صنعاء ـ خالد عبدالواحد
غادر نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، معين شريم، العاصمة صنعاء عقب لقاءات مكثفة مع قيادات الحوثيين ومن تبقى من أنصار صالح، في لقاءات تكللت بالفشل في استعادة مفاوضات السلام والخروج بحل سياسي ينقذ ما تبقى من البلاد، وحمل حزمة من التهديدات التي أصدرتها جماعة الحوثيين للأمم المتحدة أهمها استهداف السفن البحرية وناقلات النفط في البحر الأحمر غربي البلاد، ورغم الانهيارات الكبيرة في صفوف الحوثيين والتي توحي بقرب سقوطهم،لكنهم أبدوا للأمم المتحدة يد القوة مهددين العالم في حالة لم تتوقف القوات الحكومية من التصعيد والحشد لحربهم في مختلف جبهات القتال، ولم يستطع معين شريم في أول زيارة له إلى العاصمة صنعاء إقناع الحوثيين والتفاوض معهم على حل سياسي يخرج البلاد من الحرب المستمرة من 3 أعوام .
وهدد رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الاعلى صالح الصماد، في حالة استمر التصعيد العسكري للقوات الشرعية والتحالف المشترك في مدينة الحديدة المنفذ البحري الوحيد الذي لازال تحت سيطرة الحوثيين والجبهات الأخرى باستهداف السفن والبوارج البحرية.
وأكّد وزير الخارجية اليمنية الدكتور عبدالملك المخلافي أن مليشيات الحوثي أبلغت نائب المبعوث الأممي إلى اليمن معين شريم " أنها ستقاتل إلى آخر قرية أو مديرية تسيطر عليها ولن تسلم أي منطقة لقوات الجيش والمقاومة مهما طالت الحرب، مشيرًا إلى أن التهديد الصريح والواضح لجماعة الحوثي أمام نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، أو بما أسموها "خيارات استراتيجية، سيتم استخدامها في طريق اللا عودة.. ومنها خيارات قطع البحر الأحمر والملاحة الدولية." تكشف الوجه الإرهابي لهذه الجماعة واستهانتها بالمواثيق والمعاهدات الدولية، وموضحًا أنّ "الإعلان الواضح و الصريح للحوثيين تمسكهم بنهج الحرب وتأكيدهم الاستمرار فيه إلى مالا نهاية يكشف الاستهانة بدماء اليمنيين وان هذه المليشيا ليست مؤهلة لتكون شريك في السلام".
واتهم متحدث التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، العقيد تركي المالكي، اليوم الأربعاء، أطرافًا إقليمية وراء تقديم تقنيات متقدمة لجماعة الحوثي بغرض إطالة عمر الصراع في اليمن، لافتاً إلى أن جماعة الحوثي تستخدم رادارات لرصد القطع البحرية للتحالف، مشيرًا إلى أنّ "هناك أطرافًا إقليمية تواصل خرق القانون الدولي والإنساني في اليمن، داعياً المجتمع الدولي إلى إخضاع الجماعة الحوثية للمتطلبات الدولية"، مشيرًا إلى أن جماعة الحوثي تهدد حركة الملاحة الدولية بالصواريخ الحرارية، كما تدرب عناصرها على استهداف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، مؤكداً مسؤوليته بمنع تهديد الملاحة الدولية البحرية، وفي وقت كان يحشد معين شريم أمتعته صباح اليوم الأربعاء لمغادرة صنعاء شنت مقاتلات التحالف العربي اكثر من 30 غارة جوية على مواقع الحوثيين في العاصمة صنعاء شمال اليمن، ما أسفر عن انفجارات عنيفة هزت المدينة عقب الغارات، ما يؤكد أن السلام لن يتحقق الا بالقوة العسكرية.
وقال الكاتب السياسي جلال محمد أن زيارة نائب المبعوث الأممي إلى اليمن زادت من تعنت المليشيات المسلحة مضيفا انه لن يتحقق أي حل سياسي تتبناه الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن المفاوضات السابقة اكتملت بالفشل رغم أن الأوضاع لم تكن سيئة كما هي عليه الآن، وأنّ الحل العسكري هو ما يترتب على الحكومة والتحالف العربي لاسترجاع الأراضي اليمنية وإجبار الحوثيين على الاستسلام، وبعد الفشل المتلاحق للأمم المتحدة في حل الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب، يقف اليمنيون أمام موت محتوم إما بالغارات والمعارك التي تشهدها البلاد وإما بارتفاع أسعار المواد الغذائية وتوقف تسليم المرتبات والحصار المفروض من قبل التحالف العربي.
وتشهد اليمن حربا أهلية منذ ثلاثة أعوام بين مسلحي جماعة الحوثيين مدعومة من ايران وقوات الجيش اليمني مسنودة بقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية مسببة أزمة إنسانية واقتصادية صعبة في البلاد، ولازال اليمنيون صامدون أمام هذه الحرب التي دخلت عامها الرابع رغم التقارير الأممية التي تذكر أن الأسر اليمنية لا تتحمل يوما أخر من الحرب، لكنها لا تزال تأمل أن تتوقف الحرب في البلاد ويعود السلام إليها .