عدن - اليمن اليوم
تواصل ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا انتهاك حُرمة المساجد ودور العبادة في العاصمة صنعاء ومدن أخرى خاضعة لقبضتها، وذلك من خلال تحويل بعضها مؤخرًا إلى مجالس لتعاطي "القات"، وتنظيم سلسلة من اللقاءات والفعاليات والأمسيات لميليشياتها، وتشغيل الزوامل والأهازيج المصحوبة برقصات البرع.
وأفاد سكان محليون مجاورون لـ5 مساجد بالعاصمة صنعاء، بأن ميليشيات الحوثي حوّلت مؤخرًا 5 مساجد من دور عبادة إلى أماكن للاجتماعات والأمسيات ومضغ القات واللهو والترف المصحوبة بالزوامل ومختلف أنواع رقصات البرع.
وأكد بعض السكان، الذين يقطنون بالقرب من “مسجد الإحسان بحي الجراف، وجامع الرحمة بحي الروضة، ومسجد الخير باليستين الغربي، وجامع أبو بكر بحي النهضة، ومسجد آخر يقع في منطقة سعوان”، تفاجؤهم بشكل يومي خصوصًا في ساعات الليل بتوافد العشرات من عناصر الميليشيات إلى داخل تلك المساجد والبدء بإقامة اجتماعات وأمسيات، يرافقها تعاطي القات وأصوات الزوامل وغيرها من أساليب العبث والانتهاك لحرمة بيوت الله.
اقرا ايضا :
"ألوية العمالقة" تواصل تقدمها في الحديدة بعد معارك عنيفة مع المليشيات
واعتبروا أن انتهاك الميليشيات لدور العبادة جريمة جديدة تضاف إلى سجل الميليشيات الأسود المليء بآلاف الانتهاكات في حق المساجد في اليمن.
ودعا السكان جميع اليمنيين إلى الوقوف صفًا واحدًا ووضع حدّ للعبث الحوثي في حق بيوت الله. وأشاروا إلى أن تلك الممارسات تندرج ضمن الجرائم والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان والأعراف والقوانين الدولية كافة التي تجرم التعدي على المقدسات الدينية ودور العبادة.
ولم تتوقف الجرائم والانتهاكات الحوثية عند هذا الحد، بل امتدت لتطال آلاف المساجد ودور العبادة في طول وعرض المناطق اليمنية الخاضعة لبسطتها، وفق ما ذكره مسؤول سابق بوزارة الأوقاف، الخاضعة لسلطة الانقلابيين.
وقال المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويتهإن الجريمة التي ارتكبتها الجماعة مؤخرًا بحقّ 5 مساجد في العاصمة صنعاء ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وأضاف أن الميليشيات الإيرانية عمدت منذ انقلابها على السلطة إلى الاستهداف والتدمير الممنهج للمقدسات الدينية في اليمن. مشيرًا في ذات الوقت إلى استهداف الميليشيات مئات المساجد ودور تحفيظ القرآن بالتفجير والقصف، والنهب والعبث، وحوّلت بعضها إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة، في محاولات منها لخلق صراعات طائفية في المناطق التي تسيطر عليها.
وبدوره، قال إمام وخطيب مسجد سابق بصنعاء، “إن استهداف الميليشيات للمساجد، سواء بالتفجير أو النهب والعبث أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة وأماكن للهو، أمر ليس بغريب على من باع دينه مروءته، فالذي حاول استهداف مكة المكرمة وحرمها الآمن بالصواريخ، لا يتوقع منه أبدًا أن يحترم بيوت الله”.
واعتبر إمام المسجد، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن الجرائم الحوثية بحقّ بيوت الله من أبشع وأقوى الجرائم. وقال: “تأتي في إطار منهج الميليشيات المرتبط بالمشروع الصفوي الذي تسعى إيران جاهدة إلى نشره بطريقة أو بأخرى في المنطقة”، وقال إن استمرار انتهاكات الميليشيات بحق المساجد ودور القرآن يؤكد فشلها وإفلاسها وتراجع أعداد المؤيدين لها، وكذا هزائمها المتلاحقة في مختلف جبهات القتال.
وما لم تتمكن الميليشيات من تفجيره أو السيطرة عليه طائفيًا، سعت إلى تحويله إما إلى ثكنات عسكرية ومخازن للأسلحة، وإما إلى أماكن للتجمعات وتعاطي القات وتشغيل الأهازيج وما يتضمنه ذلك من إلقاء القاذورات على أرضيات المكان المخصص للعبادة.
ومقابل ذلك؛ استنكر علماء ودعاة يمنيون الجرائم والانتهاكات الحوثية كافة في حق بيوت الله ودور القرآن الكريم. وشدّدوا في بيانات سابقة لهم، على أن الميليشيات بجرائمها تلك تنفذ أجندة خارجية تهدف إلى سفك دماء أبناء اليمن وزرع الفكر الطائفي البغيض. داعين أبناء اليمن كافة إلى التصدي لجرائم الميليشيات الانقلابية.
وبيّن العلماء والدعاة أن الحوثيين هدموا وانتهكوا حرمة أكثر من 300 مسجد، وعذبوا واعتقلوا وقتلوا أكثر من 600 عالم وداعية وخطيب خلال أقل من 3 أعوام فقط.
وعلى مدى 4 سنوات من انقلاب الميليشيات، سعت الجماعة بخطى متسارعة للسيطرة على أغلب مساجد العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها.
وخلال فترة الانقلاب، تحدثت وسائل إعلام وتقارير محلية رسمية ودولية عن عشرات الآلاف من الجرائم والانتهاكات الحوثية في حق المساجد ودور العبادة في اليمن. وبالمقابل؛ صنف مراقبون محليون تلك الانتهاكات التي ألحقتها الميليشيات بالمساجد، بالأفظع من بين الانتهاكات الأخرى.
وأظهرت صور ومنشورات عدة تداولها ناشطون يمنيون على شبكات التواصل الاجتماعي، اعتداءات متنوعة على مساجد وأئمة وخطباء، وتحويل أخرى إلى أماكن للترف واللهو.
وكان وزير الأوقاف بحكومة الشرعية الدكتور أحمد عطية، قد كشف مطلع يوليو (تموز) الماضي، عن إحصائية تستعد الوزارة لنشرها، تحوي سلسلة كبيرة من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي بحق دور القرآن والعبادة والمساجد في اليمن. وأضاف عطية حينها، بتغريدة له على “تويتر”، أن تلك الانتهاكات موزعة على مساجد تم تفجيرها ونسفها بالكامل، وأخرى حوّلها الحوثي إلى مخازن للأسلحة والتموين العسكري، وكذلك مساجد جعل منها مجالس لتناول القات وإقامة المهرجانات، في صورة مهينة لبيوت الله.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن هناك خطوطًا حمراء ومقدسات تعارف عليها اليمنيون. وهي المساجد، ودور القرآن الكريم، وأماكن التعليم، والأسواق، والأطفال والنساء. لكن ميليشيا الانقلاب داست على كل هذه المقدسات وجعلتها مستباحة.
كما كشف الوزير عطية مطلع العام الماضي عن أرقام مهولة لانتهاكات الجماعة في حقّ المقدسات الدينية في اليمن. وقال في تصريحات صحافية، إن ميليشيات الحوثي ارتكبت 76 انتهاكًا ضد المساجد ودور القرآن الكريم في عدد من المحافظات.
ومضى قائلًا: “إن الميليشيات فجّرت وقصفت ونهبت أكثر من 750 مسجدًا، منها 282 مسجدًا في العاصمة صنعاء، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجدًا، والبقية في مناطق متفرقة، منها ما تم تفجيره بشكل كامل، أو دمر قصفًا بالدبابات، أو عبر النهب والاقتحامات، كما حوّلت بعضًا منها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لعناصر الميليشيا الانقلابية”.
وتحدث عن اختطاف الميليشيات أيضًا لنحو 150 من أئمة وخطباء المساجد بعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، والزجّ بهم في سجون سرية؛ حيث يتعرض أغلبهم للتعذيب اليومي، وذلك لأنهم رفضوا توجيهات الميليشيا باتّباع الخطاب المذهبي والطائفي.
وقال: “إن الاستهداف الحوثي طال أيضًا أكثر من 16 دارًا لتحفيظ القرآن، ما بين تدمير وانتهاك ونهب وعبث للمحتوى، وإفشال العملية التعليمية”.
قد يهمك ايضا :
الحوثييون يقتلون 3021 مدنيًا خلال 3 سنوات في تعز
اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على مدينة جيزان السعودية