ولد الشيخ يصل الأردن ضمن جولة إقليمية ويلتقي “المخلافي”

يشهد الملف اليمني، حراكًا دبلوماسيًا ملحوظًا لإنهاء حالة الجمود في مسار المفاوضات السياسية المتوقفة منذ نحو عام بين أطراف النزاع، وأجرى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد، أخيرًا، في العاصمة الأردنية عمان، مع وزير الخارجية اليمني، رئيس الوفد الحكومي المفاوض عبدالملك المخلافي، مفاوضات بشأن فرص التهدئة العسكرية وانعاش عملية السلام.

ويرجح أن يلتقي المبعوث الأممي في محطته الثانية ضمن جولة مشاوراته الجديدة في المنطقة، العاهل الأردني عبدالله الثاني، قبل الانتقال إلى الرياض للقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين في قيادة التحالف بقيادة السعودية، وكان وسيط الأمم المتحدة بدأ مشاوراته الجديدة حول الملف اليمني قبل أيام من العاصمة العمانية، حيث طلب دعما عمانيا لاستضافة مشاورات أممية مع تحالف الحوثيين والرئيس السابق في مسقط.

وكشف المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عن بوادر لاستضافة سلطنة عمان لقاءات بين الأطراف اليمنية بهدف التوصل لحل سياسي، منوهاً بأن عُمان تدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل مرضٍ بشأن اليمن، وذكّر بأن الوضع السياسي في اليمن لم يحقق تقدما منذ ديسمبر / كانون الأول الماضي، مؤكدا وجوب استعداد أطراف الأزمة إلى "تقديم تضحيات".

 وبخصوص ميناء الحديدة، قال المبعوث الأممي "إنه ليس الهدف، وإنما مدخل لحل الأزمة"، محذرا في الوقت ذاته من "مشكلة عسكرية" قد تنتج عن بقاء قضية الميناء دون حل، وقال: "لا نطلب من الأطراف المتنازعة تسليم الميناء إلى الشرعية (حكومة عبد ربه منصور)، وإنما لطرف ثالث من قبل الأمم المتحدة".

 ويسعى ولد الشيخ، خلال جولته الجديدة، إلى فرض خارطة الحل الخاصة بميناء الحديدة الاستراتيجي غربي البلاد، والتي تنص على انسحاب الحوثيين منه، وتسليمه لطرف ثالث محايد، مقابل وقف التحالف العربي لأي عملية عسكرية في الساحل الغربي، وكذلك الاتفاق على مسألة توريد الإيرادات وحل أزمة مرتبات الموظفين المتوقفة منذ 10 أشهر، ووصلت سفيرة الاتحاد الأوربي لدى اليمن، السيدة ماريا انتونا، قبل أيام إلى العاصمة اليمنية صنعاء، لإجراء مشاورات مغلقة مع تحالف الحوثيين والرئيس السابق علي صالح في محاولة لإزاحة جمود العملية السياسية وتنسيق جهود الإغاثة الإنسانية في البلاد، في زيارة هي الأولى من نوعها لسفير أوروبي منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

والتقت سفيرة الاتحاد الأوروبي باليمن ماريا انتونا ونائبها وريمون بليكوا، اللذين يزوران صنعاء حالياً، بالرئيس اليمني السابق علي صالح، ونفى صالح وجود أي خلافات أو مشكله مع الإمارات والسعودية وبقية الدول الخليجية، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي خلافات أو مشاكل لليمن مع الآخرين وبالذات مع الأشقاء في الأردن أو في مصر أو في السودان، أو الكويت والسعودية والإمارات، أو مع قطر أو جيبوتي وإرتيريا والسنغال، وأوضح صالح أنه قدّم عِدّة مبادرات لإيقاف الحرب وإحلال السلام، وآخرها مبادرة قُدّمت للولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، وأُحيطت بها علماً الأمم المتحدة، وأضاف" أن المبادرة الأخيرة هي التي قدّمها مجلس النواب السلطة التشريعية في البلاد".

وأكد السفير الأميركي لدى اليمن ماثيو تولر، إن بلاده لا تملك نفوذا على الأطراف اليمنية لفرض وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ سبتمبر/أيلول 2014، وأشار تولر إلى أن ما تقوم به الدبلوماسية الأمريكية في اليمن "هو التباحث مع جميع مكونات المجتمع اليمني في المنفى، لوضع وسائل مبتكرة من أجل البقاء على اتصال مع الحلفاء داخل اليمن، داعياً جميع الأطراف إلى تقديم تنازلات من اجل اليمنيين، قائلا "ان الحل السياسي هو الحل الذي ستشارك فيه كافة الأطراف.

وكثف ولد الشيخ، من جهوده الدبلوماسية لتعزيز خطته حول الحديدة، وقدم إحاطة بالجامعة العربية في يوليو تموز من العام الجاري، تضمنت النقاط الرئيسية لخطته حول تسليم ميناء الحديدة لطرف محايد ودفع رواتب الموظفين المنقطعة منذ عشرة أشهر، كما اجتمع ولد الشيخ مع وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، وبحثا الأزمة اليمنية، وناقش مع وزير الخارجية المصري سامح شكري الملف اليمني وسبل التوصل للحل السياسي الذي سيوقف الحرب، ولمح ولد الشيخ بأكثر من مناسبة بأن نجاح تسليم ميناء الحديدة لطرف محايد سيكون مفتاح الحل السياسي والتوصل لاتفاق كامل يوقف الحرب، وكان المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد قد أكد في إحاطة أمام مجلس الأمن في يوليو تموز من العام الجاري، أن الصين دخلت بوساطة لإقناع الحوثيين وصالح بالقبول لإقناع الحوثيين بالقبول بمقترح خطته بتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد وتهدف الخطة إلى تأمين وصول المواد الأساسية والتجارية عبر الميناء، ووضع برنامج عمل لجباية الضرائب والعائدات، واستعمالها لدفع الرواتب وتأمين الخدمات الأساسية، بدلا من تمويل الحرب، مشيراً أن اتصالات أجراها مع الحوثيين، الذين كانوا قد أعلنوا عدم التعاطي معه بشكل نهائي، قبل "جهود بذلتها الصين"، ساهمت في عدولهم عن قرارهم.

وبذل المبعوث الأممي لليمن جهود لحشد الدعم للدفع نحو حل سياسي في اليمن وتوجه إلى فرنسا حيث التقى مسؤولين في باريس، عقب اجتماعات مكثفة، مع مسؤولين ألمان الذي بدورهم. قاموا بعقد اجتماعات مع عدد من المسؤولين الذين يمثلون الحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين وحزب صالح، في مايو/أيار الفائت، في إطار مساعيهم للتوصل إلى حل سلمي وإيقاف الحرب في اليمن، كما أعلنت ألمانيا حينها استعدادها لاحتضان مشاورات يمنية، وكانت آخر مشاورات يمنية بين طرفي الصراع العسكري قد عقدت بالكويت، قد فشلت في أغسطس/أب، من العام الماضي وكانت برعاية الأمم المتحدة وحاولت الكويت وإلى جانبها الأمم المتحدة الدفع نحو اتفاق ينهي الحرب لكن تعنت الأطراف اليمنية حكم على المشاورات حينها بالفشل.

وقال الناشط السياسي اليمني أمين العريقي، إن هناك اتفاق على حل سياسي قريب باليمن بين القوى الدولية والتحالف وهناك تجاوب داخلي مع الحل حيث اكدت جميع الاطراف المحلية موافقتها على خطة المبعوث الأممي بما فيهم الرئيس اليمني السابق علي صالح ولكن جماعة الحوثيين حتى الآن ترفض الخطة التي تقضي بتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد.

واعتبر العريقي خطة تسليم ميناء الحديدة مفتاح للحل السياسي وعلى مستوى تنفيذ الخطة ونجاحها سيتم تقيم الاستجابة الداخلية للقوى اليمنية وجهود الأمم المتحدة بنجاح تنفيذ الإجراء وعلى هذا سيرسم الحل السياسي ويدخل حيز التنفيذ بحال نجحت خطة ميناء الحديدة التي ترعاها الأمم المتحدة، ولفت إلى أن جهود روسيا والصين ووساطة عُمان من شانها الضغط على الحوثيين للموافقة على خطة المبعوث الأممي والالتزام بتطبيقها والأيام المقبلة قد تشهد تقدمًا غير متوقع نحو الحل السياسي في اليمن.