صنعاء حسام الخرباش
أعلن الجيش اليمني عن شن عمليات عسكرية في محافظة صعدة الحدودية ومعقل الحوثيين، وبدأت قوات من النخبة التي شكلها الجيش خلال الأيام الماضية، الخميس، تنفيذ أولى عملياتها العسكرية في مديرية باقم شمالي محافظة صعدة محققة تقدما نوعيا بالسيطرة على عدد من التباب والمرتفعات التي كانت تتمركز فيها عناصر المليشيات الانقلابية.
وتمكنت قوات النخبة المشكلة من اللواء 102 واللواء 63 مشاة في الجيش من أحكام سيطرتها على عدد من التباب والمواقع بعد معارك ضارية مع عناصر المليشيات حيث استعادة السيطرة على تباب الخشم شمالا وتباب النمسا شرقا إضافة إلى السيطرة وقطع خطوط إمداد عناصر المليشيات الانقلابية في المناطق الممتدة من آل صبحان وحتى عمق باقم في محور القلب.
وذكر مصدر عسكري ان قوات النخبة في اللواء 63 مشاة أحكمت سيطرتها على جبال ووادي الثعبان المحاذي لآل صبحان من الجهة الشمالية والواقع بين الخشم والنمسا، وأكد قائد قوات النخبة التابعة للواء 102 العقيد ناجي حمادي "أبو سياف أن قوات الجيش الوطني تحقق تقدما نوعيا وفق الخطة المرسومة لها في جبهة باقم ،مشيراً أن صفوف المليشيات الانقلابية تشهد انهيارات كبيرة على العكس ما تظهر عليه في إعلامهم الكاذب، مضيفًا أن "الأيام المقبلة ستشهد مفاجآت كبيرة وحاسمة سيحكي عنها ميدان الأبطال في قوات النخبة".
وتشهد محافظة صعدة الحدودية، شمال اليمن، ومعقل حركة الحوثيين عمليات عسكرية واسعة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016 ، وحقق الجيش اليمني بإسناد من قوات التحالف تقدّمًا كبيرًا في جبهات صعدة في ديسمبر/كانون الأول 2016، ونفذت وحدات عسكرية بقيادة اللواء الخامس "حرس حدود" بإسناد من المقاومة الشعبية وقوات التحالف عملية عسكرية نوعية باتجاه مديرية باقم المحاذية لإمارة ظهران السعودية، تمكنت خلالها من تحرير منفذ علب الحدودي والذي يبعد عن مدينة صعدة ما يقارب 150كم، وبذلك أصبحت المنافذ البرية بين اليمن والمملكة ضمن سلطة الجيش الحكومي.
وأفاد المحلل العسكري محمد الحريبي بأن العمليات العسكرية بصعدة مهمة للغاية كونها مركز الحوثيين ومحطتهم لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش السعودي واستئناف العمليات العسكرية بصعدة سيخفف من هجمات الحوثيين على الحدود السعودية وبحال سيطر الجيش على أجزاء واسعة من صعدة سيكون بمثابة ضرب معقل الأفعى، مؤكّدًا أن دخول الجيش إلى صعدة يعني توجيه الضربة القاضية لحركة الحوثيين التي ستتعرض لأبشع هزيمة في معقلها الرئيسي وأكثر منطقة تمتلك فيها أنصار بالرغم أن الكثير من أبناء صعدة يكرهون الحوثيين ولكن لا يستطيعون معارضتهم خوفاً على حياتهم وأملاكهم.
وأشار الحريبي إلى أنه ينبغي ضرب الحوثيين في معقلهم صعدة في حال سيطر الجيش بشكل كامل على صعدة سيمثّل هزيمة كاملة للحوثيين ويجبرهم على الاستسلام والرضوخ للحلول السياسية ويضعف نفوذهم بشكل كبير ويضعفهم على المدى الطويل ولن يكونوا قادرين على شن حروب لفترة طويلة من الزمن كون قوتهم تكمل في صعدة إضافة إلى معسكراتهم ومعقل زعيمهم ومصانع الألغام.
واعتبر الحريبي أن توقف العمليات العسكرية بصعدة خلال الفترة الماضية كان سببه ضغوط دولية على التحالف ،منوهاً بأن الرئيس اليمني السابق علي صالح قد تحدث في لقاء متلفز سابق بانه خلال حربه مع الحوثيين في صعدة في فترة رئاسته كان سيحرك قوات النخبة لمحاربة الحوثيين ودحرهم لكن أمريكا ضغطت عليه ورفضت تحريك قوات النخبة ومن الممكن ان تكون ذات الضغوط تمارس على السعودية لوقف العمليات البرية للجيش اليمني في صعدة، ووفقاً للحريبي فإنّه على السعودية إدراك أن حدودها ستظل مهدده والحوثيين أقوياء في صعدة حتى بعد الحل السياسي المرتقب باليمن واستمرار سيطرة الحوثيين على صعدة يشكل خطر على السعودية وعلى اليمن كونها مخزن سلاح هائل وفيها مصانع الغام ومعسكرات تدريبية للحوثيين والقوى العظمى التي تضغط لعدم اقتحام صعدة تريد أن تجعل الحوثيين مصدر تهديد للسعودية واليمن مستقبلاً وتريد ان يستعيد الحوثي قوته ويستمر بحشد عسكري في معسكراته في صعدة.
وأوضح الحريبي أنه يجب على السعودية تأهيل وتدريب 7 ألوية من القوات اليمنية بشكل جيد وإمدادهم بمختلف أنواع الأسلحة واختيار قيادات محنكة لهذه الألوية لا تساوم سياسياً بالمعارك ولا تستثمرها وتوفير غطاء مروحيات الأباتشي للعمليات وإمكانيات مكافحة الألغام كون صعدة ذات تضاريس معقدة وقوات الحوثيين تستغل هذه التضاريس لتعزيز الدفاع وتعتمد على الألغام والقنص والعبوات الناسفة التي تفجر عن بعد كاستراتيجيات دفاعية وهي تعطي نتائج وتسبب خسائر ويمكن بذات الوقت وضع خطط وتوفير إمكانيات لتفادي اكبر قدر من الخسائر.