الذكرى الأولى على تحرير ساحل حضرموت من احتلال تنظيم القاعدة

انطلقت الألعاب النارية في سماء مدينة المكلا عاصمة ، حضرموت، وعموم المدن الساحلية، فيها، منذ مساء الأحد، وحتى الاثنين ، بمناسبة الذكرى الأولى على تحرير ساحل حضرموت من احتلال تنظيم القاعدة، على يد قوات النخبة الحضرمية، المدعومة من التحالف العربي، في 24 إبريل/نيسان 2016.

وشهدت مدينة المكلا والمناطق الساحلية في حضرموت، بما فيها مدينة الشحر، وغيل باوزير، وقصيعر، إحياء فعاليات ومهرجانات، وعروض استعراضية متنوعة، ورقصات شعبية، بمناسبة الانتصار الذي حققته قوات النخبة الحضرمية، العام الماضي، وطردها للعناصر المسلحة، وتثبيتها لدعائم الأمن والأستقرار في الساحل، من خلال ملاحقة هذه العناصر بشكل مستمر.

وكان أوبريت "النصر والميلاد"، الذي أحيي مساء، السبت، في عاصمة المحافظة، أول فعاليات ذكرى التحرير، في حين شهدت الشوارع نهارا، رقصات شعبية وعروض استعراضية، جسدت الدور البطولي للقوات الحضرمية، وأحيت السلطة المحلية صباح، الأحد، في المكلا، حفلًا استعراضيًا وخطابيًا يستعرض أهم إنجازاتها ، وإنجازات النخبة، بينما تشهد المدينة مساء الاثنين ، مهرجان غنائي نوعي.

وزينت سماء المكلا والمدن الساحلية في حضرموت ، بالألعاب النارية بشكل لم يعهده سكان هذه المدن ، منذ أعوام مضت ، عانوا خلالها تدهور الأوضاع الأمنية ابتداءً ، من تزايد الاغتيالات والعمليات المتطرف ، وحتى سيطرة القاعدة على هذه المناطق من حضرموت.

وانطلقت الألعاب النارية في المناطق الساحلية في وقت متزامن، في حين أحيت المجالس المحلية في مديريات ساحل حضرموت، فعاليات ومهرجانات مختلفة ومتنوعة لكل مدينة بهذه المناسبة.

وخرج المئات من أهالي مدينة المكلا، في مسيرة كبرى، على الدراجات النارية، رددت خلالها عبارة "حضرموت تنتصر"، ورفعت خلالها أعلام الإمارات والسعودية، تعبيرًا عن إمتنانهم وشكرهم للجهودهم التي أسهمت في تثبيت واستقرار ساحل حضرموت والمناطق الجنوبية المحررة.

ويرى سكان هذه المناطق بأن قوات النخبة الحضرمية والقوات الإماراتية في التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، أعادت لهم أرضهم المسلوبة، من عناصر القاعدة، وبقايا النظام السابق، واستردت حرياتهم، وساهمت في إعادة الأمن والأستقرار، في الوقت الذي منحت فيه السلطات المحلية والعسكرية والقبلية في حضرموت القوة، لاتخاذ قرارات مصيرية، شجاعه، من شأنها أن تعطي لحضرموت خصوصيتها ، وصلاحيات تمكنها من التحكم في ثرواتها، دون الخضوع إلى المركزية.

ومنح استقرار الأوضاع الأمنية منذ الفترة التي تلت تحرير الساحل ، تزايد الاستثمارات وانتعاش الحركة التجارية ، وتطبيع الحياة المدنية، في هذه المناطق، إلى جانب افتتاح عدد من المشاريع التنموية والخدمية، أدت إلى تحسن القطاع الخدمي ، بشكل ملحوظ فيها ، بسبب تمكن السلطات والجيش من فرض سلطته الدولة ، والدور الذي لعبته دول التحالف العربي بشكل رئيسي وفي مقدمتها، دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية.

وعلى الرغم من أن وادي حضرموت ، يعاني تدهور في الأوضاع الأمنية على عكس الساحل ، بسبب انتشار الجماعات المسلحة ، وعجز القوات التابعة للمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، في فرض الاستقرار والأمن ، إلا أن ذلك لم يمنع مشاركه سكان ، وادي وصحراء حضرموت، من الاحتفال بالذكرى الأولى لتحرير الساحل، إذ قدمت عدد من الفرق الشعبية والاستعراضية، وأحيت عروضًا ورقصات شعبية في شوارع المكلا ، بحضور عدد من سكان الوادي، الذين قدموا للمشاركة بالاحتفال، باعتبار أن حضرموت ساحلًا و واديًا تشكل جسدًا واحدًا.

ويرى محللون بأن النهضة التي تشهدها المناطق الساحلية في حضرموت، أعطى فرصة، لتوحيد الصف الحضرمي، الذي تجسد في مؤتمر حضرموت الجامع، الذي عقد، السبت الماضي، وخرج بعدد من القارات والتوصيات المصيرية، أهمها استقلال المحافظة عن المركز، وإعلانها إقليم مستقل يتمتع بالصلاحيات التي تخوله بالتحكم في ثرواته.

وشدد الحضارم في مؤتمرهم، على ضرورة إخضاع وادي وصحراء حضرموت، إلى المنطقة العسكرية الثانية، بشكل يلغي المنطقة العسكرية الأولى، وتصبح حضرموت، منطقة إدارية وعسكرية واحدة.