضية ومصابين بحاجة لتلقي العلاج، وتسلمت حركة أحرار الشام الإسلامية التي تضم أكبر عدد من المقاتلين في المدينة، زمام الأمور في عملية تسجيل أسماء الخارجين من مدينة مضايا، وأكدت المصادر أن اتصالات جرت بين قيادة جيش الفتح في إدلب وأحرار الشام في مضايا، طلب فيها الأول من الثاني تسجيل أسماء المقاتلين في المدينة أولاً والذين يبلغ تعدادهم من 600 - 650 مقاتل من ضمنهم أكثر من 300 من مقاتلي أحرار الشام ونحو 200 من مقاتلي جبهة فتح الشام والبقية من مقاتلي كتائب الحمزة بن عبد المطلب والمرتبطة تنظيمياً مع كتائب تحمل الاسم ذاته في مدينة الزبداني والتي يبلغ تعدادها في الزبداني وحدها نحو 150 مقاتلاً ومن المقرر أن تكون من ضمن الـ 1500 شخص المقرر إخراجهم، ومن ثم طُلِب من الحركة، تسجيل أسماء الكوادر الطبية والنشطاء المتواجدين في المدينة، كما جرى تسجيل نحو 25 حالة مرضية حتى الآن، وأثار الأمر استياءً كبيرًا لدى الأهالي، الذين يعتبرون أن عملية الخروج هذه قد تكون الأخيرة، وأنه تناهى إلى مسامعهم أن عملية إخراج المقاتلين من مدينة مضايا، قد تكون لفرض "مصالحة وتسوية أوضاع" على من تبقى من المدنيين في المدينة، في الوقت الذي يوجد فيه متخلفون عن خدمة التجنيد الإجباري، ومطلوبون ومواطنون لا يرغبون بالبقاء في مدينتهم أو "تسوية أوضاعهم و مصالحة النظام"، كما يعتبرها قاطنو المدينة عبارة عن ""اتفاق إقليمي من تحت الطاولة، على ترك مضايا لمصيرها مقابل تسهيلات لاحقة في كفريا والفوعة من قبل فصائل في جيش الفتح""، وكان القائمون على مدينة مضايا أبلغوا أمس بوجوب تحضير قائمة تضم 1500 شخص تتضمن مصابين وحالات مرضية ومدنيين، لنقلهم إلى مناطق أخرى، من أجل تلقي العلاج ولنقلهم إلى خارج المدينة المحاصرة من قبل حزب الله اللبناني والقوات الحكومية، وأكدت المصادر للمرصد أن عملية نقل الـ 1500 شخص ستتم خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وجرى تجهيز نحو 26 حافلة "باص أخضر"، لنقل المدنيين من مضايا المحاصرة.
وتشهد مدينة مضايا المحاصرة منذ منتصف العام 2015، حصاراً مطبقاً نفذته القوات الحكومية وحزب الله اللبناني على المدينة يقطنها نحو 40 ألف نسمة، بينهم حوالي 20 ألفاً نزحوا إليها قادمين من مدينة الزبداني التي شهدت معارك ضارية وقصفاً مكثفاً بآلاف القذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة من قبل القوات الحكومية وطائراتها، ومن مناطق أخرى محاذية لمضايا والزبداني، كما قتل وجرح العشرات من ابناء المدينة بانفجار الألغام وقذائف ورصاص قناصة الفصائل وقوات حزب الله اللبناني، وجراء الجوع ونقص الأدوية والأغذية ونتيجة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المدينة.