صنعاء -خالدعبدالواحد
سقط مئات القتلى والجرحى من الحوثيين، وعدد من أفراد القوات الشرعية، في مدينة الحديدة، غربي اليمن، خلال المواجهات العنيفة بين الطرفين خلال الأيام الماضية، وأعلن الجيش اليمني عن مقتل أكثر من 500 مسلحا حوثيا خلال المواجهات مع القوات الشرعية، المدعومة من القوات المشتركة، وطيران التحالف العربي، والبوارج الحربية.
واكد موقع "سبتمبر نت" التابع إلى الجيش الوطني أن القوات الحكومية، فتحت ممرات آمنة أمام سكان المناطق والأحياء التي تدور فيها المواجهات بمدينة الحديدة ويمنح الأمان لمن يرد أن يسلم نفسه من المليشيا.
وأضاف أن مليشيا الحوثي تفرض حالة الطوارئ في الحديدة بصورة غير معلنه، وتقوم بحفر الخنادق وتقييم السواتر الترابية في الشوراع العامة والفرعية داخل مدينة الحديدة وضواحيها.
وقال شهود عيان إلى موقع "العرب اليوم"، "إن قتلى وجرحى من الطرفين معظمهم من الحوثيين، سقطوا في معارك وقصف مستمر في "وادي الرمان والنخل"، اثناء تقدم القوات الشرعية، المشتركة باتجاه مركز "مديرية الدريهمي"، بمحافظة الحديدة غربي البلاد.
وأضاف الشهود، أن جثث الحوثيين وجرحاهم تم نقلهم على مدار الساعة منذ فجر الاحد، عبر طريق "اللاوية" باتجاه الطريق الشرقي الرابط بين محافظتي تعز والحديدة.
وشنت مقاتلات التحالف العربي بدورها، غارات جوية مكثفة، على مواقع متعددة في مدينة الحديدة، حيث استهدفت احدى الغارات "الكلية البحرية"، وغارة اخرى منتزه جوار الكلية، في وقت وصلت تعزيزات للحوثيين الى قرب منصة 22 مايو.
وأغلقت ميليشيا الحوثيين الطريق المؤدي لكيلو 16 بالقرب من مبنى الجوازات، كما قامت بحفر خنادق على الشارع الرئيسي، واستمرت الاشتباكات بين قوات الجيش اليمني و المقاومة الشعبية والتهامية، وحراس الجمهورية، والوية العمالقة، من جهة، ومسلحي جماعة الحوثيين على الطريق الجنوبي للمطار، الممتد من جولة المطاحن.
وقالت مصادر لـ"العرب اليوم"، "إن أركان حرب اللواء الثاني تهامة حسين بوخمي، قتل مع عشرة من مرافقيه في منطقة الفازة في محافظة الحديدة أثناء تأمين الخطوط الأمامية".
وتمكنت قوات الجيش الوطني في الوية العمالقة, من اسقاط طائرة بدون طيار "ايرانية الصنع" تابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة الحديدة غربي البلاد، وأكد العميد عبدالرحمن اللحجي قائد اللواء الثالث عمالقة ان قوات الجيش تمكنت من اسقاط طائرة بدون طيار محملة بعبوات متفجرة في منطقة النخيلة شمالي مديرية الدريهمي.
وأضاف اللحجي وفقا لما نقله اعلامي الوية العمالقة أن المليشيا الانقلابية حاولت التجسس ورصد تحركات الجيش اليمني في الجبهة, لكن تم اسقاطها, مشيراً الى أن المليشيا تعيش في انهيار تام.
قطع الشوارع
وعملت مليشيا الحوثي على نصب الحواجز الترابية في الشوارع وقطعت شارع صنعاء من الاتجاه المؤدي الى دوار الخمسين جنوبي المطار مانعة حركة التنقل امام المواطنين الى خارج مدينة الحديدة، الأمر الذي يكشف عن نوايا المليشيا من اتخاذهم دروعا بشرية.
ولجأت المليشيا الإنقلابية إلى حيل شتى لإعاقة تقدمات قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ومن هذه الحيل زراعة الألغام بطرق عشوائية وحفر الانفاق داخل المطار وتتحصن عدد من عناصرها فيها.
ويأتي ذلك مع استمرار تقدم قوات الجيش من عدة محاور حيث تحركت اليوم الاحد باتجاه كيلو16 لتنفيذ عملية التفافية على المليشيا والتقدم صوب المطار وميناء الحديدة من الجهة الشمالية.
وأكدت الحكومة اليمنية الشرعية، مضيها في تحرير محافظة الحديدة وكامل المناطق اليمنية التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية.
ورحبت الحكومة في بيان لها، بالجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة التي تشهدها البلاد منذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية، وبما يتوافق مع المرجعيات الثلاث المعترف بها دولياً، حسب ما أوردت وكالة سبأ الرسمية.
وقالت الحكومة "إن مواصلة ميليشيا الحوثي لتعنتها وعدم تجاوبها مع الجهود الدولية سيكون له انعكاسات خطيرة على الصعيدين الإنساني والسياسي".
واستنكرت الحكومة الممارسات التي تقوم بها الجماعة تجاه الحديدة ومحافظات الساحل وسكانها، بزرع الألغام في الشوارع والمؤسسات الحكومية والأحياء السكنية، ومنع السكان من الخروج من المناطق القريبة من العمليات العسكرية، لاستخدامهم كدروع بشرية.
وأكدت ان تلك الممارسات تخالف كافة القوانين الدولية، ولا ينسجم مع جميع الأعراف والقيم، وتؤكد حرصها على سلامة أهالي الحديدة والساحل، وضمان عدم تعرضهم لأي أذى.
من جانبه، أكد وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني، أن تحرير محافظة الحديدة سيسهم بالدفع نحو إستكمال تحرير كافة المحافظات اليمنية واستعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، وقال الإرياني في تصريح صحفي له "إن تحرير مطار الحديدة الدولي من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية، يعتبر مؤشر إيجابي لإستمرار التقدم نحو تحرير مدينة الحديدة ومينائها الإستراتيجي".
وأضاف "أن تحرير الحديدة سيجبر ميليشيا الحوثي على العودة إلى المسار السياسي القائم على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة، وكذا إنهاء مظاهر الانقلاب وإعادة السلاح إلى الدولة، وتسليم المؤسسات الحكومية والانسحاب من المدن".
وذكر أن استعادة السيطرة على الميناء سينعكس بشكل إيجابي على المجال الإنساني والاغاثي وسيسهم في الحياة للمدينة والشروع في إعادة الإعمار وايصال المساعدات وصرف رواتب الموظفين.
نزوح آربعة ألف أسرة
أعلنت منظمة الأمم المتحدة اليوم الأحد، نزوح أكثر من أربعة آلاف أسرة يمنية في محافظة الحديدة، منذ مطلع الشهر الجاري، جراء القتال المتصاعد في المحافظة الافقر في البلاد.
وقال تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بالتعاون مع الشركاء في المجال الإنساني، أن "الحوادث التي تؤثر على المدنيين في الحديدة قد ارتفعت الأسبوع الماضي، مقارنة بالأسبوع الذي قبله، ووقعت معظم الحوادث في مناطق بيت الفقيه، والدريهمي والتحيتا والجراحي".
وأضاف التقرير أن "حوالي 36 أسرة فقدت معيشتها بعد أن تضررت مزارعهم"، وكشف عن وصول 400 أسرة نازحة من قرية "المنظر" جنوب مطار الحديدة، السبت إلى مدينة الحديدة، وبدأت المنظمات الإنسانية في توزيع المساعدات الفورية لهم من اليوم.
كما رصد التقرير نزوح أكثر من أربعة آلاف أسرة منذ مطلع الشهر الجاري ﻓﻲ 6 مديريات بالمحافظة، وتم التحقق من جميع تلك الأسر وستقدم لهم المساعدات اللازمة. واشار إلى إن "بعض المدنيين تقطعت بهم السبل في مناطق القتال دون الحصول على المساعدة الإنسانية".
وأضاف أن "الهلال الأحمر اليمني قام بإجلاء 20 مدنياً جريحاً وجثتين اثنتين من قرية المنظر، حيث تم نقل الجرحى إلى مستشفيات داخل مدينة الحديدة، غربي البلاد، وبين التقرير، أن "ميناء الحديدة ظل ﻣﻔﺗوﺣﺎً، حيث لا تزال ﺳﻔﯾﻧﺔ ﻣﺳﺗﺄﺟرة ﻣن قبل ﺑرﻧﺎﻣﺞ الغذاء العالمي ﺗﺳﺗﮐﻣل اليوم تقريغ مخزونها من الحبوب".
كما ﯾﺗوﻗﻊ التقرير بحسب البرنامج أن يتم اليوم تفريغ ﺳﻔﯾﻧﺔ أﺧرى ﺗﺣﻣل اﻹﻣدادات اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ، فيما توجد 5 سفن تجارية أخرى في رصيف الميناء تحمل الغذاء والوقود في انتظار دورها للتفريغ.
ويأتي هذا بالتزامن مع جهود كبيرة، للأمم المتحدة إلى اليمن، لوقف معركة الحديدة، ويقود المبعوث الأممي مفاوضات جديدة مع الحوثيين، في الوقت الراهن بالعاصمة صنعاء ، لاقناعهم بالانسحاب من المدينة، الا ان الحوثيين يؤكدون مواصلتهم القتال.
وتسعى الحكومة الشرعية، بدعم من التحالف العربي، لتحرير مدينة الحديدة، وميناءها الاستراتيجي، الذي تستخدمه الميليشيات المسلحة لادخال الاسلحة والصواريخ الباليستية الايرانية إلى اليمن.