صنعاء ـ خالد عبدالواحد
لاتتوانى مليشيا الحوثي مرة بعد أخرى في استهداف مدينة مأرب شرقي اليمن، المدينة التي تستقبل آلاف النازحين الفارين من انتهاكات الميلشيات الحوثية في العاصمة اليمنية صنعاء شمال البلاد ومن المعارك في جبهات القتال المختلفة، وشنت مليشيات الحوثي هجوما صاروخيا على المدينة التي يقطنها مليون ونصف المليون شخص من كافة أنحاء اليمن، واعترضت منظومة الدفاع الجوي، التابعة للتحالف العربي، صاروخين باليستيين في سماء مأرب اليوم الجمعة، أطلقهما المليشيات الحوثية الانقلابية باتجاه مدينة مأرب وفي ذات السياق، وقالت مصادر محلية إن الصواريخ التي تمت عملية اعتراضهما في مأرب أطلقتها المليشيات الانقلابية من منطقة السوادية بمحافظة البيضاء وسط البلاد.
وتشهد مدينة مأرب تطورات كبيرة في بنيتها التحتية، وازدهار كبير في كل مجالات الحياة حيث ارتفع عدد الوافدين إليها من رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال بسبب الصراعات في المحافظات الأخرى، وتعد المحافظة اليمنية الأولى المؤهلة للعيش فيها بسبب توفر الغذاء والأمن والاستقرار. لكن المحافظة التي لازال يرضخ جزءا من أراضيها لسيطرة جماعة الحوثيين لم تسلم من الهجمات الصاروخية من قبل مسلحي الحوثي، والتي تتمكن دفاعات التحالف من اعتراضها إلا أن التهديد لازال قائما حيث سقط العام الماضي قتلى وجرى بينهم ستة أطفال.
واعترضت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي، صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون باتجاه مدينة "مأرب" شرقي اليمن الأسبوع الماضي، وقال سكان محليون في تصريح، إن باتريوت التحالف العربي اعترض صاروخاً باليستياً فوق سماء مدينة مأرب، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكانت الدفاعات الجوية "باتريوت" التابعة للتابعة للتحالف العربي الذي تقودة السعودية في اليمن، قد اعترضت ظهر السبت، صاروخاً باليستياً آخر أطلقه الحوثيون باتجاه المدينة ذاتها. ويستهدف الحوثيون مدينة مأرب بين الحين والآخر بصواريخهم البالستية، سقط إثرها قتلى وجرحى من المدنيين، فيما تتمكن أنظمة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي الداعم للشرعية من احباط العديد من الهجمات الصاروخية قبل أن تحقق أي اصابات.
واستطاعت مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، أن تعزل نفسها، إلى حد ما، عن الحرب وآثارها بفضل النفط والغاز فيها، وقربها من الحدود الشمالية لليمن مع السعودية، والتوافق بين عشائرها وسط المعارك التي تشهدها جبهات القتال في مديرية صرواح شرق المدينة بالإضافة إلى الحرب التي تشهدها اليمن في أكثر من موقع.
وتشهد اليمن حربا بالوكالة بين مسلحي جماعة الحوثيين مدعومة من الجمهورية الإيرانية من جهة وقوات الجيش اليمن مسنودة بقوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وأسفرت الحرب بين الطرفين عن مقتل وإصابة آلاف، وبأزمة إنسانية تصنفها الأمم المتحدة على أنها من بين الأخطر في العالم.
في العام 2015، حاصر الحوثيون مدينة مأرب بعد أشهر من إحكامهم السيطرة على صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، لكن قبائل مدينة مأرب تمكنت من دحرهم بمساندة القوات التابعة للتحالف بقيادة السعودية، وعمل المحافظ سلطان العرادة، على توحيد الصفوف خلف السلطة المعترف بها دوليا بقيادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلا أن دحر المهاجمين لم يبعد خطر الحرب نهائيا عن مأرب التي لا تزال تتعرض لهجمات صاروخية بين الحين والآخر.