تهريب مليارات يمنية

رفعت الجالية اليمنية الجنوبية، في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، خطاب عاجل إلى دول التحالف العربي، تطالب فيه بضرورة تشكيل لجنة تحقيق من قبلها في عملية تهريب، نحو مليارين وست مائة مليون ريال يمني من البنك المركزي في عدن، إلى مليشيات الحوثيين، وصالح، عبر شركة الكريمي، والتي تم ضبطتها في نقطة سناح في الضالع على منذ أيام، في عملية تهريب فضيعة اشتركت فيها قيادات كبيرة محسوبة على الحكومة الشرعية.

واتهمت الجالية بعض الشخصيات في الحكومة الشرعية، من بينها الجنرال علي محسن الأحمر، بالفشل في تحقيق أي نجاحات على المستوى الحكومي أو العسكري، مشككة في ولاءها لشرعية الرئيس هادي، وتنفيذ مخططات أتضح بأنها تصب في صالح الميلشيات الانقلابية. وقالت الجالية الجنوبية في خطابها إلى قادة دول التحالف، "إننا نعلم إنكم في دول التحالف، تعرفون الكثير من الحقائق عن الخونة والعملاء، الذين يعملون لصالح الحوثي والمخلوع صالح والموجودون داخل الشرعية، وبكثرة، وتعرفون ايضاً الجيوش، والمعسكرات الذي تدعي تأييدها لكم وللشرعية، ومنها معسكرات موجودة في وادي حضرموت، والمهرة ومحافظات أخرى، والتي مازالت تابعة بولائها لـ علي عبدالله صالح، ونعلم أنكم على علم بقيادات الجبهات التي تسمح ببيع السلاح والمواد المختلفة لمقاتلي الحوثي وصالح، ونعلم إنكم من باب المصلحة العليا على أهداف التحالف تغضون الطرف عنهم إلى حين، لكن أن يتم سكوتكم عن تهريب الأموال لتفريغ البنك المركزي بعدن لصالح تموين الحوثي، من أجل الاستمرار في استنزافكم ماليًا وعسكريًا ومن أجل إفشالكم في المناطق المحررة، كما ترون الأوضاع الذي وصلت إليها عدن وابين ولحج وشبوة من خلال تردي الخدمات الأساسية، من كهرباء وماء وبترول، إضافة إلى معاناة الألاف من العسكريين والمدنيين والمتقاعدين الذين لم يستلموا رواتبهم من شهور بل إن البعض منهم مات أمام مكاتب صرف الرواتب من القهر والجوع، وتعلمون أن الجهات المشتبه بها لم يكتفوا بتحويل الرواتب، إلى جيوش الحوثي وصالح بحوالات رسمية، بل زادوا على ذلك بتهريب أضعاف مضاعفة منها، عبر سيارات الصليب الأحمر، وسيارات الإسعاف، وغيرها من الناقلات الذي بكل تأكيد، لم تكن المليارين والنصف الأخيرة هي أول الأموال المهربة.

وعبرت الجالية الجنوبية في السعودية والخليج، عن استغرابها واستنكارها لمرور حدث تهريب المليارات الأخيرة مرور الكرام على الرغم الذي مرور قرابة عشرة أيام منذ أن تم القبض عليها، ولم يعلن الرئيس هادي عن تشكيل أي لجنة للتحقيق لمعرفة من الذي امر بصرف المبلغ من البنك المركزي، ومن الذي وجه سيارات الصليب الأحمر بنقل تلك الأموال إلى الحوثيين وما علاقة المصرف المشبوة التابع للكريمي في تلك الأموال المهربة، ومع ايماننا إن جميع اللجان الذي شُكلت في أوقات وسنوات سابقة لم تخرج بأي نتيجة، للشعب منذ اجتياح الشمال للجنوب عام 1994م وحتى اليوم، ولكننا نعبر عن دهشتنا من سكوت الرئيس هادي عن فضيحة القرن هذه، والذي لم يتم تشكيل أي لجنة للتحقيق فيها ولو من باب القول للتحالف ها نحن قد شكلنا لجنة وفي نفس الوقت لم تتكفل أي جهة رئاسية أو حكومية وتقوم بتكريم قيادة وأفراد النقطة الحدودية، الذي كان لهم الشرف في القبض على مهربي تلك الأموال، ومنعهم من إيصالها إلى صنعاء الذي لو كانت وصلت للحوثيين، لغطت لهم رواتب مقاتليهم في كل الجبهات لشهرين أو ثلاثة أشهر على أقل تقدير.

واختتم خطاب الجالية بالقول إن على التحالف سرعة التحرك وتشكيل لجنة للتحقيق في فضيحة التهريب الكبرى والقبض على الخونة الذي امروا ووجهوا بتهريب تلك الأموال ومحاكمتهم وانزال اقصى العقوبة بهم ليكونوا عبرة لباقي الخونة، ليعرف عملا الحوثي وصالح الموجودون داخل الشرعية، أن دول التحالف تعرفهم ولن تستمر في سكوتها عنهم الذين يطمحون بالاستمرار في استنزاف دول التحالف من أجل انتصار الحوثيين وصالح وهذا بعيد عنهم بأذن الله.