خالد عبدالواحد - صنعاء
تلقت جماعة الحوثيين الضربة القاصمة الثانية، عشية تشييع الراحل الثاني في الجماعة والواجهة السياسية لها، رئيس الحكومة غير المُعترف بها دوليًا، صالح الصماد، حيث سقط 38 قياديًا حوثيًا بما فيهم نائب وزير الداخلية عبد الحكيم الخيواني، في غارات جوية استهدفت مبنى وزارة الداخلية شمالي العاصمة صنعاء شمالي البلاد، كما لقيت قيادات أخرى حتفها إثر الغارة الجوية التي استهدفت اجتماعا لقيادات الجماعة، في وقت متأخر من مساء الجمعة، وهو الاجتماع الذي كُرّس لمناقشة خطة لتأمين الحشود لإقامة مراسيم دفن الصماد، الذي قٌتل إثر غارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، استهدفته قبل عشرة أيام بمحافظة الحديدة غربي اليمن، مع ستة، من مرافقيه.
وشيّع الآلاف من أنصار الحوثيين، الصماد إلى مثواه الأخير بميدان السبعين جنوب العاصمة صنعاء، حيث تم دفنه بجوار النصب التذكاري لشهداء ثورة 26 سبتمبر/أيلول بميدان السبعين، بينما اعتبر عدد من الناشطين اليمنيين دفنه في هذا المكان استفزازًا كبيرًا وخطوة للقضاء على رمزية ثورة سبتمبر التي قضت على حكم الإمامة.
وتزامنا مع مراسيم الدفن، شنّت مقاتلات التحالف العربي، غارات جوية على منطقة السبعين، ودار الرئاسة، ما اجبر الحوثيين على الإسراع في دفن الجثث، وإلغاء كلمة لرئيس المجلس الجديد مهدي المشاط.
استخبارات التحالف
وعلى مدى الأعوام السابقة، لم يتمكن التحالف العربي، من استهداف القيادات العسكرية الكبيرة التابعة للحوثيين، بسبب ضعف جهاز المخابرات التابع للتحالف العربي، والحكومة الشرعية، في المناطق الخاضعة لسلطة الحوثيين، وعقب مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، زعيم حزب المؤتمر الشعبي العام، شريك الحوثيين في المجلس السياسي الأعلى، بدأت جبهة الحوثيين تضعف يوما بعد آخر.
وقال الكاتب الصحافي عبد السلام الجائفي، إن اختراق التحالف العربي لمنظومة الحوثيين الاستخباراتية، سيساهم،في القضاء على قيادات الحوثيين واحدا تلو الآخر، وأضاف لـ"العرب اليوم" أن استهداف الصماد بدقة عالية في مدينة الحديدة غربي اليمن، يؤكد قوة الاستخبارات العسكرية للتحالف في المحافظة.
ولقى العشرات من القيادات العسكرية البارزة في جماعة الحوثيين مصرعهم خلال الأيام الماضية، بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي، والمواجهات المسلحة مع قوات الجيش اليمني.
ثمانية صواريخ باليستية.
تعهّدت الجماعة بلسان زعيمها عبد الملك الحوثي، الذي يسكن احد كهوف مدينة صعدة بالانتقام لمقتل الصماد، خلال الأيام المقبلة، وقال "هذه الجريمة والجرائم الأخرى لن تمر دون محاسبة".
وفي الوقت الذي تنهي جماعة الحوثيين مراسيم الدفن بميدان السبعين، أعلنت القوة الصاروخية، إطلاق 8 صواريخ باليستية، نحو مدينة جيزان السعودية، وقال الناطق باسم التحالف العربي تركي المالكي أنه وفي تمام الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من صباح اليوم رصدت قوات الدفاع الجوي للتحالف إطلاق 4 صواريخ باليستية من قبل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران من داخل الأراضي اليمنية(محافظة صعدة) باتجاه أراضي المملكة.
وأضاف أن الصواريخ كانت باتجاه مدينة جازان وأطلقتها الميليشيا بطريقة مُتعمده لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراضها جميعا ولله الحمد، ونتج عن ذلك تناثر شظايا الصواريخ على الأحياء السكنية .وتابع المالكي" أن هذا العمل العدائي من قبل الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط دعم النظام الإيراني للميليشيا الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي(2216) والقرار (2231) بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاق الصواريخ البالستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفًا للقانون الدولي الإنساني.