عدن - امير باعويضان
كشف الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط، بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب، والمجيء بآخر انقلابي، أن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير، فقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية، التي اقترحتها المبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية، وتمثلت أخيرًا في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد".
وجاء ذلك في كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال القمة العربية الـ 28 المنعقدة في منطقة البحر الميت الأردنية. وأضاف الرئيس اليمني، "لو أن اليمنيين ذهبوا للاستفتاء على الدستور، لكان اليمن اليوم يمنا جديدا مستقرا وآمنا مثل بلدان أخرى كان اليمن، قد سبقها إلى مؤتمر حوار شامل، مثلت فيه كل الأطياف والأحزاب والكتل الفاعلة وبإشراف إقليمي، ورعاية دولية من الأمم المتحدة، لكن ذلك لم يحدث، فتم حصار المدن والعاصمة واعتقال الحكومة والرئيس المنتخب والسيطرة على العاصمة ومؤسساتها بقوة السلاح ".
واستطرد قائلا "فما حدث في هذا الباب فقط نسميه انقلابا ، لكن ما حدث قبل ذلك وبعده كان أكثر من انقلاب، فقد تم استهداف كل ما يرمز للدولة من مؤسسات وهيئات وبنى تحتية ، كما تعرضت المؤسسات الاقتصادية للسطو على كل مدخرات اليمن واحتياطاته النقدية وأفرغ البنك المركزي ونقلت الأموال بالشاحنات أمام الناس إلى مدن السيطرة، ووجد اليمنيين انفسهم جميعاً تحت التهديد الأمني وحرياتهم مصادر فالمعتقلين والمخفيين في سجونهم بالألاف بل وصارت المدن التي تخضع لسيطرتهم معسكرات كبيرة للاعتقال ، وتم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي طالما تميزت به اليمن ، وتم ارتكاب جرائم حرب لن ينساها الشعب اليمني لأجيال و أجيال قادمة فالمباني المدمرة قد تبنى من جديد لكن القلوب المكلومة على الألاف من الأبرياء صعب أن تتعافى دون عدالة".
وجاء النص الكامل لكلمة الرئيس هادي، "أخي الكريم، الملك عبدالله الثاني بن الحسين رئيسُ الدورةِ الثامنة والعشرينَ للقمةِ العربية. الأخ الأستاذ أحمد أبوالغيط - أمينُ عامِ جامعةِ الدولِ العربية، والسيد أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، "اِسمَحوا لي بدايةً أن أتقدمَ بجزيلِ الشكرِ وعميقِ الامتنان للأشقاءِ، فيَّ المملكة الأردنية الهاشمية، قيادةً وحكومة وشعباً على استضافةِ هذه القمة، وعلى ما وَجدناهُ من كرمِ الضيافةِ، وحسن الاستقبال ودقةِ التنظيم، والإعدادِ المتميزّ، وذلك ليسَ بغريبٍ على أشقائنا في المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة على قلوبنا جميعا، واثقاً من أن رئاسة الملك عبدالله الثاني والمملكة الأردنية الهاشمية للدورة الجارية، لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، سيسهم في تطوير العمل العربي المشترك، بِما يؤدي إلى المزيد من التوافق، ووحدة الصف لمجابهة التحديات الجسيمة الراهنة والمستقبلية".
وأضاف "الشكرُ موصولٌ ومقرونٌ بخالصِ التقديرِ والعرفان لأخي رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية الشَقيقة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، على ما بَذلتهُ موريتانيا، من جهودٍ مشكورة، وعملٍ دؤوب خِلال تَرؤسها للقمةِ العربية السابقة. ونجتمع اليوم في هذه القمة العربية الثامنة والعشرين، وأوطاننا تنزف حروباً وأوضاعاً إنسانية غاية في الصعوبة، لم تشهد منطقتنا العربية مثيلا لها منذ أزمنة طويلة، وهذا بالضرورة يحتم علينا إعادة صياغة وبلورة رؤانا المشتركة واستراتيجياتنا المستقبلية، لتتواكب مع المصالح العربية العليا ومع طموحات الشعوب العربية، التي تعلق علينا الكثير من الآمال والتوقعات، ولقد كنا في الجمهورية اليمنية نأمل في استضافة هذه القمة في العاصمة صنعاء، لنجمع العرب في عاصمتهم التاريخية صنعاء، لولا سيطرة المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح عليها، واستمرارهم في تأزيم الأوضاع والإصرار على سد كل آفاق العودة للعملية السياسية وإيقاف حالة العنف ودائرة الحروب، وفي هذا الإطار اسمحوا لي أن أضع أمامكم جملة من الحقائق، حول القضية اليمنية في هذه الظروف الاستثنائية الصعبة :
الحقيقة الأولى.. إن اليمن ليس فقط بلدًا عربيًا، ينسجم في ثقافته وهويته ومصالحه مع جيرانه ومحيطه الإقليمي ويؤثر ويتأثر به سلبا أو إيجابا بل هو أصل العروبة، ومن ثم فإن أمنه جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة، ولن يقبل اليمنيون فصل بلادهم عن محيطها الطبيعي ومجالها الحيوي ومصالح شعبها وعن هويتها وثقافتها وحضارتها وتاريخها الطويل، وأي مغامرة من هذا النوع سيكون مصيرها الفشل لأنها لن تتعارض مع الواقع فقط بل ستصطدم بالسياق التاريخي والحضاري مع الثقافة والدين والهوية اليمنية. والحقيقة الثانية.. إن الشعب اليمني عاش في حالة من التسامح والإخاء والمحبة والسلام مع نفسه ومع جيرانه، وعلى الرغم من وجود الصراعات والخلافات وحتى الحروب بقيت الهوية اليمنية العربية، وترسخت وظلت عنوان مجده وتطوره، وإن هذه الثقافة عبر التاريخ اليمني، لم تتعرض للمخاطر إلا على يد الفئات التي تحاول اليوم فصل البلد عن محيطه ومصالح شعبه، إذ يسعى التحالف الآثم للحوثي وصالح، ومن خلفهم إيران على إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، وإحياء كل صراعات الماضي البغيض.
وأما الحقيقة الثالثة.. فمن المعروف أن الجميع قد تابع الجهود، التي بذلها مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي في سبيل استقرار البلاد منذ عملية التغيير، التي حدثت في العام 2011م، وما حدث بعد ذلك من صراع وانقسام واقتتال داخلي، طال كل بقاع اليمن بما فيها العاصمة صنعاء التي قسمتها المتارس في حينه، فاتت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي قادتها المملكة العربية السعودية، كمخرج سلمي وعادل لانتقال السلطة، ولمصالحة وطنية جديدة، تمحو آثار الاستبداد والهيمنة الفردية لنظام صالح الذي أنعش كل أمراض التخلف، ورعا الإرهاب في صورتيه القاعدية والحوثية ودمر الاقتصاد وأنعش كل أمراض العصبية المنطقية بنهجه الاحتكاري للسلطة والثروة.
ومضت مسيرة الحوار الوطني برعاية الأشقاء والأصدقاء ووضعت مشاكل اليمن طيلة الستين عاماً الماضية على طاولة الحوار، وأنتجت كافة الحلول لمختلف القضايا، حتى توافق اليمنيون من جديد على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومسودة دستور اليمن الاتحادي الجديد، وتعلمون ويعلم الجميع كيف انقلب المسكونون بوهم القوة واحتكار السلطة على الدولة وعلى السياسة، وعلى الإجماع الوطني، وعرضوا البلاد كلها، للمخاطر وأدخلوها في أتون حرب داخلية طاحنة، ونهبوا أموالها ودمروا اقتصادها، بإيعاز من إيران، التي دأبت على تغذية تلك المليشيات العابثة لصالح مشروعها التوسعي المدمر للهوية العربية، فهذه الدولة هي الراعي الحقيقي للإرهاب، بشقيه المتمثل في القاعدة و داعش من جهة، والحوثيين وحزب الله ومن على شاكلتهم من جهة أخرى، فمن كان يصدق أن أسر قادة من هذه التنظيمات الإرهابية، تعيش في إيران.
ويعلم الجميع أيضا أننا ومن موقع المسؤولية، قدمنا لهم كل التنازلات لاستيعابهم في إطار الحوار الوطني الشامل، ابتداء بالاعتذار عن الحروب الستة في صعدة، على الرغم من فداحة الجرم الذي اقترفته جماعة الحوثي، وإقرار التعويض واعتبار القتلى شهداء واعتماد صندوق، إعادة إعمار صعدة وغير ذلك من المعالجات وانتهاءً بدخولهم الحوار دون تسليم السلاح والتحول لحزب سياسي، ولقد كان الجميع يعلم عن تحالف الخيانة والغدر بين صالح والحوثيين طيلة الحروب السابقة التي سلم لهم صالح من خلالها الوية عسكرية بعتادها كاملة، وبقيت الوية اخرى بكامل عتادها العسكري محاصرة في صعدة تأتمر بأمر الحوثي ورغم كل هذه التنازلات ومشاركتهم بالأعداد للحوار، والمشاركة فيه و الموافقة على مخرجاته و مشاركتهم بصياغة مسودة الدستور وموافقتهم عليها ألا أن ضغط ايران عليهم كان اقوى من مصلحة وطنهم ومستقبل شعبهم .
وواصل "هناك أمر يجب أن أشير إليه بدقة كبيرة، وهو أن اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، إن هذه الصورة ليست سوى الجزء الأيسر مما حدث، فما حدث كان أكثر من هذا بكثير، فالقد تم استهداف العملية السياسية الانتقالية، التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وتمثلت أخيرا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد، ولو أن اليمنيين ذهبوا للاستفتاء على الدستور لكان اليمن اليوم يمنا جديدا مستقرا وآمنا مثل بلدان اخرى، كان اليمن قد سبقها إلى مؤتمر حوار شامل مثلت فيه كل الأطياف والأحزاب والكتل الفاعلة، وتحت إشراف إقليمي ورعاية دولية من الأمم المتحدة، لكن ذلك لم يحدث، فتم حصار المدن والعاصمة واعتقال الحكومة والرئيس المنتخب والسيطرة على العاصمة ومؤسساتها بقوة السلاح، فما حدث في هذا الباب فقط نسميه انقلابا، لكن ما حدث قبل ذلك وبعده كان أكثر من انقلاب، فلقد تم استهداف كل ما يرمز للدولة من مؤسسات وهيئات وبني تحتية.
كما تعرضت المؤسسات الاقتصادية للسطو على كل مدخرات اليمن واحتياطاته النقدية وأفرغ البنك المركزي ونقلت الأموال بالشاحنات أمام الناس إلى مدن السيطرة، ووجد اليمنيين انفسهم جميعاً تحت التهديد الأمني و حرياتهم مصادر فالمعتقلين، والمخفيين في سجونهم بالألاف بل وصارت المدن التي تخضع لسيطرتهم معسكرات كبيرة للاعتقال ، وتم تمزيق النسيج الاجتماعي الذي طالما تميزت به اليمن ، وتم ارتكاب جرائم حرب لن ينساها الشعب اليمني لأجيال و أجيال قادمة فالمباني المدمرة قد تبنى من جديد لكن القلوب المكلومة على الألاف من الأبرياء صعب أن تتعافى دون عدالة.
وزاد "إن من الأهمية بمكان أن أوضح لكم ولأبناء شعبنا الكريم وللعالم كله أمرين اثنين أولهما أننا نعي تماما حجم هذه الكارثة التي حلت باليمن وبالمنطقة عموما، وأننا لسنا في غفلة عنها ولا نتعامى عن الواقع ، فليس هناك بيت يمني أو مواطن لم تصبه هذه الكارثة بسوء ، ونعمل بكل صدق للتخفيف من هذه الكارثة على كافة الأصعدة الإنسانية و الاقتصادية والأمنية. وثانيهما: توضيح نقطة مهمة تغفل عنها التقارير الدولية والمنظمات العاملة في المجالات الإنسانية، والكثير من الدول التي تظل تردد دعوة جميع الأطراف للسلام، من دون أن تحدد على وجه الدقة من كان سببًا، في هذا الخراب والدمار و تساوي، بين الضحية والجلاد، وكأن جرمنا الأكبر هو تعاملنا بمسؤولية وحرص على كل أبناء شعبنا اليمني".
واستطرد "إنني أقول إن مجرد حصر الضحايا لن يحل المشكلة مالم نتعامل مع الأسباب الموضوعية، التي أنتجت هذا الوضع المركب، والجذر الحقيقي لهذه الحرب وفق القانون الدولي والمسلمات الإنسانية وحقوق الإنسان، وقرارات الشرعية الدولية، في معاقبة المتسببين والضرب على أيديهم بصورة جادة وفاعلة. ولقد بذلنا كل الوسع والطاقة في مشاورات طويلة ، جلسنا فيها على طاولة واحدة مع من قتل أبناءنا واختطف شبابنا وشردنا من ديارنا وتنازلنا كثيرا ليس عن ضعف بل عن حرص على ما تبقى من بلد يتآكل كل يوم. وإننا لم نرفض السلام يوماً ، وقد بذلنا فيه ما بذلناه ويعرف أشقاؤنا وأصدقاؤنا ذلك تماماً، ولم نطلب من الانقلابيين شيئا كبيرا سوى أن يسلموا سلاحهم، وينسحبوا من المدن والمؤسسات.
وأن يتحولوا لحزب سياسي يمارس حقه مثل غيره وفقا للقانون والدستور، ولكن السلام مع جماعات متطرفة وإرهابية وعصابات فوضوية لم يكن ولن يكون أمرا يسيراً، بل خداعا للحاضر ومخاطرة بحق المستقبل خصوصاً، وقد وجدت نفسها محاطة بالسلطة والسلاح والنفوذ والمال والشركات الخاصة، والعمالة لإيران التي ترى ثورتها الشيطانية اكسجين للشعوب المستضعفة وهي بالحقيقة لا تريد إلا تدمير كل ما هو عربي".
وتابع "إن الأمر عندنا في اليمن لا يختلف كثيرا ، سوى أن عصابات الحوثي وصالح قصرت إرهابها على ابناء شعبها وعلى أمن جيرانها حتى وصل الأمر بها لاستهداف البقاع المقدسة بمكة المكرمة بصواريخ إيرانية، وبدون رضوخ حقيقي للشرعية الدولية المتمثلة بقرارات مجلس الأمن وتحديداً القرار ٢٢١٦ وللجهود الإقليمية التي توافقنا عليها في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وللمشروعية الوطنية المتمثلة بمخرجات الحوار الوطني وبدون تسليم للسلاح لن يتحقق أي سلام، وإن هؤلاء هم سبب المأساة الإنسانية في اليمن وهم سبب سقوط الدولة وهم سبب انهيار الاقتصاد وتدمير المؤسسات ، ويمكن القول أن اليمن لم تمر بهذه العبثية بهذا المستوى من الفوضى والانهيار بتاريخها الحديث كله، ولذلك ومن هذا المنطلق وحده ، منطلق الحفاظ على الدولة اليمنية وعلى المشروع الوطني وعلى الهوية الوطنية وخشية من الوصول إلى أن تتحول كل اليمن إلى معتقل كبير يمتهن الإنسان بالجوع والقهر والإذلال.
وخوفا من أن تتحول البلاد إلى مغارة كبريت تنفجر في وجه الإقليم والعالم وتهدد أمننا القومي والإقليمي والدولي ولكبح التدخل الإيراني الفج، ومن أجل ذلك قررت استدعاء الأشقاء العرب والتحالف العربي بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأرسلت رسالة للأمم المتحدة وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة و رسالة للجامعة العربية بما تقتضيه اتفاقيات الدفاع العربي المشترك وما تقتضيه المبادرة الخليجية إلى التدخل السريع والعاجل لإنقاذ اليمن من السقوط في حضن الأعداء والحفاظ على الدولة اليمنية ومؤسساتها وعلى حريات الشعب اليمني".
وأردف "لقد لبى إخواننا في مجلس التعاون الخليجي و دول التحالف العربي نداء الواجب واستجابوا عسكريا وأمنيا وإعلاميا وإنسانيا ، وبينما يقف البعض من المزايدين يعدون الأخطاء فإننا نذكرهم بأن التحالف العربي بقيادة أشقائنا في المملكة العربية السعودية هم الذين قدموا أرواحهم رخيصة لأجل أن يبقى اليمن ضمن محيطه العربي و وقفوا معنا بكل ماتعنيه كلمة الوقوف من رجولة وشهامة وقوة ، فبهم اصبح اليوم اكثر من 80% من الأرض اليمنية تحت سيطرة الشرعية فلقد حاربت طائراتهم في السماء معنا ، وقاتلت أسلحتهم في الصحراء و الجبال على أكتاف رجالنا ورجالهم و وقاتلت سفنهم من البحر من يقاتلنا ومن يهرب السلاح لتدمير مدننا و إزهاق أرواحنا .
نقلت قاطراتهم الدواء للمحاصرين وفتحت مستشفياتهم لمرضانا ولجرحانا وبعثت لجوعانا ملايين السلال الغذائية لإنقاذ الناس من الجوع ، بل وقاموا بما هو اعظم من ذلك فاختلطت دماء خيرة رجالهم بدماء خيرة رجالنا، لقد قاموا بما يليق بالجار الكريم بل زيادة عن ذلك، وإنني من هذه المنصة ومتحدثا باسم اليمنيين أمام إخوانهم العرب جميعا أقول وبكل امتنان وصدق إنني وبعد عامين كاملين على هذا الموقف الكبير أتقدم بالشكر والتقدير الذي لا تسعه الحروف لأخواني في التحالف العربي على موقفهم الكبير مع شعب اليمن وحكومة اليمن وأخص بالذكر أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، ملك الحزم والعزم و كافة اخوانه في قيادة دول التحالف العربي، تلك العاصفة المباركة التي هبت لتحطم أحلام الإيرانيين واستراتيجياتهم ولتقوض عليهم خططهم الخبيثة ، وأننا اليوم على مشارف النصر الكبير أن شاء الله ، ولمن يقول أن الحرب قد أخذت وقتاً طويلاً نقول بوضوح أن حجم التآمر والإعداد له كان طويلاً وعميقاً ، ولكننا بتنا اليوم قاب قوسين أو أدنى من النهاية".
وأوضح قائلًا "إن الحكومة اليمنية تعمل من العاصمة المؤقتة عدن على تطبيع الأوضاع الأمنية و الخدمية في كل المناطق المحررة، و تعمل على بذل الجهد لصرف المرتبات لكل موظفي الدول بما في ذلك العاصمة صنعاء، رغم رفض الانقلابين تحويل موارد الدولة للبنك المركزي عدن. وأن الحكومة اليوم بحاجة إلى الدعم والمساندة الكبيرة، لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والتغلب على التحديات الأمنية والاقتصادية الكبيرة، التي تواجها في ظروف ما بعد الحرب وجهود إعادة الإعمار، وإزالة آثار الحرب المادية والنفسية والاجتماعية وفي كافة المجالات. وأن التحديات الجسيمة التي تواجه أمتنا العربية تتطلب رص الصفوف، وحشد الهمم والجهود من أجل بلوغ الغاياتِ التي تتوق إليها شعوبنا، منذ زمن طويل وفي مقدمة هذه التحديات قضية الشعب الفلسطيني المظلوم، والتي مثلت وستظل القضية المحورية والمركزية الأولى للأمة العربية".
واختتم حديثه قائلًا "وامتدادا لجهود ومواقف الحكومة اليمنية الثابتة إزاء مخاطر الانتشار للإرهاب والتطرف ، فإنني أجدد دعوتي للدول العربية وللمجتمع الدولي لدعم خططنا الرامية لهزيمة القوى الإرهابية الظلامية، والوقوف صفاُ واحداً لمواجهة الإرهاب والتطرف واجتثاث جذورهما الفكرية والثقافية والمادية واستئصال كل مظاهره ورموزه وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ، فاليمن واحدة من الدول التي تتعرض لحملة شرسة من قبل الجماعات والمليشيات الإرهابية وتواجه هذا الخطر وتحتاج إلى المساندة العربية والدولية، وفي ختام كلمتي فإنني أعبر مجددا عن ثقتي من أن أمة العرب قادرة بما لديها من الإمكانيات البشرية والعلمية والحضارية والمادية والجيوسياسية التي بين أيدينا لتجاوز هذه الظروف الاستثنائية بحكمة واقتدار ومسؤولية. ومن جهتنا في الجمهورية اليمنية فاننا سوف نكرس كل الجهود الفاعلة لتحقيق المزيد من التضامن والتكاتف العربي، وتحقيق النتائج والقرارات التي سوف نقرها في اجتماعاتنا هذه".