عدن حسام الخرباش
دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع في اليمن إلى تسهيل الوصول الآمن للمساعدات الإنسانية كما طالب مجلس الأمن بالسماح بوصول المساعدات عبر جميع منافذ اليمن، وإلى مختلف المدن، وكشف وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن اوبراين، أن اليمنيين يواجهون تحديا كبيرا في ظل انتشار الكوليرا، مشيرا إلى أن اليمنيين يواجهون تحديين أساسيين خطيرين وهما المجاعة ووباء الكوليرا.
وأضاف اوبراين خلال جلسة استثنائية لمجلس الأمن اليوم الجمعة، "وجود مأساة إنسانية سياسية مقصودة في اليمن، مشيرا إلى أن هذه المأساة يمكن تلافيها من كل الأطراف، وقال "هناك انهيار تام في المؤسسات العامة وأكثر من 85 % من المؤسسات لا تعمل"، منوّهًا إلى أن هناك قرابة مليون من العاملين في مؤسسات الدولة كالصحة والتعليم لم يحصلوا على رواتبهم، لافتا إلى أن الحرب في اليمن لاتزال عنيفة وهناك انتهاك متكرر للقانون الإنساني الدولي، وأنّ "هناك قصف غير مميز طال أكثر من منطقة في اليمن والحوثيين قتلوا العديد من الأطفال في ظل غياب مسائلة وعدم وجود اتفاق سياسي لوقف العنف، أطراف النزاع لايزالون يعرقلون وصول الإمدادات التجارية والإنسانية، والمواجهات المسلحة زادت بنسبة 50 %".
وأوضح أن اليمن تستورد 90 % من الأغذية والوقود والأدوية، وقال إن هذه الشحنات لم تصل مقصدها بعد" منوها إلى أن إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات المدنية يمنع العديد من اليمنيين من السفر ولابد من استئناف العمل في المطار، مشيرا إلى أن الاحتياجات في اليمن تكمن في شماله وليس في جنوبه، وذكر المسؤول الأممي "أن اليمن ما زال يشهد معاناة إنسانية على مختلف الصعد، مؤكدا أن هناك عراقيل تمنع وصول المساعدات للفئات الأكثر ضعفا، إن اليمن يواجه خطر المجاعة القريب وسلطات حكم الواقع في صنعاء (مليشيات الحوثي والمخلوع) تتقدم ببطء لتقديم المساعدات والسماح بها".
وعن خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن، أفاد أوبراين بأن الخطة حصلت على 39% من التمويل المطلوب فقط، مضيفا نحتاج إلى 2.3 مليار دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن، وقال "إن الوصول إلى اتفاق سياسي مستدام هي الركيزة الأساسية للحل في اليمن، ونحن نسعى لذلك"، مضيفا "نحن نجمع الأدلة لمسائلة من ينتهكون القانون الدولي في أي يوم من الأيام، لابد من تعزيز المساءلة لهذا السلوك المروع الذي شهدناه في هذه الحرب داخل اليمن، والأدلة الخاصة بسلوك اطراف الحرب تجمع الآن لتلافي عملية الإفلات من العقاب، ونعمل لتعزيز هذه المساءلة".
وطالب وكيل أمين عام الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ، بوقف آلي للحرب والتوصل لاتفاق سياسي ، ودعا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل استئناف المفاوضات تقديم التنازلات"
واعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أن اليمن يعيش لحظات حرجة وصعبة، مشيرا إلى أن من لم يمت بالجوع والمرض يموت بالمعارك العسكرية، ولفت المبعوث الأممي -خلال إحاطته بمجلس الأمن عن الوضع في اليمن اليوم الجمعة- أن الفترة الأخيرة شهدت أعمالا قتالية على الحدود مع السعودية في نجران وميدي، تزامنا مع تصاعد القتال في تعز والحديدة.
وذكر ولد الشيخ أن الهجرة غير المنظمة عبر عدن مستمرة وخلفت نتائج وخيمة والموت، وأكد المبعوث الأممي أن الموت يعصف باليمنيين بحرا وبرا وجوا وكذلك الأمراض التي تقتلهم، مضيفاً "من لم يقتله وباء الكوليرا يعاني حتما من الكوليرا السياسية"، وعن زياراته الأخيرة لمصر وسلطة عمان، قال ولد الشيخ إنها "كشفت التمسك بالحل السياسي للوضع في اليمن وأطراف النزاع يفوتون السلام فرصة بعد أخرى لمصالح شخصية".
وطالب ولد الشيخ مجلس الأمن حث الأطراف اليمنية على المحافظة على مؤسسات الدولة الحيوية ومساعدة تدفق المساعدات وصرف الرواتب والحد من توفير السلاح، كما طالب ببقاء وضع ميناء الحديدة تحت إشراف شخصيات يمنية عسكرية بإشراف الأمم المتحدة لضمان استمرار التدفق السلس للبضائع التجارية إلى كافة أرجاء اليمن وتحويل الإيرادات لدعم الرواتب ووقف تهريب السلاح، وقال "نعمل على إعادة فتح مطار صنعاء الدولي حتى يتمكن الجرحى من السفر وتحسين وضع المواطن"، ودعا المبعوث الأممي كافة الأطراف إلى إعادة فتح الطرقات في تعز، لافتا أن المعاناة هناك تجاوزت كافة الحدود.
وكشف ولد الشيخ عن وجود مبادرة لحل الأزمة اليمنية تتكون من شقين سياسي وأمني قدمت لجميع الأطراف ويجب الأخذ بهما في أسرع وقت ممكن، وقال "قدمت مقترحات لهادي وقوبلت بارتياح ودعم كثير من الدول التي زرتها، عرضت على الحوثيين وصالح اجتماعا لمناقشة الوضع في اليمن ونتمنى أن يتجاوبون مع هذا"، وذكر أن طريق السلام في اليمن واضح وأن إلقاء اللوم على المبعوث أو المجتمع الدولي والأمم المتحدة لا يصنع السلام، على حد وصفه، وأكد أن "طريق السلام في اليمن يبنى من الداخل ومن يريد السلام يخلق الحلول"، مضيفاً أن هناك العديد من تجار الحروب في اليمن لا يريدون السلام.
وبيّن وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، أن الحرب في اليمن فرضتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية ولم تكن خيارنا، وأيادينا لا زالت ممدودة للسلام ولم نكن دعاة حرب"، مضيفًا في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن اليوم الجمعة، "إن مشاركات الانقلابيين في مفاوضات السلام السابقة كانت مراوغة ضمن مخطط تقوده ايران لزعزعة المنطقة، الحكومة تؤمن بالسلام والإنقلابيون رفضوا مقترحات السلام بعد موافقتنا لها، مشيرا إلى أن الحرب أصبحت مربحة لدى مليشيا الحوثي، وقال "لذلك لن يقبلوا بالسلام، الحكومة متمسكة بالحل السياسي القائم على الحفاظ على وحدة اليمن وفي ضوء القرارات الدولية"، لافتا إلى أن الحكومة مستعدة لتقديم كافة التنازلات من أجل السلام، مضيفا "نجدد تأييدنا لمقترحات المبعوث الأممي، اليمن يعاني في ظل المليشيا من مثلث الجوع والخوف والمرض كما كان في عهد الأئمة"، مؤكدا أن "اليمنيين لن يقبلوا أن يحكمهم عصابة جاءت من وراء التاريخ وتتمسك بالحق الإلهي، يستطيع الانقلابيون أن يحصلوا على السلام أن التزموا بطرق السلام، المليشيا ضربت عرض الحائط بكل التنازلات التي قدمها الرئيس هادي، وسنظل نوجه أيدينا للحل السياسي السلمي العادل، نعلن استعدادنا للموافقة على فتح مطار صنعاء في حال عودة الموظفين العاملين في المطار قبل الانقلاب".
وأشار إلى أن المليشيا نهبت المساعدات والبنك المركزي في الوقت الذي يعاني اليمنيين من الجوع، لافتا إلى أن المليشيا مستمرة في محاصرة مدينة تعز وتمنع دخول المساعدات وتقصف المواطنين، وطالب المخلافي، مجلس الأمن بتوجيه رسالة قوية للطرف الانقلابي للذهاب بنوايا صادقة للسلام، مؤكدا أن الحكومة على استمرار في دعمها للمبعوث الأممي والأفكار التي طرحها على الرئيس هادي.
ودعا إلى تشكيل لجنة فنية لمساعدة الحكومة لدعم مرتبات الموظفين في أجهزة الدولة، وقال "إن مليشيا الحوثي وصالح تقابل بالرفض مقترحات توفير السيولة والمالية، بفضل دعم ايران وتهريبها للسلاح ظلت المليشيا تعبث في اليمن والمنطقة"، مشيرا إلى أن المعتقلين والمخفيين في سجون الحوثيين يزداد يوما بعد يوم في ظل صمت المجتمع الدولي، وأكد أن أي محاولة للانفراد أو الإقصاء من قبل أقلية تحاول حكم اليمن سيفشل
ودعا الدول المانحة في مؤتمر جنيف للإسراع في الوفاء بالتزاماتها المالية التي أعلنتها، مؤكدا أن الحكومة تسعى لاحتواء الأمراض المتفشية في اليمن، وطالب بإنهاء أسباب الأزمة في اليمن وإنهاء الانقلاب وعودة الدولة، وفقا للمرجعيات الدولية المعروفة.