خالد عبدالواحد- صنعاء
يسود قلق شعبي في مدينة عدن جنوب اليمن، عقب إعلان المفلحي تقديم استقالته من منصبه كمحافظ للمدينة التي تشهد العديد من الانقسامات بين الأطراف السياسية والحزبية بالتزامن مع تنفيذ تنظيم "داعش" العديد من العمليات المتطرّفة.
وقدّم محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، الخميس، استقالته من منصبه، متهمًا رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر بقيادة وحماية معسكر كبير للفساد، وقال في رسالة إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إنّه "إيفاءً لعهدي ووعدي الذي قطعته على نفسي أمام الله أولا ثم شعبنا العظيم وإزاء ما تقدم فإنني أقدم إليك يا فخامة الرئيس ، استقالتي من منصبي كمحافظ لمحافظة عدن، كما أرجو منكم يا أبناء عدن تقبلوا اعتذاري عن مواصلة المشوار بمنصب محافظ عدن الذي واجهت خلاله الكثير من الصعاب في سبيل توفير الأساسيات، وتحقيق تطلعاتكم وآمالكم بطي صفحة المعاناة والآلام، غير أني ولشديد الأسف وجدت نفسي في حرب ضارية مع معسكر كبير للفساد كتائبه مدربة وحصونه محمية بحراسة يقودها رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر".
وحمّل المفلحي الذي يتواجد في العاصمة المصرية القاهرة منذ أشهر، حكومة بن دغر، مسؤولية "إعاقة كافة الجهود والمحاولات التي دعمها التحالف العربي من أجل استعادة نهضة وتنمية المحافظة"، ومنذ سفره إلى الخارج، قبل أشهر، لإجراء عمليتين جراحيتين، كلّف رئيس الحكومة بن دغر، وكيل المحافظة، أحمد سالم رُبيّع؛ للقيام بمهام المفلحي.
وقال الناشط الاجتماعي في مدينه عدن يوسف أحمد، إنّ موجة من الغضب تجتاح المدينة إزاء استقالة المفلحي وسط أزمات للمشتقات النفطية وارتفاع أسعار الغذاء، مشيرًا إلى أنّ استقالة المفلحي أتت في وقت تشهد المدينة العديد من المشكلات والأزمات الاقتصادية والإنسانية، وغياب الأمن .
وأكد مصدر في رئاسة الحكومة، أن الرئيس، عبدربه منصور هادي، رفض الاستقالة التي تقدم بها محافظ العاصمة المؤقتة للبلاد عدن، أمس الخميس" مضيفا أن الرئيس فور عودته من جولته الخارجية سيستدعي، أحمد عبيد بن دغر، رئيس الوزراء والمحافظ (المفلحي)، والمعنيين، لفعل ما يحقق استتباب الأمن والاستقرار والتنمية في العاصمة المؤقتة"، كما يستهدف المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي حملة سياسية ضد الحكومة الشرعية، ويسعى إلى إحكام سيطرته على جنوب اليمن من خلال الجمعية الوطنية التي يسعى إلى تفعيلها في كل محافظات الجنوب.
واستغل عيدروس الزبيدي تقديم المفلحي استقالته واعلن عن قدرة المجلس على تسلم السلطة من رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر، متهما إياه بالفساد ونهب الأموال العامة .
ويسيطر عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق على مبنى المحافظة ورفض تسليمه منذ إقالته من قبل الرئيس هادي، وخرج العشرات في وقت متأخر من مساء امس الخميس احتجاجا على استقالة المفلحي.
واحرق المتظاهرون إطارات السيارات وقطعوا العديد من الشوارع وطرقات مدينة عدن مطالبين المفلحي بالتراجع عن الاستقالة التي قدمها، وأعلنت حملة أبناء عدن الشعبية للمطالبة بعودة محافظ محافظة عدن عبدالعزيز المفلحي بتنظيم وقفة احتجاجية غدا السبت، وقالت في الدعوة التي وجهتها للجماهير أنها ترفض رفضا قاطعا الاستقالة المقدمة من قبل محافظ محافظة عدن عبدالعزيز المفلحي بعد وصوله إلى طريق مسدود يملأه الفساد ، إضافة إلى المطالب المستمرة للرئيس عبدربه منصور لعدم قبول هذه الاستقالة واتخاذ كافة الإجراءات تجاه كل منابع الفساد التي كشف عنها المفلحي , ومطالبة الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بتقديم كافة التسهيلات والإمكانيات والصلاحيات التي بدورها تعمل على توفير أجواء مناسبة للعمل في إطار تحقيق التنمية واجتثاث الفساد بكافة أشكاله .
ووجهت، الحملة دعوة لأبناء عدن رجال ونساء شباب وشابات وحتى الأطفال للوقوف في هذه الوقفة الرافضة للاستقالة والتي بدورها ستوصل رسالة واضحة للعالم بالغضب العارم الذي يشعر به كل من يحب عدن وكل من هو مقتنع بأن إدارة المفلحي لمحافظة عدن هي الإدارة المطلوبة لهذه المرحلة الصعبة التي يعاني منها كل مواطن ,كما أهابت بالمكونات والهيئات والتشكيلات والروابط الشبابية والنسائية والمقاومة ومنظمات المجتمع المدني والإعلاميين بأن يشاركوا بهذه الوقفة للتعبير عن الرفض القاطع للاستقالة.