القوات الحكومية

يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، في العاصمة صنعاء ، بعد رحلة شاقة من مدينة الحديدة، غرب اليمن، التي تشهد معارك عنيفة ، بين القوات الحكومية ، ومسلحي جماعة الحوثيين، وسط قصف جوي وبحري .

يقول فيصل الزبيدي، لـ "اليمن اليوم" ،" تمكنت بعد أربعة أيام من الوصول إلى العاصمة صنعاء، بعد ان تمكنت من الخروج من المدينة، مضيفًا " لم نأخذ شيئ من منزلنا ". 

" وتابع "لم يتركنا القصف أن نأخذ شىء من منزلنا حتى ملابسنا  أو أثاث المنزل ,مضيفًا " مع شدة الأصوات واهتزاز المنزل ، لم نشعر إلا وقد أصبحنا في الشارع. 
وتابع "اغلقنا المنزل وفررنا بجلودنا إلى هذه المدينة الكبيرة صنعاء ".

وقال" لقد قد بعت حلي زوجتي وسافرت إلى صنعاء ، وننام هنا في الرصيف ، بعد نفاد أموالنا ونتغذى على الطعام الذي نحصل عليه من فاعلي الخير ".

وأوضح فيصل" اصبحت أفضّل العودة  والموت في المدينة، على النوم في الرصيف، في المدينة التي لم اعرفها من قبل".

ووصف فيصل الذي فر مع زوجته وأولاده الأربعة، الوضع في مدينة الحديدة بالجحيم. 

وقال" القصف مستمر طوال النهار والليل ، ولانجد ماء للشرب، ولم نتمكن من الخروج لشراء الطعام. 

وتابع " نجونا من موت محقق إلى هلاك محتوم بالجوع والعطش، وأصبحنا نتمنى العودة لنموت في منزلنا. 

وقال " كنت اتوقع أن تستقبلنا المنظمات الدولية والإنسانية المحلية، وأن تجد لنا الدولة في صنعاء، حلول ومكان إيواء لكننا لم نجد سوى الشارع.

وأوضح أنه لليوم الثالث يبحث عن عمل، ومكان يسكن مع أسرته ، لكنه لم يجد من يتعاون معه. 

(نزوح مستمر) 
ونزحت خمسة الآف أسرة يمنية داخليًا من مدينة الحديدة ، إما  بالعودة إلى أرياف المحافظة، أو الهجرة نحو المحافظات الأخرى، وسط تقطعات من قبل الحوثيين، ومنع السكان من مغادرة المدينة. 

قال صلاح الدين هزاع ، إن جماعة الحوثيين ، سمحت له بعد ساعات من مغادرة مدينة الحديدة، وأوضح أن جماعة الحوثيين ، اتهمته واسرته بالخيانة ووصفتهم بالجبناء"
وقال " لقد فتشوا كل شىء حتى أغراض النساء ، لم يتركوا شىء إلا وفتشوه، احتجزونا لساعات ثم سمحوا لنا بالمغادرة ، بعد أن نزل علينا مسلحيهم بالشتائم. 

ووسط استمرار المعارك بين الطرفين الحوثي وقوات هادي  والقصف الجوي والبحري والبري، تزاد عمليات النزوح يوما بعد اخر. 

تجنيد الأطفال. 

لقي المئات من مسلحي جماعة الحوثيين حتفهم , خلال المعارك التي لازلت مستمرة حتى الآن، وقال مصدر خاص لـ" العرب اليوم" إن أكثر من  1000مسلح حوثي لقوا حتفهم خلال الأيام الماضية. 

وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ، أن الحوثيين، يجندون المدنيين إجباريًا، ويزجون بهم وسط المعارك مع القوات الحكومية، وأوضح " أن جماعة الحوثيين كلفت عقال الحارات ومشرفيها باستقطاب الاطفال وتجنيدهم، والدفع بهم الى جبهات القتال".

وأشار المصدر " أن جماعة الحوثيين ، هددت أولياء الأمور بخطف ابنائهم في حال رفضهم القتال ضد القوات الشرعية".

وقال المصدر " اذا لم تتمكن القوات الشرعية، من السيطرة على المدنية ، سيجبر الحوثيون المدنيين على القتال ، وستكون الفاتورة اكبر، وسيدفعها سكان المدينة المنكوبة. 
وقال ان الجماعة" هددت بقتل كل من يرفض القتال في صفوفها"

وحذّرت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي من أن ان يرتكب جماعة الحوثيين، جرائم ضد الإنسانية في مدينة الحديدة عبر تجويع السكان، وقطع كل الخدمات الأساسية. 

وقال المتحدث باسم الحكومة راجح بادي "إن ميلشيات الحوثي ، تقوم  بارتكاب جرائم ضد الإنسانية مثل منع دخول السفن، وقطع الخدمات الأساسية عن سكان الحديدة من خلال حفر الخنادق، وتفجير شبكات المياه  والصرف الصحي، وقطع الطرقات الرئيسية في المدينة لصعوبة التنقل، وبالتالي التسبب في انعدام الخدمات الأساسية".

 وطالب بادي المجتمع الدولي بضرورة التحرك مع الحكومة والتحالف لإيقاف ما تخطط له ميليشيات الحوثي من تحويل مدينة الحديدة إلى مأساة إنسانية.

وأكد أن ميليشيات الحوثي تقوم بتجويع الناس وقطع الخدمات الأساسية على الأهالي من أجل أن تصوّر للعالم أن ما يحدث في الحديدة الآن هو بسبب التحالف والحكومة الشرعية، بينما هي المتسبّبة الرئيسية والوحيدة.

 ولازلت المعارك بين الطرفين على اشدها وتمكنت القوات الحكومية، من إحباط محاولات تسلل لمسلحي الحوثي الانقلابية في محيط مطار الحديدة من الجهة الشمالية, وتكبدها خسائر فادحة.

وقال ركن العمليات العسكرية في اللواء الثاني عمالقة العقيد أحمد علي الجحيلي في تصريح صحافي، إن الوية العمالقة والمقاومة التهامية تمكنت من تأمين محيط مطار الحديدة من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية  وجزء لا باس به من الجهة الشمالية .

وتتواصل المعارك بين القوات الحكومية ، ومسلحي جماعة الحوثيين ، وسط قصف عنيف تشنه الطائرات الحربية والبوارج البحرية التابعة للتحالف العربي، على مواقع الحوثيين في مدينة الحديدة. 

وتمكنت القوات الحكومية من إحراز تقدمات على مستوى جبهات القتال ، وسط تقدم حذر، بسبب الالغام التي زرعتها جماعة الحوثيين. 

وقال مصادر ميدانية، لـ" العرب اليوم " إن مسلحي جماعة الحوثيين لاينسحبون من موقع عسكري او مدني الا بعد تفخيخه، وتلغيمه بجميع انواع القنابل والعبوات الناسفة ، والالغام

وأوضح العقيد تركي  المالكي ناطق التحالف العربي أن القوات الحكومية، اليمنية، تمكنت من إزالة أكثر من 600 ألف لغم داخل الأراضي اليمنية، و سيطرت على مناطق الكيلو 16 وقطع خط صنعاء، كما تم تطهير المطار وبقي جزء بسيط شمال المطار جارٍ تطهيره".

 المالكي اكد،  إن العمليات العسكرية مستمرة للضغط على الميليشيات الحوثية للجلوس على طاولة المفاوضات، وقال خلال مؤتمر صحفي  ان التعنت الحوثي يفشل جميع الجهود السياسية لحل الأزمة سلميا.

وأشار أن ميليشيا الحوثي تعطل وتمنع دخول السفن لميناء الحديدة. 

وقال المبعوث الأممي مارتن غريفيث في بلاغ صحافي إنه يواصل  مساعيه لتجنيب الحديدة مواجهة عسكرية واستئناف  المفاوضات السياسية"