العبادي في مؤتمر ميونخ

داهم العشرات من مسلحي تنظيم "داعش"، منطقتين في الجانب الأيمن من الموصل، وبدأوا حملة تفتيش للدور السكنية، تزامنًا مع مقتل أحد عناصر التنظيم على يد مسلحين مجهولين، يأتي هذا في وقت دمرت طائرات التحالف الدولي والعراقي، وبمشاركة وحدات من الجيش العراقي، اجتماعًا في إحدى مضافات ولاية جنوب ديالى، في قضاء الطارمية شمال العاصمة بغداد.

وأضاف مصدر أمني، في حديث صحافي، أن الأحداث التي وقعت بالتفاصيل، قائلًا "العملية بدأت منذ أسابيع عدّة وذلك بعد ورود تقارير مخابراتية واستخباراتية، تفيد بوجود قيادات أمنية وعسكرية وإدارية تابعة لتنظيم "داعش" ضمن قواطع حزام بغداد عامة والطارمية بشكل خاص".

وتابع "وحسب المعلومات والتعامل مع المصادر السرية "المزدوجة العمل"، تمت بعض عمليات الاستدراج الفاشلة والناجحة سابقًا، أما قررت قيادات "داعش" أن تعقد اجتماعًا في إحدى مضافات ولاية جنوب ديالى، شمال بغداد، وبالفعل تم عقد الاجتماع فجر السبت".

ويستدرك المصدر، الذي رفض ذكر اسمه بالقول، "أحداثي مكان الاجتماع، لدى الأجهزة الأمنية والقوة الجوية والتحالف الدولي، وعلى إثرها تم قصف المضافة من قبل طائرات التحالف الدولي، وكان بداخلها ما يزيد عن 15 قياديًا بارزًا في التنظيم المتطرف٬ من غير العناصر والمضيفين والناقلين والحمايات".

وقام تنظيم "داعش" بتأمين المضافة بالعبوات الناسفة وعلى نطاق 360 درجة، وعلى مسافة 500م – 1000 تقريبًا، وعند الضياء الأول "الشروق"، توجهت قوة من الفوج الرابع اللواء 22 بقيادة أمر فوج برتبة عقيد، إلى مكان المضافة المقصوفة للوقوف مباشرةً على الموقع وانتشال الجثث وإجراء اللازم. ولكن عبوة ناسفة كانت مزروعة مسبقًا، انفجرت مما أدى إلى مقتل العقيد فورًا، إضافة إلى أربعة جنود كانوا برفقته.

ولم ينته الأمر عند هذا الحد، وفتحت قوة من حماية العقيد، النار صوب البساتين التي تحتوي على المضافات التي تم قصفها في وقت سابق من السبت، أن عناصر من "داعش" ردت بالنار، وما دفع بطائرة عراقية إلى المشاركة وقصف مواقع، المتطرفين ومساندة المشاة على الأرض، إلا أن قصف الطائرات العراقية لم تعرف حصيلته بعد، بحسب المصدر ذاته.

وفي الموصل، قال سكان محليون قتل أحد عناصر تنظيم "داعش"، على يد مسلحين مجهولين في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، والذي يسيطر عليه التنظيم بشكل كامل، فيما داهم العشرات من مسلحي التنظيم المتطرف منطقتين في الجانب الأيمن من الموصل، وبدأوا حملة تفتيش للدور السكنية.

وأضاف السكان في تصريحات صحافية عبر الهاتف، أن "العشرات من عناصر تتظيم "داعش" المتطرف، فرضوا طوقًا أمنيًا على منطقتي العوجات والفاروق وسط الموصل". وقالوا إن مسلحي التنظيم بدأوا بعملية دهم وتفتيش للدور السكنية، بحثًا عن أسلحة وأجهزة الهاتف النقال، واستقبال البث الفضائي "الستالايت". وأوضح السكان، أن "أحد عناصر تنظيم "داعش"، قتل جراء طعنه بالسكاكين من قبل مسلحين مجهولين في منطقة سوق الشعارين وسط الموصل".

وكانت القوات العراقية، استعادت كامل الجانب الأيسر من الموصل الشهر الماضي، وتستعد منذ ذلك الوقت، لبدء هجوم جديد لانتزاع الجانب الأيمن. وفي مؤتمر ميونخ للأمن، دعا رئيس الحكومة حيدر العبادي، دول العالم اجمع، للوقوف مع العراق ودعم الاستقرار والخدمات الأساسية للمدن المحررة وإعادة النازحين.

وقال العبادي في كلمته في مؤتمر ميونخ، "إننا نتوجه بالنداء إليكم لمساعدتنا، في تنفيذ برنامج إعادة الاستقرار والخدمات الأساسية للمدن المحررة، وإعادة النازحين إلى ديارهم". وأضاف "ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المعنية، إلى تقديم مساعدات عاجلة لنحو ثلاثة ملايين نازح، والمساعدة في معالجة الجرحى، ورفع الألغام والمتفجرات، ودعم برامج تأهيل المجتمع من أجل محو ثقافة العنف، وإزالة آثار جرائم "داعش" التي مارستها بحق الأطفال الذين تم استغلالهم بشكل بشع، ونشأوا في ظل ثقافة العنف والكراهية، وتدربوا على فنون القتل في مدارس "داعش"، ومساعدة النساء اللواتي تعرضن للتعذيب والاغتصاب والسبي، حصل للايزيديات في واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية".

وتابع "أننا في الوقت الذي نوشك فيه على إنهاء وجود "داعش" في بلادنا، فإننا ندعو إلى تعاون أمني دولي واسع لمنع انتشارها في دول العالم الأخرى خاصة بعد هروب أعداد كبيرة من المجندين في صفوفها، وعودتهم إلى دولهم في أوروبا وشمال أفريقيا وبقية دول العالم، ولابد من زيادة التعاون الاستخباري للقضاء على الإرهاب والحذر الشديد من المقاتلين العائدين الذين شاركوا "داعش" في ارتكاب أبشع جرائم قطع الرؤوس والإبادة، لأن هؤلاء أدوات وقنابل موقوتة".

وتابع "من الضروري حظر الفكر الذي يشجع على القتل والتطرف وإقصاء الآخر، ونعلن استعدادنا التام للتعاون الأمني، وتبادل المعلومات في مجال مكافحة التطرف والجريمة المنظمة". وقال العبادي "أؤكد لكم أننا خطونا خطوة مهمة في توحيد العراقيين، وهم الآن موحدون أكثر من أي وقت مضى، وقواتنا المسلحة أصبحت مرحبًا بها من قبل أبناء المدن المحررة، والجميع يقاتلون جنبًا إلى جنب تحت علم الدولة، وللمرة الأولى يقاتل الأخوة في البيشمركة إلى جانب الجيش العراقي، بعد أن كانوا طوال عقود من الزمن، يتقاتلون فيما بينهم، وكان النظام المباد يستخدم القوة العسكرية لقمع أبناء الشعب العراقي من الكرد والعرب والتركمان والشبك والقوميات الأخرى".

وواصل "يقاتل في عمليات التحرير المتطوعون في القوات المحلية والحشد الشعبي، والذين تم ضمهم إلى القوات المسلحة، ضمن خطتنا لحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة القانون، وأظهروا بسالة في الدفاع عن الأرض، والتزامًا عاليًا بالمسؤولية تجاه المدنيين في المناطق المحررة وقدموا تضحيات غالية".