دمشق ـ نور خوام
أكد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين في كلمة
وأضاف "وللأسف في كل مرة كنا نعلن فيها عن استعدادنا لاستقبال فرق تحقيق موضوعية ومهنية للتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية كانت تلك الدول تعرقل ذلك لأنها تدرك أن نتائج التحقيقات لن تتوافق مع الغايات والنوايا الخبيثة التي تبيتها لسورية فهناك تهم جاهزة وسيناريوهات معدة مسبقا للعدوان على سورية تماما كما جرى عندما نفذت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عدوانها الثلاثي الغاشم على سورية في شهر نيسان الماضي تحت ذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية دون أي تحقيق أو دليل وذلك في انتهاك سافر للسيادة السورية والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
تضليل الرأي العام وفبركة الادعاءات
وقال "وفي الوقت ذاته كانت الدول ذاتها تتغاضى عن كل المعلومات الموثقة التي قدمناها بشأن امتلاك المجموعات الإرهابية أسلحة كيميائية وبشأن الحوادث التي استخدموا فيها هذه الأسلحة لتوجيه الاتهام للحكومة السورية وتبرير أي عدوان مبيت ضدها، وكانت الأداة الأساسية التي تم استخدامها في تضليل الرأي العام وفبركة جميع الادعاءات والروايات الكاذبة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية هي تنظيم "الخوذ البيضاء" المتطرف الذي أنشأته المخابرات البريطانية تحت غطاء العمل الإنساني ولكن ثبت بالدليل أن أفراد هذا التنظيم هم ذراع "جبهة النصرة" التابع لتنظيم القاعدة وعلى الرغم من كل تلك الادعاءات فإننا عازمون على تحرير كل شبر من أرضنا غير آبهين برايات الإرهابيين السوداء ولا بمسرحيات خوذهم البيضاء.
مشاهد جديدة من الحرب
ولفت المعلم إلى أنه في مشهد جديد من مشاهد الحرب المتطرفة التي تشهدها سورية منذ العام 2011 تعرضت محافظة السويداء جنوب سورية في شهر يوليو /تموز الماضي لتفجيرات انتحارية شرسة من قبل عناصر "داعش" ولكن ما يجب التوقف عنده طويلا هو أن هؤلاء الإرهابيين أتوا من منطقة التنف التي توجد فيها القوات الأميركية والتي أصبحت ملاذا آمنا لبقايا التطرف "داعش" الذين يختبئون في مخيم الركبان للاجئين عند الحدود مع الأردن برعاية وحماية من القوات الأميركية الموجودة هناك.. وفي إطار استثمارها في الإرهاب وبهدف إطالة أمد الأزمة في سورية دأبت الولايات المتحدة على إخراج متطرفين من معتقل غوانتنامو وإرسالهم إلى سورية حيث أصبح هؤلاء المتطرفين القادة الحقيقيون لتنظيم جبهة النصرة وغيره من التنظيمات المتطرفة.
وأشار المعلم إلى أنه بالمقابل ما زال النظام التركي يدعم الإرهابيين في سورية وذلك استكمالا للنهج الذي اتبعه هذا النظام منذ اليوم الأول للحرب على سورية من تدريب وتسليح للإرهابيين ومن جعل الأراضي التركية مقرا وممرا للإرهابيين المتوجهين إلى سورية.
أجندات تركية
وقال المعلم "عندما فشل هؤلاء الإرهابيون في تحقيق أجندات النظام التركي انتقل هذا النظام إلى الاعتداء العسكري المباشر على العديد من المدن والبلدات في شمال سورية إلا أن كل هذه الممارسات التي تستهدف سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وتنتهك القانون الدولي لن تثنينا عن حقنا وواجبنا في استعادة كل أراضينا وتطهيرها من المتطرفين سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية".
وأضاف المعلم "انطلاقا من ترحيبنا الدائم بأي مبادرة يمكن أن تحقن دماء السوريين وتساهم في إعادة الأمن والأمان إلى أي بقعة ضربها الإرهاب رحبنا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في مدينة سوتشي بشأن منطقة إدلب بتاريخ الـ17 من سبتمبر/ أيلول الجاري وهو الاتفاق الذي كان حصيلة لمشاورات مكثفة بين سورية وروسيا وبتنسيق كامل بين البلدين ونحن نؤكد أن هذا الاتفاق هو اتفاق مؤطر زمنيا بتواقيت محددة ويشكل جزءا من الاتفاقات السابقة بشأن مناطق خفض التوتر التي نتجت عن مسار أستانا.. إننا نأمل أن يؤدي تنفيذ هذا الاتفاق إلى تصفية “جبهة النصرة” وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى بما يسهم في استكمال عملية القضاء على بقايا الإرهابيين على الأراضي السورية".
وأكد المعلم أن أي وجود أجنبي على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية هو وجود غير شرعي ويُشكِّل خرقًا سافرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة واعتداء على السيادة الوطنية كما أنه يعرقل مهمة القضاء على الإرهاب ويهدد السلم والأمن في المنطقة وبالتالي فإننا نعتبر أي قوات على الأراضي السورية من دون طلب من الحكومة السورية بما في ذلك القوات الأميركية والفرنسية والتركية هي قوات احتلال وسيتم التعامل معها على هذا الأساس ولذلك عليها الانسحاب فورا ودون قيد أو شرط.
وقال المعلم يُضاف إلى ذلك "إن إسرائيل ما زالت تحتل جزءا غاليا من أرضنا في الجولان السوري وما زال شعبنا هناك يعاني من ممارساتها القمعية والعدوانية لا بل إن تلك الممارسات وصلت إلى حد دعم التنظيمات الإرهابية التي كانت موجودة في جنوب سورية إضافة إلى التدخل العسكري المباشر لحمايتها وشن اعتداءات متكررة على الأراضي السورية.. ولكن كما حررنا جنوب سورية من الإرهاب فإننا عازمون على استعادة الجولان السوري المحتل كاملا حتى خط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967".
توسُّع الممارسات الإسرائيلية
وأضاف المعلم "إن سورية تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفعلي لوضع حد لكل تلك الممارسات وإلزام "إسرائيل" بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعلى رأسها القرار 497 الخاص بالجولان السوري المحتل إضافة إلى تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية.. إن أي إجراءات تتناقض أو تنتقص من هذه الحقوق هي إجراءات باطلة ومرفوضة وتهدد السلم والأمن في المنطقة وخاصة القانون العنصري الذي أصدرته "إسرائيل" تحت مسمى "قانون الدولة القومية” وقرار الإدارة الأميركية نقل السفارة الأميركية إلى القدس وقطع التمويل عن الأونروا".
ودعا المعلم الجميع لأن يدرك بأن سورية بمساعدة حلفائها وأصدقائها ستنتصر في معركتها ضد الإرهاب وأنه يجب التعامل معها على هذا الأساس.
أهمية الخروج من الانفصال عن الواقع
وختم المعلم كلمته بالقول "لقد آن الأوان لأن يخرج البعض من حالة الانفصال عن الواقع وأن يتخلى عن آخر أوهامه ويرى الأمور بواقعية وعقلانية ويدرك بأنه لن يحصل بالسياسة على ما لم يحصل عليه بالحرب فنحن لم نتنازل في ذروة الحرب عن ثوابتنا الوطنية حتى نتنازل عنها اليوم ولكننا في الوقت ذاته نحمل رسالة سلام لشعوب العالم لأننا نريد السلام لشعبنا.. نحن لم نعتد على أحد ولم نتدخل في شؤون أي دولة ولم نصدر الإرهاب إلى أي مكان، كان لدينا دائما أفضل العلاقات مع مختلف الدول، واليوم إذ نواصل العمل لهزيمة الإرهاب فإننا ما زلنا نؤيد الحوار والتفاهم المشترك بما يخدم مصالح شعبنا ويجلب الأمن والاستقرار والازدهار للجميع".