المبعوث الاممي مارتن غريفيث

انطلقت  المشاورات اليمنية في مدينة رانبو شمال العاصمة السويدية استوكهولم، بين طرفي الصراع في البلاد "جماعة الحوثيين - الانقلابية، والحكومة الشرعية"، اليوم الخميس، بعد وصول وفدي الطرفين، لاستئناف المفاوضات بعد أربعة أعوام من الحرب في البلاد، قضت على مظاهر الحياة، وبات 20 مليون شخص يعانون من الجوع في اسوء ازمة انسانية، في العالم.

ووصل امس الاربعاء، وفد الحكومة الشرعية اليمنية، إلى العاصمة السويدة، للبحث عن حلول سياسية، بعد فشل  الحل العسكري، كما وصل وفد الحوثيين برفقة المبعوث الاممي غيريفت الثلاثاء الماضي.
وأكد غريفت أن الأمم المتحدة تحاول إيجاد حل للأزمة اليمنية بناء على القرار الأممي 2216, مشيرا إلى أن  هناك توافقا شاملا لإيجاد حل عاجل للازمة اليمنية. وقال جريفيث خلال المؤتمر الصحفي في جلسة افتتاح المشاورات "لا اتفق أن الأمم المتحدة تريد أن تنقذ الحوثيين ولكن نحاول أن نحافظ على القناة التي تبقي اليمنيين على أرض الواقع وهذا ما يزال صالحا وضمن صلاحياتي".

وأضاف "لم اقل انني متفاءل ولكن يحدوني الطموح أن تحقق الأطراف شيئا لأبناء اليمن, الأمر يتعلق بالأطراف اليمنية نفسها"، مشيرا الى أن المفاوضات اليمنية تجري في سياق معقد جدا بمشاركة سفراء من الدول المختلفة.

ودعا المبعوث الأممي الى الوصول الي حل شامل ينهي الحرب في اليمن مما يستدعي ضرورة تهدئة الوضع من أجل تحقيق هذا الهدف، وقال "إن هناك إمكانية لحل الازمة اليمنية في سياق قرارات مجلس الأمن والانصاف والعدل وطموحات الشعب اليمني".
وأضاف أن "الازمة في اليمن تزداد يوما بعد الآخر و ان نصف السكان اليمنيين سيكونون عرضة للأمراض والمجاعة وان الأطفال هم اول من يعاني و ان هناك حاجة ماسة للتفكير بحلول حقيقية وملموسة"، موضحًا أن هناك تفهما عاما ودوليا حول الأزمة اليمنية وأن مجلس الامن لديه وجهة نظر موحدة.

وقالت مارغوت فايستروم وزيرة الخارجية السويدية أن "الناس في اليمن تحملوا الكثير من عبئ الصراع  وجئنا الى هنا ولدينا آمال كثيرة نعقدها بشأن مستقبل اليمن" . واضافت خلال المؤتمر الصحفي ان السويد تتطلع الى استضافة مؤتمر التعهدات الثالث لليمن في مطلع العام 2019".
وجددت مارغوت دعم السويد لجهود المبعوث الاممي الى اليمن. واضاف "بدأت بتذكير الجميع بالسبب من وجودنا هنا واطفال اليمن هم اطفالنا جميعا. مضيفة"علينا ان نغتنم جميع الفرص المتاحة للتقارب بين الطرفين".

زيادة عدد وفد الحوثيين
وشهدت قاعة المؤتمر، خلال الساعات الأولى للجلسة الافتتاحية، خلافات حادة، بسبب زيادة اعداد وفد الحوثيين.
وذكرت مصادر سياسية أن الخلافات كادت ان تعصف بالمشاورات، قبل انطلاقها، مشيرة إلى أن وفد الحوثيين، وصل إلى 17عضوًا خلافًا للعدد المقرر 12عضوًا وهو ما اعترض عليه وفد الحكومة.
وأكدت المصادر ان المبعوث الأممي مارتين جريفيت تمكن من انهاء الخلاف مستبعدا الأسماء الزائدة من وفد جماعة الحوثيين.
اطلاق الاسرى 

تمكنت الجولة الاولى من المفاوضات اليوم الخميس من التوصل إلى اتفاق يقضي باطلاق كافة الاسرى والمعتقلين، فيما قال مبعوث الأمم المتحدة "إن طرفي الصراع باليمن اتفقا على تبادل الأسرى مما سيسمح بلم شمل آلاف الأسر". 

اطراف الصراع ملفات تمهيدية لعملية السلام في اليمن، اهمها ميناء الحديدة، وهو شريان حياة لمعظم سكان البلاد، في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، واعادة فتح مطار صنعاء ، ومعالجة الازمة الانسانية ، وملف الاسرى.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس "إنها مستعدة للعب دور في تبادل الأسرى باليمن وعبرت عن أملها في أن يبني اتفاق تبادل الأسرى بين الطرفين المتحاربين الثقة بينهما من أجل التوصل لحل سياسي ينهي الحرب.

وقال فابريتسيو كاربوني مدير اللجنة لمنطقة الشرق الأوسط في بيان "سُئلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تلعب دورها كوسيط محايد وتقدم الدعم الفني... وسيكون من الأهمية البالغة أن تتحقق من رغبة كل محتجز في أن يكون جزءا من العملية. 
وكان كاربوني قال في وقت سابق للصحفيين إن العدد المقدر للمحتجزين في اليمن "يتراوح بين خمسة آلاف وثمانية آلاف.

وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "إن عناصر المليشيا الواقعين في قبضة الحكومة هم اسرى وقعوا في قبضة الجيش الوطني وهم يقاتلون في صفوف الحوثيين".
واضاف مغردا على "تويتر"، فيما الواقعين بيد المليشيا هم قيادات دولة واكاديميين وسياسيين وصحفيين وحقوقيين وطلاب وموظفين اختطفتهم ‎المليشيا الحوثية.
واردف موجها سؤاله للمجتمع الدولي والمبعوث الاممي " ما الذي يضمن عدم عودة الأسرى الحوثيين للقتال بعد اطلاق سراحهم،  وما الذي يضمن بأن ‎المليشيا الحوثية الايرانية لن تعود لاختطاف المفرج عنهم ممن شملهم الاتفاق بمجرد انتهاء المشاورات او تعثر جهود التسوية السياسية للازمة والتي تقودها الامم المتحدة؟".

وقالت محافظة الحديدة، وشددت الحكومة اليمنية، على ضرورة تسليم محافظة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، وقال رئيس الوفد الحكومي اليمني في مشاورات السويد خالد اليماني، الخميس، إن الحكومة تؤكد على ضرورة التمسك بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، وتسليم ميناء الحديدة (غربي البلاد) إلى الحكومة. 
وقضى قرار مجلس الأمن الذي صدر بالإجماع عام 2015 بسحب الحوثيين قواتهم من المدن، بما فيها صنعاء، وتسليم السلاح، وفرض عقوبات على زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، وعدد من قادة الجماعة. 

وقال اليماني في تصريحات نقلتها صفحة وزارة الخارجية اليمنية على موقع "تويتر"، "إن الحديدة جزء عزيز من البلاد ولا يمكن التخلي عنه".
وأضاف "كل من يظن أن الشرعية يمكن أن تتخلى عن الإمساك بميناء الحديدة واهم"، وأشار اليماني "وهو في ذات الوقت وزير الخارجية اليمني" إلى أن الحكومة وضعت مبادرة من 4 نقاط تطالب بخروج الحوثيين من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية، على أن تشرف على أمن المدينة، شرطة تحت إدارة وزارة الداخلية.
وقال "إن الرؤية تحدد بأن يكون الميناء تحت إشراف وزارة النقل، وتحوّل موارده إلى البنك المركزي في عدن (العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية)".

وأضاف اليماني بشأن مشروع القرار البريطاني المقدم إلى مجلس الأمن، الذي دعا إلى هدنة فورية في اليمن، "إن القرار غير مناسب في الوقت الحالي"، وأوضح "اليمن ليس بحاجة إلى مزيد من القرارات، بل مزيد من الحسم والشجاعة من المجتمع الدولي لإنهاء الانقلاب، وانسحاب الميليشيات الانقلابية، وتسليم الأسلحة".
وعلى الرغم من انطلاق المشاورات السياسية ، الا ان العمليات العسكرية لم تتوقف في معظم جبهات القتال ، بين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الحكومية؛ ففي جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء تواصلت المعارك بين الطرفين بعد أن تجددت منذ مساء أمس الأول.

وقال مصدر عسكري لـ"اليمن اليوم"، "إن معارك عنيفة تواصلت اليوم الخميس في ميمنة جبهة نهم، شمال مديرية نهم، وغارات لمقاتلات التحالف العربي دمرت مخزن ذخيرة كما استهدفت تجمعاً للمليشيات، وأتبعتها بغارة أخرى استهدفت دراجات نارية ومسعفين في الميمنة".
وأشار إلى أن هذه المعارك تأتي ضمن قيام القوات الحكومة بالتصدي لهجمات شنتها مليشيات الحوثيين بينما يتهم إعلام جماعة الحوثيين قوات الحكومة الشرعية بشن هجوم على مواقعهم.

وتشهد جبهات القتال، في محافظة البيضاء، والضالع وتعز، والحديدة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، بالاضافة الى الحدود اليمنية السعودية.
واعلنت جماعة الحوثيين، في سياق متصل، إطلاق 6 صواريخ من نوع زلزال 1 على تجمعات للجنود السعوديين وتشكيلات من قوات التحالف في جبل قيس وقرية اللج جنوب السعودية.
ويخشى مراقبون من ان هذه الخروقات قد تفشل المفاوضات في مهدها، بعد تعثر المفاوضات السابقة، خلال عامي 2015،2016، في الوصول إلى حلول تنهي الازمة اليمنية