عدن ـ عبدالغني يحيى
طالبت السعودية، الأربعاء، الأمم المتحدة بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، استخدام ميناء الحديدة غربي اليمن، كمنصة لإطلاق عمليات متطرفة، وفي رسالة إلى الأمم المتحدة، اعتبرت الرياض أن هذه الممارسات الحوثية، تقوض جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي.
وطالبت الرياض مجلس الأمن، بإجراءات فورية لنزع سلاح الميليشيات الانقلابية، لمنع حدوث تصعيد في المنطقة، واندلاع مواجهات إقليمية.
كانت الأمم المتحدة قالت إن ميليشيات الحوثي الإيراني بدأت، السبت، الانسحاب من جانب واحد من موانئ الحديدة، المطلة على البحر الأحمر، خلال عملية تستمر 4 أيام.
ووصفت الحكومة اليمنية الشرعية خطوة الانسحاب بـ"المسرحية الهزلية"، وذلك بعد أن سلم الحوثيون الموانئ إلى ميليشيات تابعة لهم، مما يعني تكرار سيناريو سابق كان قد رفضه الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، القائد السابق للجنة إعادة الانتشار في الحديدة.
واعترضت الحكومة على الانسحاب الشكلي للحوثيين كونه يخلو من المراقبة والتحقق المشترك من قبل الأمم المتحدة، وممثلي الحكومة والمتمردين في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة.
وتحظى موانئ الحديدة، ورأس عيسى والصليف، الواقعة في الساحل الغربي من اليمن، بأهمية كبيرة، نظرا لمواقعها الاستراتيجية وتأثيرها على واردات البلاد.
ويعد ميناء الحديدة ثاني أكبر ميناء يمني، وهو بمثابة "بوابة البحر الأحمر"، وأنشئ عام 1961.
فرنسا تُعلِّق على هجمات الحوثيين على محطتي النفط في الرياض
أكدت فرنسا، الأربعاء، أن هجمات طائرات مسيرة على منشأتي نفط سعوديتين "تصرف غير مقبول يهدد الأمن الإقليمي"، وأوصت كل الأطراف بتجنب أي تصعيد يعرض محادثات السلام اليمنية للخطر.
وقالت أجنيس فون دير مول، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "تدين فرنسا بشدة الهجمات التي نفذتها طائرات مسيرة على منشأتي نفط سعوديتين والتي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها. إن هذه الهجمات التي تقوض أمن السعودية واستقرار المنطقة تصرف غير مقبول"، وتابعت "تدعو فرنسا كل الأطراف على الإحجام عن أي تصعيد من المرجح أن يجازف بالعملية السياسية الرامية لإنهاء الصراع في اليمن".
وتعرضت محطتا ضخ نفط تابعتين لشركة "أرامكو" في محافظتي الدوادمي وعفيف بالعاصمة السعودية الرياض، الثلاثاء، لهجوم من طائرات مخففة من دون طيار.
واستنكرت جامعة الدول العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتونس والبحرين والأردن والكويت ودول أخرى هذا الهجوم الإرهابي.
وطالبت السعودية الأمم المتحدة بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تحظر على ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، استخدام ميناء الحديدة غربي اليمن، كمنصة لإطلاق عمليات إرهابية.
واعتبرت الرياض أن هذه الممارسات الحوثية، تقوض جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي، مطالبة مجلس الأمن، بإجراءات فورية لنزع سلاح الميليشيات الانقلابية، لمنع حدوث تصعيد في المنطقة، واندلاع مواجهات إقليمية.
مارتن غريفيث وتطبيق اتفاق السويد
قال المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الأربعاء، إن تطبيق اتفاق السويد "أمر ليس بالسهل"، لافتا إلى أن إعادة الانتشار في الحديدة "يجب أن تتبعها خطوات".
وأضاف غريفيث خلال جلسة في مجلس الأمن الدولي، أن هناك خطوات ملموسة لتنفيذ اتفاق السويد، إذ انسحب الحوثيون من موانئ الحديدة، فيما وافقت الحكومة اليمنية على إعادة الانتشار هناك، وتابع: "كما قلت منذ توقيع اتفاق السويد، نحن لا نتوقع أن يكون تطبيق الاتفاق سهلا، لكن مع استمرار الالتزام من الأطراف كلها، ومع دعم هذا المجلس (مجلس الأمن)، وقيادة الجنرال مايكل (لوسيغارد) بدأنا نرى خطوات ملموسة نحو تطبيق اتفاق ستوكهولم".
واعتبر غريفيث أن "هذا التقدم سيسمح للأمم المتحدة أن تلعب الدور الأكبر، بالنظر إلى دعم اليمنيين وإدارة الموانئ والمراقبة، من خلال هيئات وآليات الأمم المتحدة، والمفتشين الذين على استعداد للذهاب إلى هناك"، وأضاف: "الأمم المتحدة مستعدة إلى مساعدة السفن، ونزع الألغام بالقرب من الموانئ".
ووجه غريفيث الشكر للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قائلا: "الحكومة اليمنية وافقت على إعادة الانتشار، وهذا أمر مرحب به كثيرا، (...)، أنا ممتن للرئيس هادي لقيادته وأعرف أنه ملتزم بتطبيق اتفاق الحديدة، ويؤكد بشكل دائم على أهمية إعادة الانتشار".
وأكد مندوب اليمن إلى الأمم المتحدة، الأربعاء، أنه "من غير الممكن الوثوق في الحوثيين أذرع إيران الإرهابية"، وخلال جلسة مجلس الأمن المخصصة للوضع في اليمن قال مندوب اليمن إن "حكومة الشرعية تتمسك بحقها في مراقبة الانسحاب من موانئ الحديدة"، مجدداً رفض الشرعية "لأي إجراء أحادي من الميليشيات لا يتفق مع اتفاق ستوكهولم".
وأوضح أن "الميليشيات تحاول كسب الوقت لإطالة أمد الحرب في البلاد"، داعياً "مجلس الأمن للضغط على الميليشيات لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين والمختطفين".
وذكّر المندوب اليمني أن "الميليشيات نهبت مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والغذائية".
وأكدت المندوبة البريطانية في مجلس الأمن ترحيب بلادها "بانسحاب الحوثيين من المرافئ الثلاثة بالحديدة"، متمنيةً "استكمال تنفيذ اتفاق الحديدة كاملا بين الطرفين".
واعتبرت المندوبة البريطانية أن "مجلس الأمن متحد بشأن اليمن"، مضيفةً: "على أعضاء الأمم المتحدة بدء صرف الأموال لدعم اليمن".
وأكد مندوب روسيا في مجلس الأمن مواصلة موسكو دعم جهود الأمم المتحدة باليمن لتخطي الخلافات، معتبراً أنه "يجب تجنب أي استفزازات تقوض عمل الأمم المتحدة باليمن". واعتبر أن نشر بعثة الأمم المتحدة بالحديدة سيساهم بتكريس الاستقرار، موضحاً أن "الاختراقات بملف الأزمة اليمنية جاءت بجهود أممية جبارة".
ودعا مندوب الكويت في مجلس الأمن "الأطراف اليمنية إلى تنفيذ اتفاق ستوكهولم"، معلناً دعم بلاده لجهود المبعوث الأممي إلى اليمن. كما دان الاعتداء الذي تعرضت لها السعودية بطائرات مسيرة، أما المندوب الفرنسي فدعا "لإعادة إطلاق العملية السياسية في اليمن في أقرب وقت"، معرباً عن قلق باريس البالغ بسبب تدهور الأوضاع في اليمن.
قال مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن إن "إيران لم تنتهك فقط حظر توريد الأسلحة بل تذكي القتال باليمن"، معتبرا أن "على الأمم المتحدة أن توجه الاتهام لمعرقلي السلام باليمن" وأن "على الحوثيين وقف مهاجمة شعبهم وجيرانهم"، كما أكد المندوب الأميركي أن "البدء بتنفيذ اتفاق الحديدة علامة إيجابية"، مقراً "بالكارثة اليمنية المستمرة في شهر رمضان المعظم".
قد يهمك ايضا:
لوكوك يحذر من مخاطر عدم التمكن من الوصول إلى مخازن الحبوب في الحديدة