وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش

أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد تمثله إيران ووكلاؤها. وتطرق قرقاش، في كلمته أمام ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الرابع، الأحد، إلى عدد من القضايا والملفات في المنطقة، مؤكدا أن جهود إيران لتقديم دعم نشط لوكلائها في دول أخرى وإشعال التوترات الطائفية وتهديد وحدة الدول، أصبحت أسوأ وليس أفضل".

وتابع "لقد رأينا في الأيام الأخيرة كيف أطلق الحوثيون وكلاء إيران صاروخا باليستيا إيراني الصنع باتجاه العاصمة السعوية الرياض"، مؤكدا أن ذلك ينسف الإدعاءات الإيرانية بأن برنامجها الصاروخي دفاعي"، مضيفا أن "الإمارات لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تهديد من هذا النوع". وأوضح الوزير الإماراتي، أن بلاده تدعم بقوة السياسة التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران أخيراً، مشيراً إلى الحاجة لبناء إجماع دولي خلف هذا النهج، معرباً عن ثقته بأن المجتمع الدولي سيدرك بشكل متزايد المخاطر الناجمة عن سلوك إيران التوسعي.

وقال قرقاش، إن الإمارات "ما زالت ملتزمة بقوة تجاه التحالف العربي الذي تقوده الرياض، من أجل استعادة الشرعية"، مؤكداً "نحن لن نقف ساكنين بينما يتشكل حزب الله جديد في اليمن بدعم المال والأيديولوجية الإيرانية". وحدد قرقاش 5 مبادئ لتمكين الدول العربية المعتدلة هي: تبني أجندة مشتركة تحقق التقدم وهي عدم التسامح مطلقا مع الإرهاب وداعميه، والعمل المشترك لمواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية ذات السيادة، وتبني الحلول السياسية للنزاعات في المنطقة، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والسياسية عن طريق الحوكمة الرشيدة وتحقيق التطوير الاقتصادي.

من جهه اخرى، دعت الولايات المتحدة الأطراف المعنية بالأزمة في اليمن للسماح بوصول الشحنات التجارية والمساعدات الإنسانية لتفادي أخطار المجاعة والأوبئة التي تهدد اليمن بشكل متزايد، لكنها أبدت في الوقت نفسه تفهمها لإجراءات "المراقبة والتحكم".

وقالت واشنطن في بيان نشرته السفارة الأميركية لدى اليمن إنها "تدرك الحاجة لعمليات المراقبة والتحكم التي اعتمدتها الأمم المتحدة بالتنسيق مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لضمان عدم استخدام تلك الشحنات، في تهريب الأسلحة مثل الصاروخ الذي أطلق على الرياض يوم السبت الماضي. وأضاف البيان أن مثل تلك الهجمات تهدد الأمن الإقليمي وتقوّض جهود الأمم المتحدة لإجراء مفاوضات للتوصل إلى حل للنزاع. ودعا البيان الأطراف المعنية للعودة إلى مباحثات السلام تحت إشراف الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع وتوفير المساعدات الإنسانية للشعب اليمني.

ونددت منظمات دولية عديدة خلال الأيام الأخيرة بقرار التحالف العربي إغلاق جميع منافذ اليمن، وقالت إنه يزيد معاناة المدنيين. واشتكت منظمات الإغاثة الدولية من منع طائراتها من الوصول إلى اليمن.

وقال مفوض الاتحاد الأوروبي للإغاثة الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيديس في بيان إن الحصار الذي يفرضه التحالف العربي يعيق الاستجابة للحالات الطارئة في البلاد. وطالب باستئناف الرحلات الجوية للأمم المتحدة في اليمن فورا. وكان التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وقد أعلن مطلع الأسبوع الماضي إغلاق جميع المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية مؤقتا لمنع تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، وفقا لما ذكرته قيادة التحالف. وجاء ذلك بعدما أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على مطار الرياض.